ramadan2024

خاص العهد

ما هي تداعيات الانتخابات البلدية التركية على اردوغان وحزبه؟
02/04/2019

ما هي تداعيات الانتخابات البلدية التركية على اردوغان وحزبه؟

بلال عساف

انتهت الانتخابات البلدية في تركيا واعلنت نتائجها الرقمية، لكن نتائجها السياسية وتداعياتها لم تنته، بل شكلت نقطة تحول قد تكون تاريخية بالنسبة للرئيس التركي رجب طيب اردوغان وحزبه حزب العدالة والتنمية. انتهت الانتخابات وخسر معها الرئيس التركي تسع ولايات أهمها إسطنبول والعاصمة أنقرة، بالإضافة الى أزمير ومارسين وأنطاليا، بالرغم من حصوله على زيادة طفيفة في نسبة المصوّتين "45%" مقارنة بتلك التي حصل عليها حزبه في الانتخابات البرلمانية العام الماضي.
خسر اردوغان اسطنبول التي لطالما كان يتغنى بها، والتي بقيت معه 25 عاماً خسرها لصالح حزب الشعب الجمهوري الذي حقق نسبة تصويتية تجاوزت الـ 30% لأول مرة منذ وصول العدالة والتنمية للسُلطة، حيث اقتنص أكبر ثلاث مدن في تركيا: إسطنبول وأنقرة، إلى جانب "إزمير" احد معاقله المعتادة.

خسارة اردوغان لبعض المدن الكبرى وخاصة اسطنبول التي بقي يسيطر عليها حزب العدالة والتنمية لاكثر من 25 عاماً شكلت ضربة مادية ومعنوية للرئيس التركي رجب طيب اردوغان، بحسب قول المتخصص في الشؤون التركية محمد نور الدين.
ويوضح الدكتور نور الدين في حديثه لموقع "العهد" الاخباري ان هذه التداعيات لن تكون فقط على صعيد شخص الرئيس التركي بل تتعداه لتصل الى حزبه الذي لم يوفر جهداً في البحث عن سبب الخسارة خاصة في انقرة واسطنبول لمعالجتها، وهذا ما اكده اردوغان في حديثه عبر اعلانه ان المرحلة القادمة هي مرحلة عمل وهو وحزبه سينكبون على العمل لمعرفة اسباب هذه الخسارة وتجاوزها.

ويضيف نورالدين ان تداعيات النتائج سترتد ايضاً على المعارضة لكن ايجابيا حيث اعطاها جرعة ثقة اضافية وقد يشجع الاخرين على الخروج من تحت عباءة اردوغان ورفضهم لسطوة حكم الشخص الواحد.
ويشير المتخصص في الشؤون التركية محمد نور الدين الى بدء مرحلة جديدة قد تشهد تحولات ومتغيرات على صعيد الداخل لكن دون معرفة نوع هذه التغيرات ومستوياتها.
ويشدد نور الدين انه على اردوغان ان يعيد النظر في البرامج الاقتصادية داخل البلاد ويجب عليه اعادة دراسة طبيعة تعاطيه مع الاخرين.
ويتابع نور الدين قائلاً ان نتائج الانتخابات كانت كافية للتأكيد على عدم وجود جدوى للشعارات التي اطلقها اردوغان خلال حملته الانتخابية ويقول انه يجب عليه ان يعيد النظر في خطابه او يغيره ويتخلى عن شخصنته للامور.
ويختم نور الدين في حديثه "لموقع العهد الاخباري" قائلاً انه اذا استمر اردوغان بسياساته الماضية ونجحت المعارضة من الاستفادة من دروس هذه الانتخابات وتبقي على تماسكها قد تتمكن من صناعة التحولات داخل تركية، والذي سيقابلها اردوغان بوضع الخطط الاقتصادية ليستعيد الثقة بالناخبين خاصة غير المؤيدين له.
من جهتها الباحثة في الشؤون التركية الدكتورة هدى رزق ترى ان اسباب تراجع اردوغان وخسارته انقرة واسطنبول وازمير تعود لعدة اسباب منها الاقتصادية ومنها المالية والامنية.
وتوضح رزق في حديثها لموقع "العهد الاخباري" ان الازمة المالية ليست وليدة اللحظة بل بدأت عام 2014 واستفحلت في الفترة الاخيرة حيث برزت في تراجع الليرة التركية امام باقي العملات، مؤكدة ان الناخب التركي يولي اهتماماً كبيراً للمسألة الاقتصادية خاصة في المدن الكبرى.
وتضيف رزق ان المواطن التركي راهن كثيراً على الرئيس التركي في الفترة الماضية، واعتبرت ان لا احد يستطيع ان يخلصه من ازمته الاقتصادية ويعبر به الى بر الأمان الا شخص كالرئيس أردوغان، لذلك كانت نتائج هذه الانتخابات هي بمثابة ادانة له، كونه منذ 16 عاما اي منذ عام 2002 عند وصول حزب العدالة والتنمية للحكم حتى الان لم يستطع حل مشكلة الاقتصاد، بالرغم من استحواذه على السلطة في تركيا بشكل كامل.

وتؤكد رزق بأن هناك اولويات في الاقتصاد لم يهتم بها اردوغان ما ادى الى تراجع القدرة الشرائية للمواطن التركي بسبب انخفاض الليرة التركية حيث اضطر اردوغان قبل الانتخابات بحوالي شهرين ان يتدخل بنفسه في تثبيت سعر السلع الغذائية وطلب من البلديات ان تأخذ على عاتقها بيع المواد الغذائية حتى لا يتم احتكارها من قبل التجار.

وتشير رزق الى ان الاقتصاد التركي يعيش ازمة بنيوية وهو اقتصاد ناشئ لذلك ونظراً لعدم وضع خطة اقتصادية واضحة فشل وتراجعت الاستثمارات، لافتة الى ان الاقتصاد التركي يعتمد على الخصخصة ومعظم مرافقه مباعة للقطاع الخاص.

وعن فوز المعارضة في بعض المدن الرئيسة تقول رزق لموقع العهد الاخباري ان المعارضة اهملت الارياف التي سلمت فيها لفوز حزب العدالة والتنمية كونه يسيطر عليها بشكل كامل حيث تصل نسبة الاصوات فيها لصالح اردوغان وحزبه الى 90 % لذلك ركزت المعارضة على المدن الرئيسية، ونسجت في ما بينها تحالفات قوية كان لها الدور الاساسي في فوزها بتلك المدن. 

وعن مصير اردوغان تقول رزق ان الرجل لا يزال قوياً وهو فاز بالانتخابات من ناحية الاصوات لكنه خسر من الناحية السياسية وتعرض الى انتكاسة قوية لذلك هو مضطر الى وضع خطة اقتصادية ومشروع اقتصادي لإعطاء الثقة للمستثمر وللشعب لكي ينهض بالاقتصاد ويعود ويمسك بزمام المبادرة ويقفل على المعارضة أي فجوة يستطيعون ان يدخلوا من خلالها.

إقرأ المزيد في: خاص العهد

خبر عاجل