طوفان الأقصى

الخليج والعالم

الصحف الإيرانية: موقف الاتحاد الأفريقي نقطة تحول في النظام العالمي الجديد
27/02/2024

الصحف الإيرانية: موقف الاتحاد الأفريقي نقطة تحول في النظام العالمي الجديد

ركّزت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الثلاثاء، (27 شباط 2024)، في مقالاتها الرئيسة على التحضيرات لإجراء الانتخابات النيابية التي قرُبَ موعدها، فتناولت طبيعة التوزيع الانتخابي للقوائم المختلفة وطبيعة المنافسة في المدن لا سيما في طهران، وموقف الأطياف المختلفة من المشاركة في الانتخابات، كما اهتمت الصحف أيضًا بتطورات العدوان الصهيوني على قطاع غزة والمواقف الدولية حياله، إذ رأت بعض الصحف أن النظام العالمي يتحول إلى مشهد آخر بسبب هذه الحرب.

فشل الصهيونية في أفريقيا

في هذا السياق، كتبت صحيفة "جام جم" تقول: "إن المواقف الحاسمة والمثيرة للإعجاب لرؤساء الاتحاد الأفريقي ضد جرائم نظام الاحتلال الصهيوني في غزة جعلت مدى الفشل الاستراتيجي للصهاينة في العمق الاستراتيجي لهذه القارة المهمة ملموسًا وواضحًا، وفي ظل الظروف التي لم تؤدِ فيها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الدور المتوقع منهما في الحد من الإبادة الجماعية في غزة، فإنّ صراحة وشجاعة الزعماء الأفارقة في إدانة جرائم النظام الصهيوني في قتل الأطفال يجب أن تعدّ نقطة تحول في النظام العالمي السياسي الجديد. كما أن ريادة جنوب أفريقيا في تقديم شكوى ضد الإبادة الجماعية الصهيونية إلى محكمة لاهاي حظيت بإعجاب الرأي العام العالمي".

وأضافت "جام جم": "منذ قيام النظام الصهيوني المزيف وغير الشرعي، أصبح الغزو الثقافي والاقتصادي لأفريقيا هدفًا واستراتيجية رئيسة في السياسة الخارجية لهذا الكيان الغاصب، إذ اعتقد مؤسسوه أن القارة الأفريقية يمكن- بل وينبغي- أن تصبح الفناء الخلفي لتل أبيب وصمام أمان لبقاء الصهيونية في النظام الدولي، اعتقد الصهاينة أن الهيمنة الثقافية على أفريقيا هي شرط أساسي لنهب الموارد الطبيعية لهذه القارة الغنية، وفي هذا الصدد، سافرت غولدا مائير وزيرة خارجية النظام الصهيوني (آنذاك) إلى أفريقيا في العام 1958 وأقامت علاقات سياسية مع زعماء ليبيريا وغانا والسنغال ونيجيريا وساحل العاج. وبين عامي 1957 و1973، قام الصهاينة باستثمار متواصل لمدة 16 عامًا من أجل إنشاء البنية التحتية لتدخلهم الدائم في أفريقيا، إلا أن وقوع ما يسمى بحرب "الغفران" في أكتوبر/تشرين الأول 1973 جعل العديد من الدول الأفريقية واعيًا لطبيعة الصهيونية، وبعد إبرام اتفاقية كامب ديفيد المشينة بين كارتر وبيغن وأنور السادات، اتجه الصهاينة إلى إعادة تعريف علاقاتهم مع الدول الأفريقية، لكن حدوث ظواهر مثل الثورة الإسلامية في إيران العام 1979 ضاعف وعي الدول الأفريقية بالمأساة الفلسطينية، واليوم، تأخذ جنوب أفريقيا زمام المبادرة في مقاضاة الصهاينة في محكمة لاهاي، والاتحاد الأفريقي يدين جرائم تل أبيب واسعة النطاق في غزة وخان يونس ورفح من دون أي خوف، إن ما نراه في أفريقيا اليوم هو نتيجة لانتصار حركة مناهضة الاستكبار والهيمنة خلال العقود الأخيرة، واليوم، وعلى عكس الهدف الأولي لرؤساء النظام الصهيوني، فإن أفريقيا ليست الفناء الخلفي لتل أبيب، بل أصبحت كعبًا أخيل للمحتلين الصهاينة في النظام الدولي".

