طوفان الأقصى

آراء وتحليلات

هل يستطيع جيش العدو اجتياح قطاع غزة؟
19/10/2023

هل يستطيع جيش العدو اجتياح قطاع غزة؟

عمر معربوني | خبير عسكري – خريج الأكاديمية العسكرية السوفياتية

لا يختلف اثنان أن جيش العدو الإسرائيلي تلقى ضربة هي الأكبر في تاريخه بعد تلك التي تلقاها في حرب تشرين الاول / اكتوبر عام 1973، لكن ضربة "طوفان الأقصى" أكبر وأعظم قياساً على العديد والتسليح الذي حشده الجيشان المصري والسوري والذي بلغ مئات آلآف الجنود وآآلآف الدبابات والمدافع مقابل ألف مقاتل من "حماس" والفصائل استطاعوا خلال ساعات قليلة تغيير الصورة، بما يمكن وصفه بقلب المشهد وليس التغيير الطفيف فيه.

حتى اللحظة يعتمد الجيش الإسرائيلي سياسة الأرض المحروقة عبر تدمير ممنهج للمباني وتسويتها بالأرض وعبر إحداث أكبر قدر من الضحايا بصورة مجازر وابادة جماعية اعتقاداً من قيادة العدو أن المجازر يمكن أن تزعزع وضعية الجبهة الداخلية لقطاع غزة.

بمرور أقل من أسبوعين على اندلاع المواجهة، يسود الخلاف بين المستويين السياسي والعسكري حول شكل ومضمون العملية البرية وحجمها ونطاقها، لكن هناك اجماع أميركي – إسرائيلي على أن العملية يجب أن تتم لضمان القضاء على مقدرات "حماس" والفصائل وهو ما لا يمكن أن يتم إلا بالسيطرة على القطاع أو على الأقل أجزاء منه، علماً بأن السقف الذي طرحته قيادة العدو في البداية هو احتلال القطاع لينتقل الحديث الى تقليص مساحة سيطرة "حماس" عليه.

من خلال المتابعة نلاحظ أنّ التردد في اطلاق العملية البرية ببعدها الفعلي وليس الإستعراضي هو سيد الموقف حتى اللحظة.

وحتى انطلاق العملية البرية تبقى اية مقاربة مندرجة تحت البعد الإفتراضي، فغالبية الخبراء يعرفون الى حدِّ كبير سيناريوهات هذه العملية، في حين أن الغموض والجهل بقدرات "حماس" والفصائل هو المفصل الذي سيحدد آفاق العملية العسكرية البرية الإسرائيلية ونتائجها.

افتراضياً يمكن تصور سيناريوهات العملية البرية الإسرائيلية على الشكل التالي علمًا بأن هناك شكوكًا بانطلاق هذه العملية التي تقتصر على:

1- السيناريو الأول هو الإستمرار بالوضعية الحالية عبر تكثيف القصف وتنفيذ المزيد من المجازر، وهي الوضعية التي اذا ما استمرت ستجوّف الأهداف الإسرائيلية المعلنة باجتثاث "حماس"، تسقط وتزيد في تساقط وانحدار الردع الإسرائيلي الذي تعرض لضربة كبيرة بنتيجة عملية طوفان الأقصى.

2- السيناريو الثاني، يتمثل بالتقدم على محورين:

أ‌- شمال شرق جباليا.
ب‌- شمال شرق بيت حانون وبناء حزام أمني بهدف وقف إطلاق الصواريخ على البلدات والمستعمرات في فلسطين المحتلة. وما الطلب من سكان شمال القطاع النزوح إلى جنوب وادي غزة الا محاولة للبدء في تنفيذ هذا السيناريو.
3- السيناريو الثالث يقوم على التقدم في الجنوب نحو محور صلاح الدين وهو الطريق الرئيسي الذي يقسم قطاع غزة من الشرق والغرب.
4- السيناريو الرابع سيكون عبارة عن تقطيع أوصال القطاع عبر التقاء القوات البرية المندفعة من الشرق والشمال وقوات الإنزال البحري من الغرب.
5- السيناريو الخامس يتمثل باستخدام قنابل خرق التحصينات والبدء بقتال داخل الأنفاق تتولاه وحدات النخبة الإسرائيلية وقوات المارينز الأميركية.

بالنسبة للسيناريو الأول فهو ضمن قدرة الجيش الإسرائيلي لجهة الاستمرار في عمليات التدمير والقتل، أما بالنسبة لباقي السيناريوهات فإنها ستكون بمثابة كارثة على الجيش الإسرائيلي وخصوصاً السيناريو الخامس المتمثل بالقتال داخل الأنفاق.

في التقديرات وبالنظر الى حجم قوة المشاة الإسرائيلية فإنه كلما زاد عدد القوات المهاجمة سيزيد حجم القتلى حتى لو تمت عمليات التقدم بدعم من الدبابات وعبر عمليات انزال من عربات المشاة المدرعة، فالجيش الإسرائيلي لا يمتلك معلومات دقيقة عن مواقع "حماس" التي ستكون متحركة إضافة إلى أن تكتيكاتها ستكون خارج النمط وهو ما سيعقد على القوات الإسرائيلية العمليات، إضافة الى أن عدد القتلى سيكون كبيراً خصوصاً أن العامل الأهم وهو المقاتل يُظهر لنا تبايناً كبيراً في المعنويات وفي الكفاءة وهو العامل الذي سيحسم المواجهة على المديين المتوسط والبعيد لمصلحة "حماس".

الكيان المؤقت

إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات