طوفان الأقصى

الخليج والعالم

هل يعود ملف النفط ليُعرقل مسار العلاقات بين واشنطن والرياض؟
22/09/2023

هل يعود ملف النفط ليُعرقل مسار العلاقات بين واشنطن والرياض؟

سلّطت مجموعة "صوفان" الضوء على قرار السعودية، مطلع شهر أيلول/سبتمبر الجاري، بتمديد الخفض الطوعي لإنتاجها من النفط بمقدار مليون برميل يوميًا، في محاولة لتحسين الأسعار التي تشهد تراجعًا، وذلك حتى نهاية العام 2023 الجاري.

وقالت المجموعة إنّ الخطوة فاجأت المسؤولين الأميركيين ودولًا حليفة تحاول خفض نسب التضخم العالية لسعر المستهلك، لافتة إلى أنّ روسيا انضمّت إلى السعودية بإعلان التمديد لخفض إنتاجها للنفط، بينما قلّلت نسبة الخفض من 500 ألف برميل في اليوم إلى 300 ألف. ورأت أنّ المسؤولين الأميركيين والخبراء يرجّحون أن يتراجع العرض، في سوق النفط العالمي، بنسبة نحو ثلاثة ملايين برميل في اليوم، مشيرة إلى أنّ ذلك يشكّل نسبة العجز الأكبر في العرض منذ ما يزيد عن عقد وفق الخبراء، وأضافت أنّ العديد من الاقتصاديين يرون أن هذا سيؤدي إلى استمرار الارتفاع في سعر النفط.

ونبّهت من أنّ الخطوات السعودية المذكورة تأتي رغم مساعٍ أميركية جديدة للتعاون مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والتي تأتي بدورها رغم اعتراض بعض نشطاء حقوق الإنسان ومشرّعين في الكونغرس. ولفتت، في هذا السياق، إلى أنّ المسؤولين الأميركيين كثّفوا المفاوضات مع ابن سلمان من أجل تطبيع العلاقات بين السعودية والكيان الصهيوني.

كما تحدّثت المجموعة عن توسيع القادة الأميركيين إطار "علاقة العمل" مع ابن سلمان، لتشمل التعاون في مبادرات اقتصادية إقليمية كبرى، لافتة في السياق ذاته إلى مشروع ممرّ الهند والشرق الأوسط وأوروبا، والذي أعلن عنه خلال قمة الدول العشرين في الهند وشارك ابن سلمان فيه.

المجموعة رأت أنّ قيام السعودية بخفض إنتاج النفط يدعم مواقف منتقدي ابن سلمان في واشنطن، وتابعت أنّ ارتفاع أسعار النفط والذي يعني ارتفاع أسعار الوقود للمستهلك الأميركي، قد يصبح عبءًا سياسيًا لحملة الرئيس جو بايدن من أجل الفوز بولاية رئاسية ثانية، مُبيّنةً أن أسعار الوقود في أمريكا تقترب مجددًا من عتبة 4 دولارات مقابل البرميل الواحد. ورأت أنّ الأصوات الأميركية المنتقدة لابن سلمان تشير إلى خفض إنتاج النفط، وهي دليل على استعداد الأخير لتقويض المصالح الأميركية من خلال تمكين روسيا من جني المزيد من الأرباح في ظلّ استمرار الحرب في أوكرانيا.

وبحسب المجموعة، أصدر البيت الأبيض بيانًا جاء فيه أنّ خفض انتاج النفط لن يُعرقل المساعي من أجل خفض نسب التضخم ولن يساعد الاقتصاد الروسي، وربما يهدف هذا البيان إلى ضمان عدم تعطيل مفاوضات التطبيع مع العدوّ أو أي ملفات أخرى مطروحة مع ابن سلمان. وخلصت المجموعة إلى إمكان ارتفاع وتيرة انتقادات القادة الأميركيين لابن سلمان في حال حصل المزيد من الارتفاع في أسعار الوقود، في الولايات المتحدة، خلال الأشهر القادمة.
 

السعوديةالنفط

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

التغطية الإخبارية



 

مقالات مرتبطة