يوميات عدوان نيسان 1996

خاص العهد

الحشرات تغزو لبنان والخنافس السوداء تتمدد في البقاع
03/05/2019

الحشرات تغزو لبنان والخنافس السوداء تتمدد في البقاع

عصام البستاني
بعد أن ظهرت بكثافة في مناطق سوريا، وعلى الرغم من طمأنة الخبراء إلى عدم امكانية وصولها الى لبنان بسبب وجود الثلوج على قمم جبال لبنان الشرقية، ظهرت الخنافس السوداء بكثافة في قرى البقاع الغربي والاوسط، ومن ثم تمدد وجودها إلى أكثر من منطقة، ما أثار حالة من الهلع لدى المواطنين.

لقد أكد الخبراء البيئيون ان هذه الخنفسة السوداء ليست مضرة للانسان وهي تقتات على الديدان والحشرات المؤذية للمزروعات والأعشاب الضارة، إلا أن أعدادها الكبيرة ووجودها على أعتاب المنازل سبّب حالة من القرف الممزوج بالخوف المبرر، بعد أن غطت أيضاً سهول البقاع أسراب من الفراشات والصراصير الحمراء والسوداء والذباب.

إزاء هذا الواقع رأى مدير مديرية البقاع في جمعية مؤسسة جهاد البناء في البقاع الاستاذ خالد ياغي  في حديث لموقع "العهد" الإخباري: "إن الخنافس السوداء التي ظهرت منذ يوم الأحد الفائت في قرى المرج وينطا ومدينة زحلة وبأعداد أقل في قرى بعلبك هي حشرات غير مؤذية للإنسان وسبب ظهورها بهذه الكثافة هو الطقس الذي أخر في سباتها الشتوي ما جعلها تنتج جيلين من الخنافس. وأما عن وجودها بكثرة على أعتاب المنازل والشرفات فهو إنها حشرة ليلية وتنجذب إلى الضوء".

أما في ما خص الغزو الكثيف للفراشات في لبنان الذي سبب حيرة كبيرة لدى اللبنانيين، فأكد ياغي أن "هذه الحالة هي الطبيعية، حيث عادت إلى سابق عهدها، وعدم وجودها في سنوات الجفاف هو المغاير للطبيعة".
 
وعارض ياغي الآراء التي تدعي أن هذه الحشرات تهاجر من شمال أفريقيا حاملة معها فيروسات مضرّة، إلا انه وافق على أن هذه الفراشات بأعدادها الكبيرة قد تؤذي بعض المزروعات .

واعتبر ياغي أن "انتشار النفايات ووجودها في مكبات مكشوفة، إضافة إلى طريقة نقلها، هي عوامل تسبب مجتمعة خطراً بيئياً، شارحاً أن "المهمة الخطيرة" التي تقوم بها الذبابة، وتحديداً المنزلية، هي نقل المواد الخطيرة من النفايات إلى المأكولات والخضار وبث السموم فيها.

وعلى الرغم من التطمينات إلا أن المواطنين وبعض الجهات البلدية قامت بمكافحة هذه الحشرات بالمبيدات الحشرية وكثير منها قضت تحت عجلات السيارات حيث انتشرت تحت أضواء أعمدة الكهرباء.

وكان رئيس قسم الحشرات والنبات في مركز البحوث الزراعية في تل عمارة المهندس إيلي شويري قد أكد أن حشرة calosoma senegalense أي خنفساء الارض هي حشرة مقيمة محلية وسبب ظهورها بهذه الكثافة مرده إلى الأحوال البيئية التي جعلت أكثر من جيل يفقس في آن واحد، وهي بالتالي ليست مضرة للإنسان، بل تفيد المزروعات، وإن كانت تثير القرف.

ومهما كان الأمر، فعلى الجهات الرسمية أن تعلن ماهية هذه الحشرات ومكافحة الضار منها وإيجاد خطط طوارئ، وخا صة مع معلومات تفيد أن أسراباً من الجراد وصلت إلى أطراف لبنان، إلا أن الثلوج الأخيرة والطقس البارد قبل اسبوع حالا دون وصولها أو غيّرا مسارها، مع الإشارة إلى أن مصادر مركز الابحاث الزراعية نفت وصول أسراب الجراد إلى محيط لبنان.

هل هناك استعداد في لبنان لمواجهة مثل هذه المخاطر؟ أو أن مواسمنا الفائضة بالخير هذا العام ستكون عرضة لاجتياح هذه الحشرات؟

إقرأ المزيد في: خاص العهد