المنافسة الانتخابية

من جهتها، كتبت صحيفة "إيران": "يعدّ تحقيق حصة أكبر من مقاعد المجلس التشريعي البالغ عددها 290 مقعدًا في انتخابات الدورة الثانية عشرة للمجلس الإسلامي، ثمة رغبة تسعى الجماعات والتيارات السياسية إلى تحقيقها، وفي هذا الاتجاه، فإن نشر القوائم الانتخابية، إلى جانب عقد مؤتمرات صحفية وإعلانية واسعة النطاق، باتت إمكانات مساعدة للشعب لاتخاذ خيار أكثر وضوحًا، بينما تتنافس على مقاعد مجلس خبراء القيادة البالغ عددها 88 في جميع المحافظات، قائمتان رئيسيتان... ومع أنه لم يتبقَّ سوى ثلاثة أيام على الموعد النهائي للإعلان عن بدء الانتخابات، إلا أن المرشحين يواصلون تقديم قوائمهم الجديدة للناخبين".

أما حول قرار بعض الإصلاحيين المتطرفين، والذين كانوا يدعون لمقاطعة الانتخابات فقد قالت صحيفة "وطن أمروز" : "مع مرور الوقت، ظهرت علامات تشير إلى أن بعض أطياف الإصلاحيين الراديكاليين انحرفت عن مواقفها إلى حد ما ومالت نحو المشاركة المحدودة في الانتخابات، أو أن هذا التصميم لم يكن واضحًا منذ البداية، على سبيل المثال، سعيد حجريان، أحد قيادي الطيف الراديكالي للإصلاحيين، بدأ يوضح أنه يرحب بالانتخابات مع أنه كان قد صرّح من قبل ممتعضًا من بعض الإصلاحيين المشاركين في الانتخابات. وبطبيعة الحال، أكد حجاريان أنه لا ينبغي للإصلاحيين أن يقدموا قائمة انتخابية في طهران، وسبب معارضة حجاريان تقديم قائمة الإصلاحيين في طهران هو يقينه بهزيمتهم وعدم ثقة الشعب بالإصلاحيين، إضافة إلى ذلك، يرى الطيف الراديكالي أن عليهم أن يتخذوا موقفهم الخاص بشأن مقاطعة الانتخابات في مكان مثل طهران، حيث لا توجد لديهم فرصة للفوز، ولكن في المدن والدوائر الانتخابية خارج محافظة طهران، حيث هناك احتمال لفوزهم وينبغي للمرشحين الإصلاحيين أن يشاركوا ويتنافسوا بنشاط، وطبعًا بالنسبة إلى المشاركة والتنافس في المدن، فقد وضع حجاريان شرطًا، وقال إن هذه المشاركة والتنافس يجب أن تكون من دون اسم جبهة الإصلاح".

بدوره، "حسين شريعتمداري" رئيس تحرير جريدة "كيهان" ذكر في مقابلة نشرتها الصحيفة نفسها؛ إذ قال: "في الواقع، في مناقشة الأذواق السياسية، قد يكون ذلك الذوق مقبولًا ومرغوبًا من وجهة نظرك وليس هكذا من وجهة نظر أخرى؛ لذلك، عندما يتعلق الأمر باختيار الجدارة، عليك أن ترى ما هي المعايير ومن تضعه في الحسبان، وهذا بالطبع لا يمثل مشكلة لأنه يجب أن تكون جميع الأذواق حاضرة، من الضروري الرجوع إلى أشخاص مختلفين لاختيار الجدارة، والنظر في سجلاتهم وسيرهم الذاتية وسجلاتهم في مسؤولياتهم السابقة، من أجل الوصول إلى التقييم النهائي... إن وجود وجهات نظر مختلفة في البرلمان سيحل المشكلات ويحسّن الآراء ويجعل المخرجات أكثر إيجابية، وبالطبع من المناسب أن تكون المنافسات فردية وليست حزبية، لأن الحزب أحيانًا يكون في ذهنه أمر لا يقبله الفرد".

الجمهورية الاسلامية في إيرانالصحف

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

التغطية الإخبارية



 

مقالات مرتبطة