لبنان

الشيخ قاسم: من يراهن على الخارج يضيِّع الوقت ويمدّد الفراغ
15/02/2023

الشيخ قاسم: من يراهن على الخارج يضيِّع الوقت ويمدّد الفراغ

أكّد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن "لبنان أحسنَ فعلًا بعد أن أرسلَت حكومته وفدًا للتضامن مع سوريا والتقوا ‏بالرئيس بشار الأسد، وأحسنَ وزير الأشغال علي حمية بالتنسيق مع رئيس الحكومة عندما تقرر فتح المطار والمرافق والحدود ‏لكل المساعدات التي تأتي من الخارج إلى سوريا بدون أي رسم عبور أو جمارك، أي أنها تصلُ إلى ‏أصحاب الحاجة مباشرةً"، مشددًا على أن "هذا عمل مهم جدًا ويُشكر عليه من قام به".

وفي لقاء أقيم لمناسبة ذكرى القادة الشهداء في بيروت أمل أن "يكون هذا العمل فاتحة ‏لكسرِ الجليد بين المسؤولين في لبنان وسوريا، ويفتح صفحة سياسية للمستقبل لأنَّ ‏لبنان دائمًا يحتاج إلى سوريا وسوريا دائمًا تحتاج إلى لبنان"، وقال: "كلَّما تَعَاونا مع بعضِهما بعضا حلَّا الكثير من ‏المشاكل الاقتصادية والاجتماعية ومشكلة النزوح وغيرها، لذا بحاجة إلى المزيد من الانفتاح على ‏سوريا".‏

وأشار سماحته إلى أنّ "المجلس النيابي اليوم متنوع جدًا وفيه كتل متعددة تختلف في آرائها ومواقفها، ولم نعد إلى المجلس ‏النيابي السابق الذي كان الانقسام فيه عموديًا إلى تَكتُّلين كبيرين يجمع عدة كتل"، موضحًا أن "عندنا الآن بين 6 و7 ‏تكتلات، ومع هذه التكتلات أفراد يدورون حولها، لذا فإن جو المجلس النيابي جو متنوع، وهذا التنوع ‏يصعِّب انتخاب رئيس الجمهورية إذا أصرَّ كل طرف على من يريده".

وشدّد على أنه "لا بُدَّ من الحوار بين الكتل ‏المختلفة لتقريب وجهات النظر، لأنَّه لا قدرة على اجتماع عدد من الكتل على موقف موحَّد من ‏دون الحوار الذي يفتح هذا الباب"، مضيفًا أن "اقتراحات التحدي فشلت، لأنَّ السائرين على نهج الاستفزاز من ‏الكتل والنواب لا يمثلون الأكثرية في البلد، ولو كانوا يمثلون الأكثرية لخاضوا تجربة الاستفزاز إلى ‏نهايتها ولكنهم عاجزون".

وقال الشيخ قاسم: "نصحناهم لإعطاء الأولوية للبنان وليس لأميركا ومن معها، لأننا ‏كلبنانيين سنعيش معًا لأجيال وأجيال.. أمَّا الأجنبي من الخارج، فيأخذ خيراتنا ثم يتركنا من دون ‏شيء، هذه هي تجارب الاستكبار والاستعمار والدول الكبرى في التعاطي مع الدول الصغرى"، مشيرًا إلى أنَّ ‏"من يعمل على إعلان التهديد بالتعطيل من قبل بعض الأحزاب اللبنانية، يريد الرئيس على مقاسه وهو دليل على أنَّهم ‏يائسون ويرفضون الخيار الشعبي باختيار النواب، وعلى أنهم أهل المناكفة وليسوا ‏أهل المشاركة مع المواطنين اللبنانيين الآخرين الذين يعيشون على أرضٍ واحدة".‏

واعتبر أن "الخارج لم يتدخل حتى الآن، والاجتماع الخماسي تحدث بالعموميات، وثبت عدم تدخل الخارج أنهم ‏قاموا بإجراء استطلاع أولي كلٌّ بحسب بلده، فوجدوا أن لا إمكانية لتجميع عدد من الكتل على قياسهم ‏ليختاروا رئيسًا، لذلك بدل أن يتورطوا ويفشلوا قالوا أنهم ينتظرون اللبنانيين ليختاروا، لذلك هذا ‏الخارج لن يتدخل لأنّ الفسيفساء النيابية مبعثرة"، مضيفًا أن "من يراهن على الخارج يضيِّع الوقت ويمدد الفراغ، ‏والأفضل أن لا يتدخل الخارج لأنَّه إذا تدخل سيكون منحازًا وسيخرِّب أكثر من هذا الخراب في بلدنا".‏

الشيخ قاسم أكّد أن "اقتراحنا كحزب الله قلناه ونكرره، وقد اقترحنا الحوار ثمَّ الذهاب إلى الانتخابات لأنَّ المقابل هو الجمود ‏والتعطيل"، وتابع: "أقول لكم بكل صراحة اليوم إذا استمررنا على هذه الشاكلة سيتأخر الانتخاب ولا أحد يعلم ‏إلى متى، وبعض المساعي والاتصالات التي تحصل اليوم قد تُثمر في المرحلة القادمة". ‏

وختم الشيخ قاسم قائلًا: "اليوم مع هذه الأزمة الاقتصادية الاجتماعية وما نعيشه من ارتفاع الدولار الجنوني الذي لا يمكن أن ‏يحتمل لا حلَّ إلَّا بسلوك الطريق الدستوري بانتخاب رئيس للجمهورية ومن بعده حكومة ومن ثمَّ ‏خطة إنقاذ، وإذا بقيت الأمور بدون اتفاق على حلٍّ معين فالأمور صعبة ومعقَدة".‏

الشيخ نعيم قاسم

إقرأ المزيد في: لبنان