يوميات عدوان نيسان 1996

خاص العهد

الأب الياس زحلاوي لـ"العهد": لماذا الصمت على ارتكابات "اسرائيل" بحق المسحيين؟
28/12/2022

الأب الياس زحلاوي لـ"العهد": لماذا الصمت على ارتكابات "اسرائيل" بحق المسحيين؟

محمد عيد

بكثير من الترفّع، يستعيد الأب الياس زحلاوي الانتقادات التي سبقت أن وجّهت إليه من لجنة متابعة ما يسمى بـ "مؤتمر المسيحيين العرب" على خلفية الحوار الذي أجراه مع موقع "العهد" الإخباري قبل سنتين وبارك فيه الدور الذي لعبه حزب الله في حماية الوجود المسيحي في سوريا ناقلًا شهادات عديدة ومتطابقة في هذا السياق من رجال دين ومواطنين.
 
قبل سنتين، عندما اتصلت بالأب الياس زحلاوي لأخبره بمضمون البيان لأخذ تصريح منه لاستكمال الحوار الصحفي معه قال لي بالحرف: "لم أقرأ البيان ولا يمكنني أن أعلق عليه قبل أن أتبيّن ما قالوه بشكل كامل وحين نلتقي سنتحدث في الموضوع".

وعندما التقيته منذ أيام، أي بعد عامين من اتصالنا هذا لم يكن الأب الياس قد قرأ البيان بعد ولا الكلام الجارح الذي صدر عنه دراية منه ربما بأنه لا يملك أن يمنع أحدًا من الافتراء عليه حتى لو كانت حجّته ساطعة كالشمس.

خلاصة الأمر أنني واستكمالًا لعمل صحفي قمت به قبل سنتين فتحت رابط المادة التي حملت عنوان "مؤتمر المسيحيين العرب يرد على ادعاءات الأب زحلاوي" وأعطيته للأب الياس لكي يقرأه، وحين سألته عن رأيه في ما قرأه فإنه طلب لهؤلاء المغفرة ورفض أن يتناولهم بأي كلام جارح مبديًا أسفه لكونهم لم يكلّفوا أنفسهم عناء التواصل معه لإثبات وجهة نظره بالحجة القاطعة قبل أن يتناولوه ببيان بدا كأنه قد أعد سلفًا.

الأب الياس زحلاوي لـ"العهد": لماذا الصمت على ارتكابات "اسرائيل" بحق المسحيين؟


 * لماذا تصمت الكنائس الغربية على تهجير المسيحيين من الشرق العربي؟

في حديثه الخاص بموقع "العهد" الإخباري أطلق الأب الياس زحلاوي كاهن كنيسة سيدة دمشق جرس الإنذار بخصوص ما تحوكه الولايات المتحدة و"إسرائيل" والغرب وبعض الدول العربية بخصوص تهديد الوجود المسيحي في الشرق العربي ومستقبل هذا الوجود، ليخلص إلى سؤال هام وخطير يقول: "لماذا تصمت الكنائس الغربية على تهجير المسيحيين من الشرق العربي؟".

وأضاف الأب الياس زحلاوي في حديثه لموقعنا أنه نتيجة الصراع العربي - الإسرائيلي حدثت أزمات وحروب هاجر على إثرها الكثيرون (مسلمون ومسيحيون) إلا أن ما حدث خلال هذه الحرب الظالمة على سوريا منذ عام ٢٠١١ يثير الكثير من علامات الاستفهام حول قيام ١٤٠ دولة تقريبًا بإعلان الحرب على سوريا، وقد تولت الولايات المتحدة الأمريكية قيادتهم باسم حقوق الإنسان، والحرية والديمقراطية، دون أن يتحصل هؤلاء على إذن من الأمم المتحدة في تكرار لما فعلوه سابقًا بالعراق ويفعلونه اليوم في كل البلدان.
 
