طوفان الأقصى

لبنان

حراك ديبلوماسي في بيروت لتدارك انجرار المنطقة الى حرب شاملة
17/10/2023

حراك ديبلوماسي في بيروت لتدارك انجرار المنطقة الى حرب شاملة

ركزت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم على الوضع الميداني على الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة، إذ بدأت العديد من العواصم الغربية تحذر من تدخل حزب الله في الحرب نصرة لأهل غزة، ونشطت على الإثر الحركة السياسية والدبلوماسية في المنطقة بين "تل أبيب" وبيروت، حيث سيصل اليوم المستشار الألماني أولاف شولتز الى الكيان الصهيوني متضامنًا، مع تضارب المعلومات حول وصول الرئيس الأميركي جو بايدن غدًا للمشاركة في تقدير الموقف، لجهة فرص البدء بالعملية العسكرية البرية، أو مواصلة عملية القتل والتدمير، أو فتح الطريق للمسار التفاوضي. فيما سيصل وزير الخارجية التركي هاكان فيدان الى بيروت خلال ساعات.

"الأخبار": أميركا نحو إرسال جنود إلى المنطقة لـ«ردع أعداء إسرائيل»

الانطباع القوي بفشل الجولة الدبلوماسية لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، انعكس خطوات أميركية أكثر تشدداً في سياق توفير الحماية لإسرائيل. وكان لافتاً ما نقلته قناة «الجزيرة» عن مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية من «وضع قوات أميركية على أهبة الاستعداد في حال استدعت الحاجة إلى نشرها في منطقة الشرق الأوسط»، فيما نقلت «وول ستريت جورنال» عن مسؤول في البنتاغون «أننا خصّصنا 2000 جندي لدعم العملية البرية الإسرائيلية في غزة».

وبحسب زوار أجانب لبيروت والدوحة، فإن الولايات المتحدة تعتقد أن الوضع «قد يسوء أكثر في الأيام المقبلة»، مشيرة إلى أن «قرار شن حرب برية قيد التشاور مع واشنطن وعواصم أخرى وتل أبيب التي طلبت دعماً متنوّعاً، بما فيه دعم استخباراتي، وأن الأمر قد يتطور إلى طلب دعم أكبر، خصوصاً من الأميركيين الذين يشعرون بأنهم معنيون بحماية إسرائيل من أي تهديد».

ويبدو أن الخطوة الأميركية ترد في سياق رفع مستوى التهديد الموجّه إلى حزب الله تحديداً، ربطاً بالاتصالات التي أجرتها أطراف كثيرة مع الحزب وإيران في الأيام القليلة الماضية، والتي لم يحصل معظم الوسطاء بنتيجتها على جواب واضح حول خطط الحزب، فيما تواصل المقاومة الإسلامية تنفيذ ضربات مختارة ضد مواقع قوات الاحتلال على طول الحدود مع فلسطين المحتلة.

في هذه الأثناء، أطلق وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، بعد عودته إلى طهران، مواقف لافتة مرتفعة السقف. فقد نقلت وكالات الأنباء الإيرانية عن عبد اللهيان مساء أمس «أن أي عمل استباقي من قبل المقاومة ضد إسرائيل في الساعات المقبلة أمر وارد». وأضاف: «خلال جولتي في المنطقة والاجتماع مع قادة المقاومة، كان الأمر الوحيد في ذهنهم هو أنه إذا أدّت الحلول السياسية إلى نتيجة، فسينظرون إلى هذه الفرصة للقيام بذلك، ولكن إذا استمرت جرائم الحرب التي يرتكبها الكيان الصهيوني ضد المدنيين، فمن المحتمل اتخاذ أي إجراء».

