كيف يؤثر أكبر انهيار لبنك أميركي منذ عام 2008 على السوق العالمية؟

تسيطر حالة من الغموض على مصير الاقتصاد العالمي، بعد أن أغلقت الجهات الرقابية الأميركية بنك "سيليكون فالي"، وسيطرت على ودائع العملاء في أكبر انهيار لبنك أميركي منذ عام 2008.

وزير المالية الكوري الجنوبي تشو كيونغ-هو توقع أن يكون تأثير انهيار البنك ــ الذي يتخذ من الولايات المتحدة مقرًا له ــ محدودًا على السوق المالية العالمية، إلا أنّ الشكوك استمرت وسط تحركات سياسة التشديد النقدي.

وأغلقت الجهات المنظمة للخدمات المصرفية في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي مجموعة "إس في بي" (SVB) المالية التي تركز على إقراض الشركات الناشئة، وسيطرت على ودائع العملاء في أكبر فشل لبنك أميركي منذ الأزمة المالية لعام 2008، مما أثار مخاوف بشأن تأثيره على السوق المالية العالمية.

وأضاف الوزير الكوري الجنوبي ــ قبيل اجتماع مغلق حول قضايا التصدير ــ أنه في أعقاب التقرير المتعلق بإغلاق بنك وادي السيليكون في الولايات المتحدة خلال عطلة نهاية الأسبوع، تصاعدت التقلبات والشكوك في السوق المالية في داخل البلاد وخارجها.

وأوضح أن "الخبراء ما زالوا يعتقدون أنه من المحتمل أن يكون للحادث تأثيرات محدودة على الاقتصاد العالمي مع بذل السلطات المالية الأميركية جهودًا فورية لحماية المودعين".

إلا أنّ الوزير تشو كيونغ-هو أشار إلى أن الغموض سيبقى في الاقتصاد العالمي بسبب تحركات التشديد النقدي، وأضاف أن "الحكومة ستضع إجراءات دعم إضافية لمساعدة المصدرين".

وأعلنت الحكومة البريطانية أنها تعمل على وضع خطة تسمح لشركات التكنولوجيا البريطانية بالحفاظ على سيولتها بعد إفلاس بنك "سيليكون فالي".

وقالت وزارة الخزانة البريطانية: "نريد تقليل الأضرار التي لحقت ببعض شركاتنا الواعدة في المملكة المتحدة بعد إفلاس البنك الأميركي".

*البورصات الأوروبية في المنطقة الحمراء

في غضون ذلك، تراجعت الأسهم الأوروبية ــ في تعاملات اليوم الاثنين ــ وسط تركيز المستثمرين والمتعاملين في الأسواق على تداعيات أزمة بنك "إس في بي" وخطورتها على القطاع المصرفي.

وبحلول الساعة 11:50 بتوقيت موسكو، تراجع المؤشر البريطاني "فوتسي 100" بنسبة 1.50% إلى 7631.51 نقطة، فيما انخفض مؤشر "داكس" الألماني بنسبة 1.88% إلى 15138 نقطة، كذلك تراجع مؤشر "كاك" الفرنسي بنسبة 1.79% عند 7091 نقطة.

وقال خبراء "إنّ التوتر ينتشر في الأسواق على الرغم من الإجراءات التي اتخذتها السلطات الأميركية لطمأنة الأسواق وضمان استقرار القطاع المصرفي في الولايات المتحدة".

بدوره، أشار المحلّل ألكسندر نازاروف إلى وجود بنوك أخرى في منطقة الخطر، وقال في منشور في قناته على تطبيق "تلغرام" للتواصل الاجتماعي: "ظهرت قوائم البنوك على الإنترنت التي قد تواجه نفس مشكلات SVB. الذعر يتزايد".

الولايات المتحدة الأميركية الاقتصاد أوروبا البورصة