وشدد كاهن كنيسة سيدة دمشق على أنه وباسم الديمقراطية والحرية وكرامة الإنسان دمرت الولايات المتحدة الأمريكية والغرب معها تقريبًا كل الفعاليات السورية وأجبروا الملايين على الهجرة من كل الطوائف مسيحيين ومسلمين ومن كل الأقليات.

* السؤال الملحّ

الأب الياس زحلاوي أكد أنه بات من الضرورة بمكان طرح الأسئلة المهمة والملحة على المعنيين: "أطرح على نفسي أسئلة وأود أن أطرحها على العالم كله وانا كاهن عربي سوري:

أولًا: إزاء ما تفعل الولايات المتحدة والغرب كله و"إسرائيل" في فلسطين لم نسمع يوماً احتجاجًا كنسيًا واحدًا على المظالم التي تحصل للشعب الفلسطيني بمسلميه ومسيحييه، لماذا؟

ثانيًا: المسيحيون في فلسطين تقلّصت أعدادهم، ولم نسمع احتجاجًا واحدًا من كنائس الغرب على ما تفعله "إسرائيل" بحقهم، لماذا؟

ثالثًا: بالنسبة إلى سوريا والعراق ولبنان فإن الهجرة لا تزال مستمرة، ومنذ شهرين عقد في لبنان مؤتمر نظمه غبطة البطريرك افرام مع الاستاذ غسان الشامي طرح فيه سؤال وحيد: ما هو مصير المسيحيين في البلدان العربية؟".

وتساءل الأب الياس زحلاوي "لماذا لا تحتج الكنائس العربية على صمت كنائس الغرب وعلى دول الغرب التي تفتعل مثل هذه الحروب وتدمر الشعوب تدميراً كاملاً؟ وما هو مبرر صمت المسؤولين في الكنائس العربية تجاه صمت الكنائس في الغرب؟".

* ثمة دور مغيّب للكنائس

وأشار الأب الياس زحلاوي في حديثه لموقعنا الى فكرة أن العامل المسيحي في الشرق العربي كان دائمًا عامل تفاهم مع الأغلبية المسلمة، مستشهدًا بفكرة أن حوامل القومية العربية في العصر الحديث نشأت بفضل مثقفين عرب مسيحيين شكلوا الأحزاب القومية الواسعة الانتشار في سوريا ولبنان وفلسطين والعراق مثل انطون سعادة وجورج حبش وهذا يعني أن المسيحيين كانوا متفاعلين مع بيئتهم التي فتحت لهم القلوب وأصغت إليهم مليًا، فالمسيحيون في العالم العربي متأصلون وبكل بساطة أقول المسيحيون في العالم العربي سبقوا الاسلام بأكثر من ٦٠٠ سنة.

وقال الأب زحلاوي: "لسنا غرباء في أرضنا ولذلك الآن أسأل المسؤولين في كنائس الشرق العربي وفي كنائس الغرب بدءًا من الفاتيكان: لماذا هذا الصمت على تهجير المسيحيين في الشرق العربي؟".

ويتذكر كاهن كنيسة سيدة دمشق ما قال "السيد المسيح" في تكريم الإنسان: "كلما فعلتم بأحد إخوتي الصغار بي أنا فعلتموه وعلى هذا الكلام ستقوم دينونة كل إنسان"، مؤكّدًا أن "هؤلاء الصغار الذين تكلم عنهم السيد المسيح عليه السلام هم اليوم مليارات البشر في سوريا والعراق ولبنان وفلسطين  وعلى امتداد العالم وأنا أطالب المسؤولين في الكنائس في الشرق والغرب أن يتخذوا موقفًا مما تفعله بعض الدول الغربية وخصوصًا الولايات المتحدة الأمريكية ومن يدورون في فلكها من أجَرَاء غربيين وعرب".

لبنانالمسيحيون

إقرأ المزيد في: خاص العهد

التغطية الإخبارية



 

مقالات مرتبطة

خبر عاجل