ورداً على سؤال حول ما إذا كانت إيران ستدخل الحرب، قال عبد اللهيان: «كل الاحتمالات واردة (...) لا يمكن لأي طرف أن يبقى غير مبالٍ باستمرار هذا الوضع. اليوم، عندما نتحدث عن المقاومة، لا نتحدث عن حزب الله وحده». وأوضح: «كان لي حديث مع قادة المقاومة الآخرين، إضافة إلى الاجتماع مع الأمين العام لحزب الله. وللسيد (حسن) نصرالله دور مؤثّر. وكان المحور الرئيسي لمشاوراتنا يتعلق بالوضع الحالي في المنطقة. وأثناء شرحه لأزمات الكيان الصهيوني طرح بعض الأفكار. كل الخيارات والسيناريوهات الممكنة مطروحة أمام حزب الله. لقد تمّ تقدير كل شيء بشكل صحيح في الحسابات، ولن يسمح قادة المقاومة للكيان الصهيوني بالقيام بأي إجراء في المنطقة. واتخاذ أي إجراء استباقي خلال الساعات المقبلة محتمل». وخلص عبد اللهيان إلى «أننا إذا لم ندافع عن غزة اليوم، فعلينا أن ندافع (غداً) عن مدننا. وقال السيد نصرالله أيضاً إنه إذا لم نتخذ إجراءً فورياً، فسنضطر إلى القتال مع القوات الصهيونية في بيروت غداً». وأضاف: «أود أن ألفت انتباه السيد الأمين العام للأمم المتحدة، أن الوقت ينفد، وإن كنت تريد اتخاذ إجراء ما فافعل قبل فوات الأوان. ربما اهتمت قوى جبهات المقاومة بتوصياتنا إلى الآن، لكن هذا لا يعني أنها ستهتمّ بتوصياتنا ليوم غد أيضاً».

وتكشّف أمس المزيد من التفاصيل حول المشاريع التي حملها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى الدول الحليفة لواشنطن في المنطقة، ومن بينها مشروع يقضي بإيجاد حل مؤقت يسمح بنقل نصف سكان قطاع غزة إلى مصر ودول خليجية أخرى، ريثما يتم التوصل إلى حل سياسي سريع وشامل. وقالت مصادر على صلة بالعاصمة المصرية إن بلينكن فوجئ بطريقة استقبال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي له، وبكلامه العلني الرافض للحملة الإسرائيلية. وأضافت أن مساعدين للسيسي نصحوا بلينكن بعدم إثارة ملف التهجير معه، والتركيز على سبل تهدئة الأمور. وبحسب مصادر إعلامية، فإن الوزير الأميركي لم يكن مرتاحاً أيضاً لزيارته للسعودية، إذ إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان تعمّد تأخير الاجتماع معه لأكثر من عشر ساعات، ثم أبلغه بموقف الرياض الرافض لفكرة التهجير، مشدّداً على أن الحل يكون بالعودة إلى مبادرة السلام العربية.

مع ذلك، لم يتوقف الأميركيون عن مساعيهم مع التشديد على رغبتهم بكسب الأيام القليلة المقبلة لتنفيذ اتفاق «هدنة إنسانية» يسمح لحاملي الجنسيات الأجنبية في غزة بالسفر إلى مصر وإطلاق سراح الأميركيين المحتجزين في غزة مقابل تمرير مساعدات طبية وإغاثية إلى القطاع. ويبدو أن إسرائيل هي من يرفض السير بالخطوة كونها ترى فيها تراجعاً أمام ضغوط حماس، فيما الملف الإنساني ليس أولوية لدى أي مسؤول في إسرائيل الآن.

"البناء": عبد اللهيان: محور المقاومة إلى خطوات استباقية.. والقسام: الأسرى 250 وسنفرج عن الأجانب

