ramadan2024

خاص العهد

أزمة مواصلات المطار الى الحل على قاعدة: ليستفيد الجميع 
08/04/2019

أزمة مواصلات المطار الى الحل على قاعدة: ليستفيد الجميع 

فاطمة سلامة

لطالما علت الشكاية من الأسعار الباهظة التي يدفعها المواطنون لقاء خدمة نقلهم من مطار بيروت الدولي الى منازلهم، في بلد تغيب فيه سياسة النقل العام. الأخيرة تكون في انتظارك في الكثير من المطارات حول العالم، ليعود الخيار لك في أن تستقلها أو أن تختار سيارة خاصة. أما في لبنان، حيث نموذج "الدفع" قائم في الكثير من المجالات، فالمشهد يبدو مختلفاً. تخرج من المطار ليكون أمامك خيارين أحلاهما مر: إما سيارة عمومية أو "تاكسي المطار"، ولك أن تصل الى حيث تشاء، إما بأسعار مقبولة نوعاً ما أو بأسعار يُلامس بعضها حد الاستغلال وانتهاز فرصة "عناء السفر". الفيديو الذي انتشر لأحد المواطنين أمس حول "التاكسي" الذي نقله من المطار الى إحدى المناطق، والذي سجّل 56 ألف ليرة لبنانية لقاء مسافة 15 كيلومتراً فقط، هذا الفيديو يوصف واقع الحال الذي يواجهه ربما كثيرون. ففي عملية حسابية بسيطة، دفع هذا المواطن ما يقارب الأربعة آلاف ليرة مقابل كل كيلومتر!. 

قصّة المواصلات من والى المطار لطالما كانت مثار بحث وجدل في الكثير من الأوقات، دون أن يُحسم النقاش حولها. مؤخراً وُضعت هذه القضية على نار حامية بعد القرار الذي أصدره وزير الأشغال العامة والنقل يوسف فنيانوس والذي يحمل الرقم 1/247. القرار المذكور الذي يمنع مرور السيارات العمومية على الطريق المؤدي إلى قاعة الوصول، أو سلوك الطريق المؤدي إلى قاعة المغادرة، وإلا نُظّمت محاضر ضبط بحق جميع السائقين المخالفين. هذا القرار انقسمت الآراء حياله بين من تبنى وجهة نظر فنيانوس التي تسعى لتنظيم هذا القطاع، وبين من عارضها انطلاقاً من الاحتكار الذي قد يتعرّض له المواطنون بعدما حُصرت قضية المواصلات بـ"تاكسي المطار". 

وزير الأشغال العامة والنقل عاد وعلّق القرار المذكور، وجرى الحديث عن مستند يملأه سائق السيارة العمومية يتضمّن معلومات شخصية عنه وعن "الزبون"، إلا أنّ هذا الإجراء أيضاً جرى رفضه من قبل الاتحادات والنقابات، لترسو الأمور على عقد اجتماع صباح اليوم الاثنين بين فنيانوس ونقابات السيارات العمومية  والمعنيين في هذه القضية. اجتماع وصفه رئيس اتحادات النقل البري في لبنان ​بسام طليس بالايجابي جداً، مشيراً في حديث لموقع "العهد" الإخباري الى أن الاجتماع عبّد الطريق أمام الاتفاق النهائي الذي سيُنجز خلال الساعات المقبلة. فبحسب طليس قد جرى الاتفاق على تشكيل لجنة تضمه الى جانب رئيس جهاز المطار فادي الحسن، رئيس اتحاد السائقين العموميين عبد الامير نجدي، رئيس نقابة سائقي ومستخدمي وسائط المواصلات والنقل البري أحمد الموسوي،  نقيب اصحاب شركات "التاكسي" شارل بو حرب، قائد سرية درك المطار العقيد علي طه، ورئيس نقابة أصحاب مكاتب السفر والسياحة. مهمة هذه اللجنة الاجتماع في الساعات القليلة المقبلة لدراسة قرار الوزير وتسجيل الملاحظات والثغرات والاقتراحات لمعالجتها. 

يكشف طليس أنّنا ذاهبون باتجاه فتح المجال أمام السيارات العمومية، ليستفيد الجميع من العمل في هذا المرفق، ولكي لا يكون هناك خصوصية لأحد على حساب الآخر. يُشدّد على أنّ الوزير متفهّم كثيراً، وقاعدة "ناس بسمنة وناس بزيت" لا محل لها من الصرف. يوافق طليس الوزير على ضرورة تنظيم هذا القطاع، موضحاً أنّنا سنضع تصوراً لهذا التنظيم يكون عبر عدة خطوات تكون موجودة في حوزة السائق لناحية حصوله على إذن مزاولة للمهنة وللسيارة من وزارة الأشغال، فضلاً عن تسجيل اسم السيارة العمومية، وهي خطوات بديهية، وفق طليس، ولا تُكبّد السائق عناء على غرار المستند الذي كان سيُصار الى العمل به والذي طالبنا بإلغائه لأنه يرتّب عبئاً ومسؤولية أمنية وإدارية على السائقين. 

كما يلفت طليس الى أنّه سيسعى الى جعل المكان الذي ستُركن فيه السيارات العمومية داخل الموقف قريباً أكثر باتجاه المطار، مشيراً الى أنّنا سندرس وضع سيارات "تاكسي المطار" التي يبلغ عددها 234 لناحية العدادات والتسعيرة والأداء.  

وفي الختام، يوضح طليس أنّ اللجنة سترفع الاقتراحات الى وزير الأشغال الذي أبدى كل حسن نية خلال اللقاء به والذي بدا أكثر من متفهّم لهواجسنا، مثنياً على دور النقابات ووجهة نظرها. 

بو حرب: طليس يمثلنا

نقيب أصحاب شركات "التاكسي" شارل بو حرب يتبنى وجهة نظر رئيس اتحادات النقل البري، موضحاً في حديث لموقع العهد أنّ طليس يمثّلنا ونحن طلبنا منه  التحدث باسمنا، مشدداً على ضرورة جعل المطار لجميع السائقين.  

فياض: القضية تسير نحو الحل

من جهته، رئيس الإتحاد العام لنقابات السائقين​ وعمال النقل في لبنان ​مروان فياض ينوّه في حديث لموقع "العهد" الى أن القضية تسير نحو الحل، مشدداً على ضرورة جعل مواقف السيارات العمومية قريبة قدر الإمكان من الزبائن لكي لا يتكبدوا عناء المسير 3 و4 كيلومترات، كما حصل في الايام الأخيرة.

 

إقرأ المزيد في: خاص العهد