يوميات عدوان نيسان 1996

خاص العهد

اعتقال الشيخ صنقور في البحرين.. السلطات تجرّم منتقدي التطبيع مع العدو
23/05/2023

اعتقال الشيخ صنقور في البحرين.. السلطات تجرّم منتقدي التطبيع مع العدو

تواصل السلطات البحرينية ارتكاب السلوكيات القمعيّة بأدوات تسلّطيّة، مستهدفة المكوّنات الدينيّة والمجتمعيّة، وهي التي تعمل ليلًا نهارًا على خرق كلّ القيم والحدود في استهدافها للعلماء والرموز والمساجد، متجاوزة أبسط قواعد التعايش والاحترام، ومحاولة استخدام كلّ مؤسّسات الدولة لصالح سياسة الانتقام القائمة على أسس بعيدة عن القانون والنظام. 

وجديد ممارساتها الدكتاتورية، إقدام النظام الحاكم في البحرين على اعتقال إمام الجمعة في مسجد الإمام الصادق (ع) في الدراز، العلامة الشيخ محمد صنقور، لأسباب ترتبط بحديثه عن الصهاينة، الأمر الذي يؤكد تعجرف هذه السلطات وتواطؤها مع المؤامرات الصهيونية لاستهداف القامات العلمية، وأمر يدل أيضًا على أنّ "هذا النظام مستمرّ في التآكل"، كما أكد بيان قوى المعارضة في البحرين.

في هذا الإطار، تواصل موقع "العهد" الإخباري مع مسؤول الرصد والتوثيق في منتدى البحرين لحقوق الإنسان حسين نوح، للاطلاع على آخر مستجدات الحادثة التي استدعت ردّات فعل شعبية وعلمائية مقابل تصعيد السلطات البحرينية.

ولفت مسؤول الرصد في المنتدى تعليقًا على الاعتقال إلى "أن السلطات الأمنية في البحرين تعتدي على حرية الدين والمعتقد منذ أمد بعيد، وأن خطوة اعتقال أحد كبار علماء الطائفة الشيعية في البحرين سماحة العلامة الشيخ محمد صنقور، هي جزء من هذه الحملة، حيث تحاول السلطات تقويض الممارسات الشعائرية والدينية بشكل بغيض لأسباب سياسية".

واعتبر أنّ "اعتقال هذا الرمز يأتي في إطار انتهاك السلطات المستمر للمنابر الدينية في الحسينيات والمآتم، وللمحافل الدينية سواء أكانت في مساجد أو مواكب دينية خاصة بالطائفة الشيعية، في حين تسعى لتمرير التطبيع المرفوض شعبيًّا مع كيان الاحتلال تحت ذريعة التسامح الديني".

وكشف نوح، بشأن وجود حملة جديدة من السلطات البحرينية ضد المعارضة، عن "أنَّ هنالك مسعى جديدًا لتكريس حالة التطبيع مع كيان الاحتلال، ويتضح ذلك أكثر، حين نجد أن السلطات تعاقب من ينتقد التطبيع، مما يدل على أنّها تريد أن تكرّس عرفًا يَعتبر أن انتقاد التطبيع جريمة، فسماحة الشيخ انتقد مساعي التطبيع في المناهج الدراسية الرسمية، والحكومة تريد إسكات أيّ أصوات ناقدة، ولا تريد لمنبر الجمعة في البحرين أن يعبّر عن التضامن مع القضية الفلسطينية".

وبشأن ما زعمته السلطات البحرينية من أسباب اعتقال الشيخ صنقور، أوضح مسؤول الرصد في منتدى البحرين أنّ "الخطيب يطرح على المنبر قضايا الأمة ومعاناتها، ومن هذه القضايا هي مشكلة البطالة عن العمل، مشكلة السكن، مشكلة التطبيع مع العدو الصهيوني، مشكلة المعتقلين السياسيين الذين يذوقون هم وأهلهم المعاناة والويلات، وهذه القضايا تُطرح في كل المنابر بمختلف الدول، ولكن السلطات الأمنية لا تريد أن تسمع كلمة تعارضها أو تصحح مسارها".

وشدد على أنّ "خطاب سماحة الشيخ محمد صنقور هو خطاب للنصح وتصحيح المسار الذي تنتهجه السلطة في مضايقة الناس"، واستدرك قائلًا: "لكن السلطة في البحرين تريد أن تكون الآمر والناهي في كل المنابر الدينية، وتحاول إيصال الخطب التي تتماهى مع رأيها وسياساتها".

وحول ظروف اعتقال الشيخ صنقور، أفاد نوح لموقع "العهد"، بأنّه "بداءةً، انتشرت الأخبار صباح أمس بمحاصرة منزل سماحة الشيخ صنقور، حيث تم تسليمه استدعاء إلى مكتب التحقيقات الجنائية سيء الصيت، وبعد ذهابه لمبنى التحقيقات تم تحويله إلى النيابة العامة"، وأشار إلى أنّ "عدم الإفراج عنه انتهاك، واستدعاءه انتهاك، والتحقيق معه بغرض الترهيب السياسي انتهاك، فهو مارس حقه المشروع في التعبير عن الرأي".

وتعليقًا على وجود تحركات جديدة سيتم العمل عليها في سبيل الإفراج عنه، بعد أن أثار أمر اعتقاله الغضب الشعبي، قال نوح إنّه "منذ الساعات الأولى لاعتقال سماحة الشيخ صنقور خرجت بعض التظاهرات، حيث اعتبر الأهالي في ذلك إهانة لهم، لا سيما وأن أحد رموز الطائفة اعتُقل بسبب خطبة لم تتجاوز طرح همومهم، كما انطلقت بعض التحركات العلمائية، والتحركات من منظمات حقوقية طالبت بالإفراج عنه".

ولفت إلى أن العديد من المنظمات أصدرت "بيانات استنكارية على هذا الفعل، وتتابع بعض الجهات الحقوقية الدولية حدث الاعتقال لحظة بلحظة"، وأضاف: "استمرار التظاهرات أو صدور بيانات الإدانة هي خطوات طبيعية".

يُذكر أن المرجع الديني البحريني آية الله الشيخ عيسى قاسم، علّق على حدث الاعتقال في وقت سابق، إذ أشار إلى أنّ الشيخ صنقور "مثالٌ حيٌّ للشخصيّة المؤمنة التي تتمتّع بالمآثر والمكارم، وعَلَمٌ من أعلام البحرين الذين نفخرُ بهم، لما له من قيمةٍ عاليةٍ في كلّ هذه الجوانب".

وأكد أن "إهانة الشيخ صنقور وإذلاله في مركز التحقيقات الجنائيّة من قبل السلطة السياسيّة والأمنيّة، مطلبٌ صهيونيٌّ"، وأضاف أنه "مِن الخطأ الفاحشِ أن يظنَّ ظانٌّ بأنَّ شعبَ البحرين سيستسلم لشيءٍ من ذلك، وأنْ يُضحي بعلمائه وقادته الفكريين الآمرين بالمعروف والنّاهين عن المنكر، والآخذين على أنفسهم مهمّة الدفاع عنه وإنقاذه من المؤامرات الصهيونيّة، ومن أجل خاطر الدولة اللقيطة وأنصارها من المطبّعين". 

المعارضة البحرينية

إقرأ المزيد في: خاص العهد

خبر عاجل