تتوزّع الحركة السياسية والدبلوماسية في المنطقة بين تل أبيب وبيروت، في تل أبيب اجتمع وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن بمجلس الحرب في كيان الاحتلال برئاسة بنيامين نتنياهو، قبل أن تداهمهم صواريخ المقاومة وتجبرهم على النزول إلى الملاجئ، ناقلاً الأجواء التي عاد بها من جولته على دول المنطقة الحليفة لواشنطن، والتي سمع فيها ما لخصه بالدعوة الى وقف النار وتأمين المساعدات إلى غزة كأولوية، بينما يصل اليوم المستشار الألماني أولاف شولتز متضامناً، ويصل بعد غد الرئيس الأميركي جو بايدن، للمشاركة في تقدير الموقف، لجهة فرص البدء بالعملية العسكرية البرية، أو مواصلة عملية القتل والتدمير، أو فتح الطريق للمسار التفاوضي، بينما في بيروت فقد جالت وزيرة الخارجية الفرنسية على المسؤولين ناقلة التحذيرات من خطورة انخراط حزب الله في حرب غزة، بينما يصل وزير الخارجية التركية للتشاور، وذلك بعدما غادر وزير الخارجية الإيرانية بيروت، حاملاً التحذيرات من خطر انفجار المنطقة إذا تواصلت عمليات القتل والتدمير في غزة، مجدداً أمس الكلام عن احتمال قيام محور المقاومة بخطوات استباقية ما لم يتوقف العدوان الوحشيّ على غزة.

في المواقف كان كلام رئيس مجلس النواب نبيه بري أمام المؤتمر البرلماني لدول العالم الإسلامي، مخصصاً للحديث عن حرب غزة، داعياً لكل أشكال المساندة، محذراً من نجاح مشروع تهجير غزة باعتباره إعلان سقوط الأمن القومي العربي وبداية مشروع تقسيم دول المنطقة إلى دويلات.
في المواقف أيضاً، وبما يوحي بوجود مساعٍ تفاوضية نشطة تحدث الناطق بلسان قوات القسام، كاشفاً العدد الإجمالي للأسرى بـ 250، منهم 200 لدى قوات القسام، مشيراً الى قرار القسام بالإفراج عن الأجانب بصفتهم ضيوفاً مؤقتين ريثما تسمح الظروف بإطلاقهم.
وحذّر الرئيس نبيه بري، من مشروع «ترانسفير» الذي يحاول العدو الإسرائيلي فرضه على الفلسطينيين عبر تهجير أهالي غزة الى سيناء، منبهاً الى أن نجاح هذا المشروع سيؤدي الى سقوط الأمن القومي العربي.
وخلال كلمة ألقاها عبر تقنيّة “الفيديو كول”، في المؤتمر الطّارئ لرؤساء المجالس النّيابيّة لاتحاد مجالس الدّول الأعضاء في “منظمة التعاون الإسلامي”، شدد الرئيس بري على أنّ “الدّفاع عن غزة وعن فلسطين ليس مسؤوليّة فصيل فلسطيني بعينه، وليس مسؤوليّة الفلسطينيّين وحدهم، بل هو مسؤوليّة الأمّة جمعاء”، مشدّدًا على أنّ “المشروع الإسرائيلي الّذي ينفَّذ الآن فوق جغرافيا قطاع غزة بالدّم والنّار والتّدمير، والّذي يتبارى المستويان السّياسي والعسكري في الكيان الإسرائيلي على التّباهي بإعلانه وكشف نواياه، من خلال العودة إلى التّلويح بمخطّط “الترانسفير” للشعب الفلسطيني من قطاع غزة باتجاه شبه جزيره سيناء، إذا ما قدّر لهذا المخطّط أن يمر هو ليس سقوطًا وقضاءً على القضية الفلسطينية، إنّما هو سقوط للأمن القومي العربي والإسلامي، ومشروع تجزئة وتقسيم للمنطقة بأسرها إلى دويلات طائفيّة وعرقيّة متناحرة؛ تكون “إسرائيل” فيها هي الكيان الأقوى”.
وطالب بري الدّول الأعضاء في المنظّمة الّتي تقيم اتفاقيّات مع الكيان الصّهيوني، إلغاء هذه الاتفاقيّات فورًا، أو تجميد العمل بها إذا لم يكن متاحًا إلغاؤها. ما دعا الى المسارعة فورًا إلى تشكيل وفود حكوميّة من دول المنظّمة، تتحرّك وتتوزّع على عواصم القرار كافّة في العالم، لوقف حرب الإبادة الّتي تشنّها آلة الحرب الإسرائيليّة على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، والضّغط أيضًا من أجل وقف كلّ مشاريع التّهويد الّتي تستهدف المقدّسات الإسلاميّة والمسيحيّة في القدس والمسجد الأقصى؛ لا سيّما مشاريع تقسيمه زمانيًّا ومكانيًّا.
الى ذلك، يعيش لبنان سباقاً محموماً بين انفجار الجبهة الجنوبية على نطاق واسع وبين نجاح الضغوط الديبلوماسية لاحتواء الوضع على الحدود، إذ يشهد لبنان حركة ديبلوماسية كثيفة ولافتة محورها واحد هو الضغط على حزب الله لعدم التوغل أكثر بالحرب بين الفلسطينيين وكيان الاحتلال.

