طوفان الأقصى

نقاط على الحروف

الدعاية الأميركية... أداة حرب في غزّة والبحر الأحمر
04/03/2024

الدعاية الأميركية... أداة حرب في غزّة والبحر الأحمر

إسماعيل المحاقري

فصول الحرب والتجويع والتهجير لم تنتهِ في قطاع غزّة، والدعم المالي والسياسي والأطنان من الأسلحة الأميركية تتوالى تباعًا إلى المجرم الصهيوني لاستكمال جرائم حرب الإبادة الجماعية وتدمير البيوت الآمنة على رؤوس ساكنيها.

برك الدماء الفلسطينية يحول بينها وبين التدفق لهزّ الضمائر الإنسانية الميتة جبال من الأكاذيب الغربية ومحيطات من الخداع وألاعيب السحرة في البيت الأبيض الذين يجيدون لعبة التخفي وتقمص دور راعي الحقوق والحريات وحامي حمى الإنسانية جمعاء.

الجوع بلغ مبلغه في غزّة، وصدى المجاعة لم يعد يحجبها بعد المسافة، وقطع أثير الاتّصالات، ولا تخفيها تكنولوجيا الدعاية والإيهام، والمأساة الإنسانية تسللت كضوء الشمس لتطرق أسماع العالم وتفتح الأعين المغلقة.

بالنيران الإسرائيلية يموت المئات من السكان في غزّة يوميًّا والجوع يفتك بالآلاف ويتهدّد حياة أكثر من مليوني فلسطيني، بينما أطنان من المواد الغذائية ما تزال خلف المنافذ والمعابر الحدودية يمنع العدوّ إدخالها ويغض الغرب الكافر الطرف عن هذه الجرائم المركّبة. واشنطن بالفيتو في مجلس الأمن ومالها وعتادها وجيشها الداعم للوحشية الصهيونية في وحشيتها تذهب للحديث عن إنزال جوي للمساعدات الإنسانية في غزّة، وكأنها بهذا الإجراء توجّه دول العالم بالكفّ عن مطالب فتح المعابر البرية في القطاع المحاصر فتلك مسألة لا يبت فيها إلا قادة العدوّ الإسرائيلي.

وأيًا كان مقدار المساعدات من الجو ومحتواها فهي وسيلة العاجز، والخائن كما هو حال الأردن ومصر، وأميركا بالطبع ليست عاجزة عن إلزام إدخال الغذاء والدواء والوقود لتشغيل المستشفيات ومعالجة الجرحى والمرضى، فلها من الأوراق ما يكفي لتحقيق هذا الهدف لكن دعاية المساعدات ضرورية في هذه المرحلة لتحسين الصورة الأميركية الملطخة بدماء الشعب الفلسطيني المظلوم والمعتدى عليه.

في اليمن، الحاجة للدعاية وتزييف الحقائق لا تختلف، وأميركا العاجزة عسكريًا عن منع العمليات المساندة لغزّة في البحر الأحمر، تكثر من ضجيجها وتهويلها الدولي للتغطية على فشلها العسكري تارة بالحديث عن المخاطر البيئية نتيجة استهداف السفن وتارة أخرى بالحديث عن كابلات الاتّصالات البحرية.

وبعد عشرة أيام من استهدافها أعلن الجيش الأميركي غرق السفينة البريطانية "روبيمار" في البحر الأحمر، وبدلًا من الإجابة عن جدوى الاعتداءات على اليمن ومزاعم تقويض القدرات اليمنية كتبت القيادة المركزية الأميركية على موقع إكس "ما يقرب من 21 ألف طن متري من سماد كبريتات فوسفات الأمونيوم التي كانت تحملها السفينة البريطانية تمثل خطرًا بيئيًا في البحر الأحمر".

قبل ذلك سبق وتبنت الخارجية الأميركية حملة دعائية لشيطنة العمليات اليمنية في البحر الأحمر بمزاعم استهداف سفينة "Sea Champion" التي كانت تحمل مساعدات إنسانية وهي في طريقها إلى مدينة عدن.

أميركا التي تتذرع بالشحن الدولي والإمدادات الغذائية في جميع أنحاء العالم وكذلك البيئة البحرية، لا تكترث لحملة التجويع والقتل الوحشي في غزّة، بل وتدعمها بكلّ وسائل القتل والتدمير، ونظرًا إلى أن الحملات تحت هذه العناوين لم تلقَ صداها على الصعيد الدولي، روّج الإعلام الصهيوني والأميركي كذبة تعرّض اليمن للكابلات البحرية الدولية في البحر الأحمر، وهو ما نفته الخارجية في صنعاء مؤكدة أن قرار منع مرور السفن الإسرائيلية لا يخص السفن التابعة للشركات الدولية المرخص لها بتنفيذ الأعمال البحرية للكابلات في المياه اليمنية.

وما سبق لم يكن سوى مقدمة لعمل عدائي من السفن الأميركية البريطانية أصاب الكابلات بخلل، الأمر الذي عرّض أمن وسلامة الاتّصالات الدولية والتدفق الطبيعي للمعلومات للخطر.

