نقاط على الحروف
الحاكم بالوكالة يضع الكرة في ملعب السُلطة
د. زكريا حمودان
بعد مخاض شاق وعاصف انتهت ولاية حاكم المصرف المركزي رياض سلامة وبدأت مرحلة جديدة وتاريخية في حاكمية مصرف لبنان، ولكن، مع نائب الحاكم بحكم الفراغ الرئاسي.
مرحلة جديدة وواعدة بدأها نائب الحاكم الذي لم نعتد على كلامه في الإعلام، كما اننا لم نعتد على هكذا نوع من العرض للملفات التقنية على المستوى المالي تحديدًا.
منصوري قدم أوراق البراءة قبل أن يبدأ
كثيرون ممن سارعوا في الحكم على نواب الحاكم، منهم من قال إنهم وافقوا على عمل الحاكم دون أي اعتراض، ومنهم من قال إنهم منتفعون، ومنهم من قال إنهم لا يفقهون شيئًا. المشترك بين مختلف الذين اتهموا نواب الحاكم هو النكد السياسي، في وقتٍ هناك من كان يخطط لاستمرار مسار البلد في الإطار القانوني الطبيعي ولكن ضمن المسار المنطقي وليس المسار المتعرج على الطريقة اللبنانية.
قدم وسيم منصوري ما لديه من أوراق تثبت أولًا أنه على اطلاع على سلبيات وايجابيات نشاط الحاكم. كما أفصح عن الضوابط القانونية التي كانت تسمح له بالتصريح بالاضافة الى تلك التي كانت تمنعه من ذلك، قدم أوراق ومستندات البراءة وسار باتجاه الخطوة الثانية والأهم، ضوابط عمله ونواب الحاكم إلى حين انتخاب رئيس.
"ضوابط الاستقرار ليست عندي".. منصوري يتبرأ قبل البدء
قبل أن يبدأ مهامه بالوكالة عن الحاكم المنتهية ولايته، قدم منصوري أوراق اعتماده للشعب اللبناني وأبلغهم وبالعناوين العريضة لخطة عمل منطقية وبسيطة، كاشفًا عن الحقيقة دون الغوص في السلبيات.
ما يجب التركيز عليه في حديث الحاكم الجديد بالوكالة هو الجانب المنطقي، تحدد المسؤوليات بوضوح وبالتدريج، كما تحديد هامش المس بأموال المودعين بالإضافة الى علاقته مع الحكومة ومجلس النواب وما تبقى من أموال المودعين، حدد منصوري الضوابط دون ذكر الانهيار.
قد لا يحبذ البعض الحديث عن انهيار في بلد منهار، لكن من يغص في كلام منصوري يدرك أن الرجل أسهب في الشرح لكي يوضح لمن يريد أن يفهم أنه إذا لم تتم المبادرة الى تنفيذ المطلوب فسيحصل الانهيار.
ما عرضه منصوري كان واضحًا، خطة عمل مرتبطة بالآخرين، بممثلي الشعب وبالسلطة التنفيذية، أما حقيقة عمل المصرف المركزي فهي تقنية وتأتي بناء على مسار منطقي لا يحتاج الى الألاعيب الخفية التي كانت تحصل سابقًا.
عرض منصوري خطة علمية وأنهى حديثه بوضوح، أما المسؤولية فهي باتت في عهدة المجلس النيابي والحكومة.
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
08/12/2024
هنا الضاحية.. بعد حرب!
06/12/2024
عدنا منتصرين ومفتاح "الشرق الأوسط" بيدنا
05/12/2024
أصداء انتصارات لبنان تصدح في العراق
02/12/2024
كيف حقّقت المقاومة نصرها العسكري والسياسي؟
30/11/2024
قراءة في خطاب النصر!
28/11/2024