وتقدمت هذه الحركة الديبلوماسية وزيرة خارجية فرنسا كاترين كولونا التي جالت أمس، على كبار المسؤولين اللبنانيين لاجراء جولة محادثات مستبقة نظيرها التركي هاكان فيدان الذي يصل اليوم، بحسب الخارجية التركية، للغاية نفسها، وأيضاً موفد بريطاني خلال الأسبوع الحالي وفق ما علمت “البناء”.
والتقت الوزيرة الفرنسية الرئيس بري في عين التينة بحضور السفير الفرنسي لدى لبنان هيرفيه ماغرو ومديرة أفريقيا الشمالية والشرق الأوسط في الخارجية الفرنسية السفيرة آن غريو وعدد من المستشارين في الخارجية الفرنسية، حيث جرى عرض للاوضاع العامة في لبنان والمنطقة على ضوء تصاعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. واستمرّ اللقاء لأكثر من ٤٥ دقيقة غادرت بعده كولونا دون الإدلاء بتصريح.

وأشارت مصادر مطلعة لـ”البناء” الى أن “كولونا نقلت للرئيس بري قلق بلادها من الأوضاع الأمنية على الحدود مع فلسطين المحتلة، وتزايد احتمال تدهور الاشتباك القائم الى حرب شاملة”، وشددت الوزيرة الفرنسية للرئيس بري على ضرورة بذل المساعي للضغط على حزب الله لتفادي الحرب، ونقلت تحذيرات بأن أي حرب سترتب تداعيات كبيرة على لبنان والمنطقة، كما أكدت ضرورة الحفاظ على الاستقرار على الحدود من خلال بقاء لبنان بمنأى عن المواجهة المستمرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وأكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي “أن الحكومة تواصل اتصالاتها داخلياً وخارجياً لإبقاء الوضع هادئاً في الداخل اللبناني قدر المستطاع وإبعاد لبنان عن تداعيات الحرب الدائرة في غزة”.
وشدد على أن “الاتصالات تتم بعيداً من الإثارة الاعلامية حرصاً على نجاحها ولعدم اثارة الهلع عند الناس”. معتبراً أن “الاتهامات التي توجّه الى الحكومة بالتقصير هي اتهامات سياسية للتحامل ولا أساس لها على ارض الواقع”. وفي خلال لقاءاته في السراي قال ميقاتي “هناك وحدة لبنانية كاملة تضامناً مع فلسطين، لكن لا مصلحة لأحد بالقيام بمغامرة فتح جبهة من جنوب لبنان، لان اللبنانيين غير قادرين على التحمّل”.
وفي موازاة ذلك، واصل وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب لقاءاته الديبلوماسية، حيث التقى على التوالي سفراء دول كل من: الولايات المتحدة الاميركية دوروثي شيا، سويسرا ماريون ويشلت، روسيا ألكسندر روداكوف، اليابان ماغوشي ماسايوكي، الصين تشيان مينجيان، فرنسا هيرفيه ماغرو، الارجنتين موريسيو أليس، وبريطانيا هاميش كاول. وقد تمّ التشاور مع سفراء الدول المذكورة في آخر التطورات في غزة والجنوب، حيث شدد الوزير بو حبيب على عدم رغبة لبنان في التصعيد، محذراً من عواقب الدعم اللامحدود لـ”إسرائيل” على الأمن والسلم الإقليميين، وتجاوزاتها للقانون الدولي الإنساني وقانون الحرب من خلال قيامها بعقاب وحصار جماعي مفروض على الشعب الفلسطيني في غزة.
الى ذلك استمرت المواجهات بين المقاومة وقوات الاحتلال الإسرائيلي على طول الجبهة الجنوبية مع فلسطين المحتلة، وأصدرت المقاومة الاسلامية في لبنان سلسلة بيانات عن عملياتها ضد مواقع وتحركات قوات الاحتلال، فأعلنت أن المقاومين “هاجموا موقع الضهيرة الإسرائيلي واستهدفوا دبابة ميركافا عند مدخله بالصواريخ ‏المُوجّهة وأصابوها إصابة مباشرة، كما ‏استهدفوا خمسة مواقع إسرائيلية هي: موقع مسكاف عام، خربة المنارة، هرمون، موقع ريشا وموقع رامية، بالأسلحة المباشرة والمناسبة، وحققوا ‏فيها إصابات مؤكدة”. ‏
وتشير أوساط مطلعة على الجبهة الجنوبية لـ”البناء” الى أن المقاومة مستمرة في عملياتها العسكرية ضد مواقع الاحتلال وأن الوضع الميداني تحت السيطرة والمقاومة على أهبة الاستعداد وهي تفرض معادلة صعبة على العدو، مؤكدة أن استهداف مواقع العدو لن يتوقف وسيستمر بشكل يومي وكل مواقعه وثكناته وتحركاته وآلياته ستكون هدفاً للمقاومة، متوعّدة العدو بمفاجآت في الوقت المناسب، مبينة أن عمليات المقاومة ستتصاعد بشكل تدريجي بمستوى يرتبط بالتطورات الميدانية في فلسطين المحتلة وفي غزة تحديداً.
ومساء أمس، أطلق جيش الاحتلال من مواقعه في مزارع شبعا قنابل مضيئة فوق قرى العرقوب وتزامن ذلك مع تحليق للطيران التجسسيّ من حين لآخر في سماء المنطقة. كما أطلقت قذائف فسفور على بلدة الضهيرة جنوب لبنان، وقنابل مضيئة فوق كفرشوبا ومزارع شبعا.

