طوفان الأقصى

خاص العهد

هكذا ودعت حمص شهداء الكلية الحربية
07/10/2023

هكذا ودعت حمص شهداء الكلية الحربية

دمشق ـ محمد عيد
كانت مشاهد وداع شهداء الكلية العسكرية في حمص من قبل ذويهم وعموم السوريين مؤثرة للغاية لكنها مع ذلك بقيت مجللة بالفخار والإصرار على متابعة طريق النضال حتى منتهاه.
إذ سرعان ما مسح المكلومون دموعهم واعتلت محياهم ثورة عزيمة جامحة ليؤكدوا لكل من سألهم عن حالهم أنهم مجبولون على مواجهة المحن وأن الفخر الذي يعتريهم لوداع أحبتهم لا يقل عن الحزن لوداعهم.

هكذا ودعت حمص شهداء الكلية الحربية

قصص حزينة ومروعة

يقف ضابط في الجيش السوري ببزته العسكرية وقوامه الصلب الممشوق  ترنو عيناه بحزن إلى النعشين المسجيين على أرض مشفى حمص العسكري ، ومع ذلك ثمة شموخ في عينيه اللتين تغالبان الدمع على ولديه التوأم الذين أنفق عمره في تربيتهما لحين تخرج الشاب ضابطا والفتاة مهندسة.
كان الضابط يقف على أعتاب الفرح والتفاؤل بمستقبل مزهر لعائلته قبل أن يقرر الإرهابيون على طريقتهم الخاصة تحويل الفرح إلى حزن حين قصفوا بطائراتهم المسيرة لحظة التقاء الطلاب الخريجين بذويهم فارتقى ولداه شهيدين على مرأى منه ومن فرحه.
يقول الضابط السوري المفجوع لموقع " العهد" الإخباري بأن الله أعطى والله أخذ ولا مرد لمشيئته ولا نقول إلا ما يرضي الله.
ويضيف بأنه جاء ليزف ابنه خريجاً وطلبت أخته المهندسة أن تتصور مع أخيها قبل أن يقع المحظور وتكون هذه هي الصورة الأخيرة مشيراً إلى أن الوطن لا يحرر من دون تضحيات راجياً الله أن يتقبل منه ولديه شهداء وشفعاء.
أحمد طالب ضابط تخرج لتوه وبعد انتهاء العرض هم بمعانقة والدته لكن نيران الغدر لم تمهلها فعانقها شهيدة بعدما لفظت أنفاسها الأخيرة.
يقول أحمد لموقع "العهد" الإخباري بأن حلم والدته كان أن تزفه عريساً لكن القدر كتب له أن ينعاها شهيدة ويبكي في عرس شهادتها كما لم يفعل في يوم من الأيام.
خليل والد أحد الجرحى روى لموقعنا أنه بعد انتهاء العرض نزل من المدرجات مع بقية أفراد عائلته لتهنئة ابنهم بالتخرج وذهبت بعض النساء والفتيات إلى المكان الذي توجد فيه بوكيهات الورد بالقرب من المنصة الرئيسية بغية إهداء الورود لأبنائهن وأخواتهن فنزلت القذيفة الأولى بداية الأمر في تجمع النساء في الوقت الذي كان هو فيه بعيداً بشكل نسبي  حيث كان يلتقط الصور رفقة العائلة قبل أن يحصل التفجير ويختفي ولده الذي كان يصور العائلة.
وأضاف خليل بأن المشهد كان مروعا حيث انتشرت أشلاء النساء والأطفال والشيوخ والطلاب في كل مكان وبعضها كان يحترق وفيه بقية من حياة وشرع هو والعائلة في البحث عن ابنهم المفقود فوجدوه جريحاً فتم إسعافه وتفرغ بعدها لمساعدة المصابين بما تيسر له من قدرة مشيراً إلى وجود محروقين "ما فينا نقرب منهم وما منعرف كيف بدنا نمسكهم ونرفعهم حتى نسعفهم".
 
طالب

ابراهيم طالب ضابط قص لموقع " العهد" الإخباري كيف كان برفقة والده لحظة إطلاق الإرهابيين للقنابل من مسيراتهم.
يؤكد ابراهيم أنه وبعد لحظات من حصول التفجير بحث عن والده بين الشهداء والمصابين لمدة أربع ساعات بكاملها فلم يجده وحين آيس من البحث عنه في مسرح الجريمة نزل إلى المشافي التي نقل إليها الشهداء والمصابون وتفحص وجوه الشهداء شهيداً وراء آخر حتى عثر على والده في إحدى ثلاجات الموتى.
 
أعضاء مجلس الشعب: جريمة حرب
 
الطبيب الشرعي وعضو مجلس الشعب السوري بسام محمد أشار في حديثه لموقع " العهد" الإخباري بأن المعتدين اختاروا لحظة حرجة عند انتهاء الإحتفال وتقدم الأهالي المدنيين للمباركة بتخريج أبنائهم وبالتالي فإن العمل يهدف إلى النيل من المدنيين وهذا عمل إرهابي بكل ما للكلمة من معنى وأشار بأنه وحسب الارقام المعلنة من قبل وزارة الصحة فإن عدد الشهداء وصل إلى ٨٠ شهيداً بينهم ٣١ امرأة وعدد كبير من الأطفال الأمر الذي يؤكد الرغبة الحقيقية في استهداف المدنيين من قبل هؤلاء وتجاوز كل الخطوط الحمراء في الحرب.

الناصر

عضو مجلس الشعب السوري ناصر الناصر أكد في حديث خاص بموقع " العهد" الإخباري أن أمريكا وتركيا هما اللتان تنفذان وتغطيان العمليات الإرهابية في سوريا لأنهما قوتا الإحتلال المتواجدتان على الأرض.
وتساءل الناصر عن عدم قيام مجلس الأمن بإدانة هذه الأعمال الإرهابية في الوقت الذي يبارك فيه إحتلال الأوطان وسلوكيات المجموعات الإرهابية.
 وأضاف بأن العدالة والديمقراطية التي يطالب بها الغرب الشعوب لا تتناقض مع  الجريمة البشعة التي ارتكبها الإرهابيون في حمص طالما أنها تخدم مصالح هذه الدول وتوجهاتها السياسية والمؤامراتية.

سورياحمص

إقرأ المزيد في: خاص العهد

التغطية الإخبارية



 

مقالات مرتبطة