ابناؤك الاشداء

لبنان

الشيخ الخطيب: المطلوب من القوى السياسية المتعنّتة أن تعود إلى رشدها
25/08/2023

الشيخ الخطيب: المطلوب من القوى السياسية المتعنّتة أن تعود إلى رشدها

اعتبر نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، سماحة الشيخ علي الخطيب أن "ما يشهده وطننا من تفاقم الأزمات التي تنهك كواهل اللبنانيين ينذر بعواقب وخيمة على أمننا الاجتماعي الذي نشهد تداعياته في المشاكل الأسرية في ظل تصاعد حدة الاحتقان السياسي وانسداد الحلول السياسية بفعل عقلية العناد والمكابرة وعدم الاحتكام إلى الحوار، فيما المطلوب من القوى السياسية المتعنتة التي تنتظر إملاءات الخارج أن تعود إلى رشدها وتلتزم دعوة الحوار التي أطلقها دولة الرئيس نبيه بري لإنتاج تفاهمات وطنية بدءًا من التوافق على اسم رئيس الجمهورية تمهيدًا لتشكيل حكومة طوارئ إنقاذية تخرج الوطن من أزماته المتفاقمة".

وخلال خطبة الجمعة التي ألقاها بعد الصلاة في مقرّ المجلس، أضاف "ونحن على مقربة من إحياء ذكرى تغييب الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه التي تشكل مناسبة وطنية وإنسانية تستدعي أن يستعيد اللبنانيون مآثر ورؤى الإمام الصدر التي كانت مثالًا للمسؤولية في حفظ الوطن وشعبه وتصويب المسار السياسي بما يحقق العدالة الاجتماعية للمواطن، فإننا ندعو اللبنانيين إلى استحضار مواقفه في الوحدة الوطنية والخروج من النظام السياسي الطائفي المسؤول عن معظم أزماتنا السياسية والاجتماعية والاقتصادية، فيتحمل السياسيون مسؤولياتهم في تعميم ثقافة المواطنة التي تحقق الإنصاف والعدالة التي ينشدها كل المواطنين، ويتم استكمال تطبيق اتفاق الطائف بدءًا من تشكيل اللجنة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية وإقرار قانون انتخابي خارج القيد الطائفي وتشكيل مجلس للشيوخ".

وشدد على "أن اللبنانيين لا يملكون ترف الوقت إزاء ما يعانيه الوطن من استنزاف في اقتصاده وشلل في إدارة مؤسساته، مما يحتم أن يتخلى بعض النواب عن النكد السياسي ويتجاوبوا مع الدعوة لعقد جلسات تشريعية تلبي الإصلاحات المطلوبة للنهوض بالوطن من كبوته في هذه المرحلة الصعبة التي يئنّ منها المواطنون على مختلف الصعد التربوية والمعيشية والصحية والاقتصادية".

وأكد الخطيب "أن الدين وُجد من أجل خدمة الإنسان ومن أجل الإنسانية، فبمقدار ما يكون الفكر لصالح مجتمعاتٍ بشرية وإستمرارها وصلاحها، بمقدار ما يكون هذا الفكر صحيحًا لذلك نقيس هذه الأمور على هذا الأساس"، وأضاف: "اليوم الفكر الغربي والثقافة الغربية التي تتبنى ــ طبعًا وهو آخر ما تفتقت عنه وما تفتق عنه الفكر المادي ــ موضوع الحريات الشخصية وبُنيت الثقافة الغربية على هذا الأساس. حتى القوانين والأنظمة قامت على أساس الحريات الشخصية، هذه الحريات الشخصية ما كانت نتائجها في الغرب؟".

ولفت إلى "أن هذه الحرية الشخصية أوصلتنا للعب بهوية الإنسان"، وأضاف: "نحن من جملة الشعوب التي أخذت نصيبها في هذا المجال نتيجة الغرب الذي يكيل بمكيالين، وأساسًا الغرب يعتمد القوة ويعتمد مبدأ (البقاء للأقوى) في الصراع الثقافي، ولم يعمل على ثقافة التكامل بين البشرية وبين الثقافات، بل خلق صراعات بين الثقافات وبين المجتمعات، وعمر الغرب قصير، ولكن خلال هذا العمر القصير، كم من الحروب التي وقعت؟ وكم من ضحايا بشرية؟ وكم من جرائم ارتكبت؟ وكما قلت نحن أحد ضحايا هذه الثقافة".

المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى

إقرأ المزيد في: لبنان