في المقابل لا يزال الذعر يسيطر على كيان الاحتلال والمستوطنين في شمال فلسطين المحتلة خوفاً من حدث ما قد يحصل في أي وقت.
وأعلن جيش الاحتلال تفعيل خطة لإجلاء سكان الشمال الذين يعيشون على مسافة تصل إلى 2 كم من الحدود اللبنانية، محذراً من أن “إذا قرر حزب الله مهاجمة “إسرائيل” سيكون الرد عنيفاً”، وقال: “عززنا وحداتنا على حدودنا الشمالية وسنرد بحزم وقوة على كل عملية ضدنا”.
كما أمر الجيش سكان منطقة المطلة الحدودية مع لبنان بدخول الملاجئ تحسباً لوجود عملية تسلل.
بدوره، توجّه رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو، لإيران وحزب الله بالقول: “احذروا ولا تختبروا إسرائيل في حدودنا الشمالية وإلا ستدفعون ثمناً كبيراً”، مشدداً على أن “الرد سيكون بحجم الجريمة».

وأشار المتحدث باسم البيت الأبيض، الى أننا “لا نريد للنزاع أن يتسع ونبقي أعيننا على الجبهة الشمالية لـ”إسرائيل”، ولم نرصد أي مؤشرات على رغبة حزب الله في توسيع المواجهات مع “إسرائيل»”.
ويعتقد خبراء في الشؤون العسكرية والاستراتيجية بأن الحزب سيدخل المعركة بحال استمرت قوات الاحتلال بحرب الإبادة على قطاع غزة، موضحين لـ”البناء” بأن فتح الجبهات سينسّق بين الغرفة المشتركة لمحور المقاومة الذي يضمّ لبنان وفلسطين وسورية والعراق واليمن. وقد تفتح هذه الجبهات تدريجياً ويطلق صواريخ من كل الجبهات على كامل المستوطنات الإسرائيلية في وقت واحد، مع احتمال دخول فرق خاصة من حزب الله وحركة حماس الى المنطقة الشمالية والجليل وربما تدخل مجموعات أخرى موجودة في سورية الى الجولان. وقد يستهدف حزب الله أو حركة حماس ميناء حيفا بالصواريخ الدقيقة ما يؤدي الى تعطل التجارة الخارجية وبطبيعة الحال نقل النفط والغاز الى أوروبا، ومن السيناريوات ايضاً استهداف حقل كاريش بمسيرات تابعة للحزب. كما وقد تقصف إيران بالصواريخ البعيدة المدى المدن الإسرائيلية وبحال تطورت الحرب قد تغلق مضيق هرمز أمام الملاحة الغربية ويغلق أنصار الله في اليمن مضيق باب المندب. وهنا وفق الخبراء نكون قد دخلنا في حرب إقليمية كبيرة لن تنتهي بأشهر وربما بعام.

"النهار": النزاع يشتدّ بين الديبلوماسية الساخنة والتصعيد الميداني... كولونا: على المسؤولين منع جرّ لبنان إلى الصراع

