طوفان الأقصى

سوريا.. نفــوسٌ أبـاةٌ

تجميد العقوبات على سوريا وهمي.. وأميركا مُحرَجة
11/02/2023

تجميد العقوبات على سوريا وهمي.. وأميركا مُحرَجة

دمشق - علي حسن

رفضت دمشق القرار الأمريكي الأخير بتجميد بعض عقوباتها على سوريا لستة أشهر واصفة إياه بالصوري والكاذب. فأمام هول الفاجعة التي تعرض لها السوريون وتصاعد ومشاعر الغضب الشعبي في كل أنحاء العالم المناهضة للسياسة الإجرامية التي تنتهجها الولايات المتحدة الأمريكية تجاه سوريا والتي ساهمت بتدميرها وسرقة ثرواتها الطبيعية والحؤول دون تعافيها عبر فرض العقوبات الجائرة وغير الإنسانية عليها، لم تجد الإدارة الأمريكية بدًّا من محاولة تحسين سمعتها أمام الرأي العام العالمي التي تضررت بشدة زاعمة تجميد معظم العقوبات المفروضة على السوريين لمدة ستة أشهر، علمًا أنه تجميد متأخر وشكلي لا مفاعيل عمليّة له.

القرار الأمريكي خداع وتضليل

المحلل السياسي خالد عامر أوضح لموقع "العهد" الاخباري أن "الحكومة السوريّة تعي تمامًا المرامي والأهداف الحقيقية للقرار الأمريكي تجاه سوريا التي باتت على دراية تامة بالألاعيب الأمريكية ومناوراتها وتدرك جيدًا أن الحرج الكبير الذي وقعت به الإدارة الأمريكية أمام العالم دفعها لإصدار هذا القرار، فالصور المسرّبة للمواطنين السوريين  المسجونين تحت أنقاض منازلهم وآخرين التحفوا العراء دون سقف يأويهم أو يخفف ولو قليلًا حدّة البرد القارس الذي بلغ ذروته بالتزامن مع الزلزال والحملات الشعبية المنددة بالسياسة الأمريكية المتجاهلة لآلام السوريين وعسر أحوالهم كل ذلك دفع الإدارة الأمريكية إلى محاولة تخفيف الضغط عنها وارتداء اللبوس الإنساني على سياستها المتوحشة من خلال ذلك القرار دون أن تتغير على أرض الواقع".
 
وأكد عامر أن القرار الأمريكي لن يخفف كثيرًا من آلام السوريين ويبلسم جراحهم خاصة وأن الإدارة الأمريكية تواصل حرمان السوريين من استخدام ثرواتهم التي تسيطر عليها الإدارة الأمريكية وأعوانها في شرق سوريا الذي يعتبر سلة الاقتصاد السوري، مشيرًا إلى أن تجارب السوريين مع الإدارات الأمريكية المتلاحقة تؤكد أن جل القرارات التي تتخذها بحقهم هي قرارات مبنية على التضليل والخداع وهذا ما تدركه الحكومة السورية جيدًا عندما سارعت إلى رفضه ونزع المصداقية عنه من خلال بيانها الأخير.

من جهته، أكد المحلل السياسي حازم عبد الله لموقع "العهد" الاخباري في تعليقه على القرار الأمريكي إنه لا يعكس تغيرًا للسياسة الأمريكية تجاه سوريا فالموقف الأمريكي المعادي لدمشق موقف تقليدي ثابت بثبات المواقف السورية المتمسكة بالثوابت العربية والإسلامية وعلى رأسها قضية فلسطين، ولكن الولايات المتحدة اتخذت قرارها هذا مكرهة لتحسين صورتها في العالم والتي تضررت بشدة نتيجة استمرار سياستها الوحشية تجاه سوريا وخنق اقتصادها خاصة وأنها تدعي باستمرار أنها الراعية الأولى للديمقراطية وحقوق الإنسان في العالم.

واعتبر عبد الله أن الأذى الذي ألحقته الولايات المتحدة بسوريا خاصة أثناء اندلاع الأحداث كبير جدًا، ولا يمكن حصره في أي مجال وهو مستمر حتى يومنا هذا من خلال دعم الإرهابيين ووضع اليد على معظم الثروات النفطية والغازية في شرق الفرات والحؤول دون إعادة توحيد البلاد من خلال دعم الحركات الانفصالية فيها. وقال المحلل السياسي "لا نريد من الولايات المتحدة دعمًا أو مساعدة يكفي أن تتوقف عن سرقة النفط السوري وسوريا قادرة على لملمة جراحها والنهوض باقتصادها مجددًا"، مؤكدًا أن "الإدارة الأمريكية حرصت خلال قرارها هذا تجميد العقوبات على استثناء تصدير النفط السوري لها مع العلم أن سوريا لم تصدر نفطًا لها في يوم من الأيام ولكنها استثنته لتبرير استمرارها في نهب النفط السوري والذي يتم بشكل ممنهج ومستمر منذ احتلالها شرق الفرات".
 
 وأمل عبدالله بأن تقوم باقي الدول العربية بإرسال معونات إلى السوريين معتبراً أنه لم تبق هناك أية حجة لأي أحد بعدم إرسال معونات بحجة العقوبات الامريكيه، طالبًا من تلك الدول أن تحذو حذو الأصدقاء القلائل ولكن الحقيقيين الذين وقفوا مع سوريا في السراء والضراء.

قانون قيصر

إقرأ المزيد في: سوريا.. نفــوسٌ أبـاةٌ