آراء وتحليلات
هل باتت عودة النازحين السوريين إلى بلادهم ضرورة؟
د.زكريا حمودان
سنوات عديدة مرّت على تزايد أعداد النازحين السوريين في لبنان حتى وصلت إلى ما هو مجهول من أرقام رسمية يمكن البناء عليها. لقد كانت أسباب النزوح المباشرة واضحة، فالحرب التي ضربت الاراضي السورية وتحديدًا بعد انتشار الارهاب الذي كان احدى أدوات الصراع هناك، أدت إلى ارتفاع موجة الهجرة أكثر مما هو متوقع بالتزامن مع غياب ادارة لبنانية للنزوح نظرًا للانقسام السياسي حول الملف.
النزوح أداة للفساد اللبناني والمنظمات الدولية
كالعادة، لم يحصل أي "تقصير" من قِبَل بعض اللبنانيين خلال تعاطيهم مع ملف النازحين السوريين، فبعض المسؤولين جمعوا ثروات من خلال عملهم في هذا الملف، ولحسابات اقليمية مغمسة بالفساد المالي والاداري، كما أن بعض تجار الأزمات جمعوا الكثير من المال تحت مسميات الدعم اللوجستي لايواء النازحين، دون أن ننسى المنظمات الدولية التي مازالت تستخدم الملف كورقة خاصة تخرق بها السيادة الوطنية وذلك لاسباب متعددة، منها ما هو مرتبط بالفساد ومنها ما هو مرتبط بالحسابات الجيوــ سياسية.
لبنان لم يعرف كيف يستفيد من النازحين!!!
عندما تحصل أزمات نزوح كبيرة في الدول التي تحترم نفسها، تسعى هذه الدول لتنظيم هذه الأعداد لكي تضبط أمنها القومي بشكل رئيسي، كما تسعى بعض الدول الأخرى الى الاستفادة من النازحين من أجل تعزيز البنية التحتية وتثبيت قدرات الدولة الاستيعابية لهذه الاعداد، خاصة اذا ما بدأت تصل بهم الأعداد الى نسبة مئوية متقدمة مقارنة مع عدد أبناء الوطن المقيمين. جميع هذه الأمور لم تقم بها الدولة اللبنانية، لا بل على العكس، فقد تم تدمير البنية التحتية في البلد أمام المسؤولين اللبنانيين والشعب في آنٍ معًا.
العمالة السورية ضربت القطاع الخاص دون أن تستفيد الدولة!!
أما على مستوى العمالة السورية، فلا أحد يُنكر أن ما حصل على مستوى ضرب اليد العاملة اللبنانية هو أمر خطير جدًا، وهنا لا بد والتوقف عند قدرات الدولة اللوجستية سواء على مستوى كل ادارة منفردة، أو على مستوى التنسيق بين الادارات العامة في سبيل حماية العامل اللبناني. وهنا لا بد وضرورة طرح قانون يعزز مالية الدولة من خلال وضع قيود شديدة على المصالح الأجنبية التي تعمل في لبنان وتحديدًا المصالح التي فتحها النازحون السوريون، الأمر الذي يعزز مالية الدولة من جهة، وينظم تواجد من تواجدهم مقبول من جهة أخرى، دون الابقاء على من لا مبرر لبقائهم أو من لا يشكلون قيمة مضافة للداخل اللبناني.
في الخلاصة، تتزايد أعداد النازحين كل يوم لتصيب الداخل اللبناني في الصميم، بغياب انتشار داخلي مُنظم، كما أن الأوضاع الداخلية في لبنان لم تعد تُحتمل، دون أن ننسى أن الداخل السوري دخل مرحلة استقرار أمنية وسياسية جيدة وتتطور تدريجيًا بالتزامن مع الاجماع العربي والاقليمي حول أهمية عودة سوريا الى علاقات ايجابية مع محيطها العربي والاقليمي.
إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات
28/09/2023
الاقتصاد يرسّخ جسور التواصل بين بغداد وطهران
27/09/2023
بكين تتحدى واشنطن في بحر الصين
25/09/2023
الحنين للحرب الأهلية.. غريزة أو دور جديد؟
التغطية الإخبارية
بيان "الشباب الثائر" في قطاع غزة حول تعليق فعالياته على السياج الأمني
لبنان: مؤسسة مياه الجنوب تعلن عن تمديد مهلة دفع رسوم الاشتراك السنوي وفق التعرفة القديمة
لبنان| نهرا: للتشدد في حماية الثروة الحرجية ومنع القطع والتشحيل العشوائي
فلسطين| هيئة الأسرى: 2618 قرار اعتقال إداري منذ مطلع العام الجاري
لبنان: دريان بحث الأوضاع مع دياب
مقالات مرتبطة

انسداد "مجاري" الأمطار.. غياب العقوبات يُفاقم الأزمة

حزب الله يلتقي المواقع الإلكترونية في المخيمات الفلسطينية في صور

الإعلام وسُبل مواجهة الشذوذ.. جبور لـ"العهد": لتشكيل "لوبي" مضادّ

قراءة في خلفيات استفزاز العدو للجيش اللبناني والدور المرسوم لليونيفيل

الشيخ يزبك: نتطلّع إلى يوم تخرج فيه أميركا من غرب آسيا

"مياومون" يعملون بـ"المجّان"

اتحاد "الضياء": أوضاع الناس المعيشية وصلت مرحلة البؤس

عمّال لبنان في عيدهم... واقع الحال

بيرم للعمّال في عيدهم: بتضامننا سنعبرُ هذه الأزمة

اتحاد الضياء: لتجارة شريفة لا تنهب الناس ولا تستغل حاجاتهم

الاقتصاد يرسّخ جسور التواصل بين بغداد وطهران

تداعيات أزمة تكلفة المعيشة في أوروبا مستمرة

في خضم أزمة مستفحلة: تونس تستعد للمحطات الانتخابية القادمة

منصة بلومبرغ.. ترقيع جديد في الاقتصاد اللبناني
الأسرة اليمنية تحيي ذكرى المولد النبوي بالانتاج والتنمية

الساحلي: قرابة الـ 45 % ممن يقطنون في لبنان هم من الجنسية السورية

الشيخ البغدادي: لتوطيد أواصر التعاون في محور المقاومة

قالت واشنطن كلمتها.. فماذا يقول لبنان عن النازحين؟

مواكبة قطرية لمساعي لودريان الرئاسية.. والرئيس بري وجّه دعوات للحوار