لم يتبدل المشهد اللبناني كثيرا مع مطلع الأسبوع لجهة "تنازعه" الشديد بين مؤشرات التدهور الميداني عند الحدود الجنوبية مع إسرائيل والرهان على ديبلوماسية بدأت تتصاعد لمنع الوضع من بلوغ الانفجار الحربي الواسع. ولكن العاملين الجديدين اللذين برزا امس تمثلا في حضور لبنان بقوة في قلب الديبلوماسية الساخنة التي تسعى الى تحييد لبنان عن الالتحاق بحرب غزة وذلك من خلال زيارة وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا لبيروت، كما في ما كشفه رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي عن شبكة اتصالاته الواسعة مع العواصم الغربية والعربية المعنية بما أوحى بتزخيم كبير للجهود الديبلوماسية. ومع ان الوضع الميداني شهد في ساعات بعد الظهر والمساء تصعيدا ملحوظا الا انه قياسا بالايام السابقة لم يكن بحدة التصعيد إياها، ولو ان الوضع يبقى مفتوحا على شتى الاحتمالات. وإذ بدا واضحا ان مستوى رهان بعض الأوساط الديبلوماسية المعنية والمطلعة على طبيعة ما يطرح في الزيارات والمشاورات الجارية على خط لبنان قد ارتفع لجهة امكان مرور العاصفة الحربية من دون اشعال حرب شاملة على الجبهة اللبنانية، تعتقد هذه الأوساط ان تطورات الساعات الأخيرة في شأن غزة وما ارتسم من معالم فرض "خط احمر" ضمني أميركي امام إسرائيل لمنعها من اجتياح بري لغزة سيساهم الى حد واسع في تقليص المخاوف التي كانت ماثلة حيال اشتعال الجبهة الثانية بين إسرائيل و"حزب الله".

وكانت كولونا اجتمعت عقب وصولها من القاهرة عصرا الى بيروت بالرئيس ميقاتي الذي شدد "على اجراء كل الاتصالات والعمل الدؤوب لابقاء لبنان في منأى عن التوترات في المنطقة"، معتبرا" أن وقف اطلاق النار يساهم في تحقيق هذا الامر".وشدد على" ضرورة تكثيف الاجتماعات الدولية والعربية الرفيعة المستوى لتلافي التصعيد".

بدورها ابدت كولونا قلقها من الاوضاع في المنطقة. وقالت"ان فرنسا تؤيد اقتراح مصر عقد اجتماع لقادة بعض الدول العربية والاوروبية المعنية بالاضافة الى الاعضاء الدائمين في مجلس الامن، كما انها تبذل جهدا لايجاد اطار حل للقضايا المطروحة حاليا والبحث في الحلول التي تمنع التصعيد غير المحسوبة".

وقالت"يجب تلافي الحسابات الخاطئة والعمل على ابقاء جنوب لبنان خارج التشنجات لان الصراع الراهن قد يمتد لمهلة غير محددة".