لا التهديدات الأميركية ولا الاعتداءات أجبرت اليمن على منع عملياته المساندة لغزّة ومقاومتها الباسلة، ولا حرب الدعاية والتضليل يمكن أن تؤثر، إذ أعلنت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية السبت الثاني من مارس/أذار تلقيها معلومات عن هجوم استهدف سفينة بريطانية على بعد 15 ميلاً بحريًا غربي ميناء المخا، وأضافت الهيئة في مذكرة: "قاد الطاقم السفينة إلى مرساة، فقامت السلطات العسكرية بإجلائه".

وإذا كانت غزّة بأحداثها ومآسيها قد عرّت الإنسانية الأميركية الغربية الزائفة، وأسقطت مجدّدًا أسطورة الجيش الذي لا يقهر بصمودها وتضحيات مقاتليها، فإنّ اليمن يكتب التاريخ في البحر الأحمر ويعيد صياغة المعادلات من جديد في المنطقة والإقليم.

فلسطين المحتلةالكيان الصهيونيغزةاليمنمحور المقاومة

إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف

التغطية الإخبارية



 

مقالات مرتبطة
الاحتلال يواصل اعتقال 53 صحافيًا وصحافيةً في معتقلاته بينهم 4 من غزة
الاحتلال يواصل اعتقال 53 صحافيًا وصحافيةً في معتقلاته بينهم 4 من غزة
طلاب جامعات الغرب ينتفضون لغزة.. احتجاجات مستمرة وإضراب عن الطعام
طلاب جامعات الغرب ينتفضون لغزة.. احتجاجات مستمرة وإضراب عن الطعام
تعيينات عسكرية جديدة في الكيان.. وجدل واعتراضات
تعيينات عسكرية جديدة في الكيان.. وجدل واعتراضات
استشهاد أسيرين من غزة في سجون الاحتلال بينهما طبيب
استشهاد أسيرين من غزة في سجون الاحتلال بينهما طبيب
المقاومة الإسلامية في البحرين - سرايا الأشتر تستهدف عمق كيان الاحتلال بالطائرات المسيّرة
المقاومة الإسلامية في البحرين - سرايا الأشتر تستهدف عمق كيان الاحتلال بالطائرات المسيّرة
كاريكاتور العهد
كاريكاتور العهد
ماذا يدبر الاحتلال الاميركي في سوريا؟
ماذا يدبر الاحتلال الاميركي في سوريا؟
"إسرائيل هيوم": "إسرائيل" على حافة النقص في المركّبات الأمنية الحيوية
"إسرائيل هيوم": "إسرائيل" على حافة النقص في المركّبات الأمنية الحيوية
تحت شعار "وفاء يمن الأنصار لغزّة الأحرار".. مسيرات مليونية في صعدة
تحت شعار "وفاء يمن الأنصار لغزّة الأحرار".. مسيرات مليونية في صعدة
حماس في اليوم العالمي لحريَّة الصَّحافة: نثمّن دور الإعلام في "طوفان الأقصى"
حماس في اليوم العالمي لحريَّة الصَّحافة: نثمّن دور الإعلام في "طوفان الأقصى"
هنية يؤكد للوسطاء على الروح الإيجابية لحماس في دراسة مقترح وقف إطلاق النار
هنية يؤكد للوسطاء على الروح الإيجابية لحماس في دراسة مقترح وقف إطلاق النار
الحراك الطلابي في فرنسا يتوسّع دعمًا لفلسطين
الحراك الطلابي في فرنسا يتوسّع دعمًا لفلسطين
هولندا تلحق بركب الهاربين من البحر الأحمر.. واليمن يتوعّد بمرحلة رابعة
هولندا تلحق بركب الهاربين من البحر الأحمر.. واليمن يتوعّد بمرحلة رابعة
السيد الحوثي: نحضّر لجولة رابعة من التصعيد إذا استمرّ العدو "الإسرائيلي" في عدوانه
السيد الحوثي: نحضّر لجولة رابعة من التصعيد إذا استمرّ العدو "الإسرائيلي" في عدوانه
يمن الطوفان.. القادم أعظم
يمن الطوفان.. القادم أعظم
فيديو: طائرة شهاب اليمنية تنقضُّ على سفينة في البحر الأحمر
فيديو: طائرة شهاب اليمنية تنقضُّ على سفينة في البحر الأحمر
اللحظة التاريخية الأنسب لإسقاط أهداف الحرب على الوعي
اللحظة التاريخية الأنسب لإسقاط أهداف الحرب على الوعي
الموسوي: العدو فشل استراتيجيًا وجلّ ما يفعله المزيد من الفشل والتخبط والضياع والخسران
الموسوي: العدو فشل استراتيجيًا وجلّ ما يفعله المزيد من الفشل والتخبط والضياع والخسران
عز الدين: ما كان يشكل حلمًا بات اليوم واقعًا لناحية تحرير فلسطين
عز الدين: ما كان يشكل حلمًا بات اليوم واقعًا لناحية تحرير فلسطين
عملية الوعد الصادق وآفاق المواجهة
عملية الوعد الصادق وآفاق المواجهة
أردوغان والمهمّة الأميركية الجديدة
أردوغان والمهمّة الأميركية الجديدة