طوفان الأقصى

خاص العهد

الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا عاجزة عن تغيير معادلات الصراع
01/03/2024

الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا عاجزة عن تغيير معادلات الصراع

محمد عيد

يستمر الكيان الصهيوني باعتداءاته الأخيرة على الأراضي السورية ربطًا بما يجري في غزّة وتحت مزاعم استهداف الوجود الإيراني في هذا البلد. وفي الوقت الذي أكد فيه محللون سياسيون سوريون بأن الكيان الصهيوني يهدف لتحقيق عدة أهداف من هذه الاعتداءات وتوجيه رسائل إلى داخله المهزوم ورسائل أخرى في الإقليم، يرى خبراء عسكريون سوريون بأن هذه الاعتداءات لن تغير من معادلة الصراع شيئًا ولن تحول دون تدفق السلاح والخبرات إلى المقاومة الفلسطينية واللبنانية من قبل سورية وحلفائها وعبر هذا البلد.

أهداف غير قابلة للتحقق

يرى المحلل السياسي د. طالب إبراهيم أن هناك أهدافًا عديدة من قيام الكيان الصهيوني بتوجيه هذه الاعتداءات داخل العمق السوري. وفي حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري أشار إبراهيم إلى أن المسألة لا تتعلق بتاتًا بالوجود الإيراني على الأراضي السورية فهذه شماعة تعلق عليها "إسرائيل" غاياتها وفشلها على اعتبار أن عدد الخبراء الإيرانيين في سورية محدود وهم متواجدون بشكل شرعي وفقًا للاتفاقيات الموقعة بين البلدين. وأكد المحلل السياسي بأن هذه الأهداف ترتبط بمحاولات اضعاف الجيش السوري وبنيته التحتية حيث استهدفت الاعتداءات الإسرائيلية بالأمس كتيبة إشارة واتّصالات إلكترونية للجيش وهي من منشأ روسي.

وأضاف إن الهدف الثاني الأهم بالنسبة لبنيامين نتنياهو يتمثل في مساعي الخروج من مأزق غزّة الذي وقع فيه بفشل سياسي وعسكري واستخباراتي عبر تصدير هذه الأزمة إلى الإقليم والإيحاء بقدرته على ضرب كلّ من يتهدّد كيانه.

ولفت إبراهيم إلى وجود هدف ثالث من وراء هذه الاعتداءات تقف خلفه الولايات المتحدة الأميركية والكيان الصهيوني وهو إظهار روسيا بمظهر الدولة الضعيفة العاجزة عن حماية حلفائها أسوة بواشنطن التي أرسلت للكيان الصهيوني حاملات طائرات وغواصات نووية بعد عملية طوفان الأقصى، مشيرًا إلى وجوب أن تأخذ موسكو هذا الأمر بعين الاعتبار باعتبارها دولة عظمى تكبر بقوة حلفائها كما يكبرون بها.

لن تغير من معادلة الصراع

من جانبه يرى الخبير العسكري هيثم حسون أنه ومنذ بداية الحرب على سورية بدأ الكيان الصهيوني تنفيذ اعتداءاته التي بلغت مئات الاعتداءات خلال السنوات الماضية، كما ان الاعتداء الأخير كان التاسع عشر منذ بداية هذا العام، مشيرًا إلى أن هذه الاعتداءات جوية وبرية وشملت العديد من المحافظات في سورية.

وفي حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري أشار العميد حسون إلى أن هذا يدل بشكل مؤكد على أن الكيان الصهيوني يريد إيصال رسائل إلى مختلف الأطراف بأن استهداف مواقع الجيش السوري وحلفاء سورية في الأراضي السورية هو مستمر لتحقيق أهداف عسكرية وسياسية يريدها الكيان الصهيوني لإظهار صورة نصر توحي بأنه قادر على وقف ما يسميه الكيان الإسرائيلي بـ "التمدد الإيراني في المنطقة".

وأضاف إنه من الناحية العسكرية لا تغير هذه الاعتداءات من موازين القوى ولا من إمكانية أن يقوم الجيش العربي السوري بتنفيذ المهام المنوطة به ومن قيام حلفاء سورية بتقديم الدعم للجيش العربي السوري، مشيرًا إلى أن هناك ادعاءات إسرائيلية مستمرة تقول إن هذه الاعتداءات توقف أو تحد من وصول الأسلحة الدقيقة الكاسرة للتوازن إلى المقاومتين اللبنانية والفلسطينية وكلّ هذه الادّعاءات هي من أجل تمويه حقيقة أن الكيان الصهيوني عاجز عن تحقيق انتصار في ساحة المواجهة المباشرة سواء مع المقاومة الفلسطينية أو المقاومة اللبنانية وهذه الاعتداءات في مجملها لا تغير من موازين القوى في شيء ولا يمكنها أن تحد من قدرات الجيش العربي السوري أو المقاومة لأن هذه القدرات بنيت بشكل تراكمي وبالتالي فإن عمليات متفرقة هنا وهناك لن تبدل من المعادلة.

سورياالكيان المؤقت

إقرأ المزيد في: خاص العهد

التغطية الإخبارية



 

مقالات مرتبطة