بعدها توجهت كولونا والوفد المرافق إلى عين التينة حيث اجتمعت مع رئيس مجلس النواب نبيه بري لثلاثة ارباع الساعة وجرى عرض للاوضاع العامة في لبنان والمنطقة على ضوء تصاعد العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة. ثم زارت قائد الجيش العماد جوزف عون في مكتبه في اليرزة .

ومساء عقدت كولونا مؤتمرا صحافيا في قصر الصنوبر أكّدت فيه أنها توجّهت إلى تل أبيب والقاهرة وبيروت "لأن الوضع مقلق وخطر". وقالت: "أناشد من بيروت تحمّل المسؤولية والسيطرة على الوضع". وأشارت كولونا إلى أن "حجم هجوم حماس الارهابية على إسرائيل يُظهر أنّه كان مخطّطاً ومنظّماً" مطالبةً "بالإفراج عن الأسرى من دون مدّة ولا شروط ويجب التنبه إلى ضرورة عدم الخلط بين حماس والشعب الفلسطيني". ودعت الى "فتح ممر إنساني لكي تصل المساعدات إلى الشعب الفلسطيني" وشددت على انه "لا يمكن لحماس أن تأسر شعباً بأكمله". ورأت ان "على المسؤولين اللبنانيين أن يلعبوا دورهم في منع جرّ لبنان إلى الأحداث الإقليمية "مؤكدة ان"فرنسا تقارب ما يحصل بجدية تامة ولن توفر جهداً لترميم مسار السلام".

ورأت "أن هناك حالة طارئة إنسانية وديبلوماسية، وعلينا أن نفعل كل ما هو ممكن لتفادي اشتعال الاوضاع، لقد قلت ذلك عدة مرات، والسبب الأساسي لزيارتي هي استمرار العمل لتفادي اشتعال يمكن أن يطال المنطقة باكملها، وفرنسا تعمل على ذلك من اليوم الأول، ونحن نجري اتصالات متكررة مع دول المنطقة ومع شركائنا من الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ونمرر كل الرسائل الضرورية ونريد ان تلتقي كل الرسائل التي توجهها الدول لتحقيق هذا الغرض، ولهذا السبب انا في لبنان اليوم جئت الى لبنان للتذكير بحرصنا على هذا البلد ودعمنا لاستقرار لبنان وأيضا لأقول لكل وضوح انه ما من مجموعة يجب أن تعتقد انه بامكانها محاولة استغلال هذا الوضع، وهذه رسالة واضحة. وعلى المسؤولين اللبنانيين أيضا ان يتحملوا مسؤولية في هذا المجال لتفادي أن ينجر لبنان قسرا الى مثل هذه المسألة لأن الوضع لا يحتمل، هذا نداء للعقل للمسؤولية ولضبط النفس، ولا يجب أن ينجر لبنان وان اي انزلاق قسري وعن غير عمد لا يمكن أن يكون في مصلحة احد. فرنسا تأخذ الوضع الحالي بكل جدية ولن نألو جهدا لتفادي تدهور الوضع ولاعادة الهدوء لأن هذا ضروري. وهذا هو نداؤنا من أجل ان يكون هناك حس بالمسؤولية، وان تلتقي كل الجهود لتحقيق هذا الأمر".

شبكة الاتصالات

في هذا السياق، برز ما اعلنه ميقاتي امام زواره امس من "أن الحكومة تواصل اتصالاتها داخليا وخارجيا لابقاء الوضع هادئا في الداخل اللبناني قدر المستطاع وابعاد لبنان عن تداعيات الحرب الدائرة في غزة". وقال "هناك وحدة لبنانية كاملة تضامنا مع فلسطين، لكن لا مصلحة لاحد بالقيام بمغامرة فتح جبهة من جنوب لبنان، لان اللبنانيين غير قادرين على التحمّل".وكشف انه "تبادل الاتصالات مع الادارة الاميركية، مع نيولاند، باربرا ليف، آموس، وايضا مع رئيسة وزراء ايطاليا والرئيس الفرنسي والرئيس اردوغان ووزير خارجية تركيا. كذلك تواصلت مرات عدة مع وزير خارجية الاردن ورئيس وزراء قطر، الامين العام للامم المتحدة مرات عدة، ووزير خارجية بريطانيا ووزيرة خارجية كندا". وتابع "نحن نقوم بما يلزم من اتصالات بشكل هادئ وبعيدا من الاستعراض الاعلامي، لان المبالغة في الحديث عن هذه الاتصالات سيولد نوعا من الخوف الاضافي عند الناس. البعض يسأل لماذا لم ندع المجلس الاعلى للدفاع الى الاجتماع، والمجلس يرأسه رئيس الجمهورية، فهل المطلوب اثارة اشكالية داخلية اضافية؟ ومن باب الحرص على الجميع دعوت القادة الامنيين جميعهم الى جلسة مجلس الوزراء". أضاف: "في مقابل هذا العمل الهادئ نرى البعض ينتقد من باب الانتقاد او التحامل ويسأل اين الحكومة؟ وتابع "في اسرائيل شكلوا حكومة في اسرع وقت فلتتوحد الارادات اللبنانية لانتخاب رئيس جمهورية وتشكيل حكومة جامعة لاظهار الحرص الكامل والجامع على الوطن. هل هناك اخطر من هذا الظرف ليتنازل الجميع عن شروطهم وينتخبوا رئيسا جديدا في اسرع وقت وتكليف رئيس حكومة بتشكيل حكومة جديدة ومنحها الثقة سريعا لتمكينها من العمل؟".

التوتر جنوباً

على الصعيد الميداني وبعد هدوء حذر ساد المنطقة الحدودية في ساعات النهار في ظل استنفار متبادل بين اسرائيل و"حزب الله" تبددت الاجواء بعد الظهر وعاد التوتر. وقد تم استهداف كاميرات المراقبة في موقع جورداح في بلدة الضهيرة وموقع ظهر الجمل مقابل بلدة راميا في الجنوب ورد القوات الاسرائيلية باستهداف أطراف الضهيرة بقذائف المدفعية. كما استهدفت بلدة يارين بقصف عنيف من مختلف الاعيرة. وتجدد لاحقا القصف المدفعي الاسرائيلي على بلدة الضهيرة والبستان وبركة ريشا، مترافقا مع تحليق مكثف لطائرة استطلاع فوق المنطقة. كما افيد عن سماع رشقات نارية من مستعمرة مسكافعام، وعن قصف مدفعي عنيف على خراج بلدة رميش.

وافادت معلومات عن سقوط20 قذيفة فوسفورية على الضهيرة ورمايات رشاشة قرب مستعمرة مسكافعام، فيما اطلقت صفارات الإنذار من مقر اليونيفيل في الناقورة.واصدرت "المقاومة الإسلاميّة" بيانا أعلنت فيه استهدافها خمسة مواقع اسرائيلية وهي: ‏موقع مسكاف عام، خربة المنارة، هرمون، موقع ريشا وموقع رامية، بالأسلحة المباشرة وتحقيق إصابات مؤكدة فيها "

وفي بيان لاحق، اعلنت "المقاومة الإسلامية" انها "هاجمت موقع الضهيرة الإسرائيلي واستهدفت دبابة ميركافا عند مدخله بالصواريخ المُوجّهة وأصيبت إصابة مباشرة".
ومن جهته، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أنه "تعرضت مواقع عدة للجيش الإسرائيلي لاطلاق نار من أسلحة خفيفة في منطقة الحدود اللبنانية. كما أطلقت قذيفة مضادة للدروع نحو دبابة إسرائيلية دون وقوع إصابات، ردًّا على ذلك يقوم جيش الدفاع بقصف مدفعي نحو مصادر النيران".

وسجلت حالات اختناق في الضهيرة والبستان وعلما الشعب ويارين نتيجة رمي الجيش الإسرائيلي قنابل فوسفورية فوق مناطق الاشتباك .

غزة

إقرأ المزيد في: لبنان