آراء وتحليلات
09/12/2022
السيد عبد الملك يرسم مسار المرحلة المقبلة.. معركة "القرار السيادي"
خليل نصر الله
"سنتحرك بما هو أكبر من كل المراحل الماضية"، عبارة ذات دلالات هامة لمسار التعاطي مع العدوان في المرحلة المقبلة، أطلقها السيد عبد الملك الحوثي في خطاب يوم الشهيد.
هو رسم الخطوط العريضة للتحرك، داخليًا وخارجيًا، حال بقيت الأمور تراوح مكانها.
يتضح من تصريح السيد الحوثي أن الأميركيين لا زالوا يعملون وفق مسار تقطيع الوقت، ومحاولة تمييع الحلول أو تسييرها وفق مصالحهم فقط، وهو يعطي دلالة واضحة عن أن قرار الحرب والسلم منطلقه واشنطن وليس الرياض التي وضعت صنعاء أمامها أوراق اختبار عدة ولم تتمكن من السير بها.
في مراجعة بسيطة لمراحل الهدنة التي تصرف الأميركيون معها كإنجاز لهم، وما التزمت به الرياض، يتبين أن شيئًا كبيرًا لم يتحقق، وأن البناء على آمال لحلول دائمة شبه معدوم، فما يرفض من شروط صنعاء، كمسألة المرتبات مثلا، يؤشر بوضوح إلى خطط معادية تقودها واشنطن أهدافها الهيمنة المطلقة.
ورد في خطاب السيد أكثر من إشارة إلى معركة التحرر والاستقلال والقرار السيادي اليمني، وهنا جوهر الصراع ككل. المعركة أكبر من مسألة "متطلبات الهدنة" - الهدنة ليست نهاية حرب - هي معركة القرار السيادي الوطني الحقيقي الذي بموجبه تقرر صنعاء ما تريد، ووفقه تحدد تحالفاتها الخارجية واصطفافاتها الإقليمية من منطلق العداء للكيان الإسرائيلي والنصرة للقضية الفلسطينية، ووفقه تشرف على مياهها وتستثمر في ثرواتها النفطية والغازية وغيرها، وتشرف على الممرات البحرية التي تقع ضمن نطاقها البحري.
هذه العناوين هي في صلب توجهات السيد عبد الملك الحوثي، والتذكير بها ليس من باب تسجيل الموقف إنما للتأكيد على عمق وأبعاد المعركة التي تخوضها صنعاء في مواجهة العدوان السعودي الإماراتي الذي تقوده واشنطن وتشرف عليه وتسيره كما تريد، والذي يأخذ مصالح واشنطن والكيان الاسرائيلي بعين الاعتبار بالدرجة الأولى.
تصويب السيد في هذا الاتجاه هو الذي يزعج بشكل كبير القوى والدول المعادية لليمن وعلى رأسها واشنطن، فهم يريدون اليمن الخاضع الذي يعينون وزراءه ورؤساءه وشكل الحكم فيه، وهو ما أشار إليه السيد عبد الملك الحوثي من باب التأكيد على رفض الخضوع والاستسلام لأن الكلفة ستكون أعلى وأعمق على الشعب اليمني ككل.
انطلاقًا من ما تقدم، يمكن فهم توعد السيد بتحرك أكبر من الذي شهدته المراحلة الماضية في صد العدوان. وهنا يفهم أن مسألة ضربات محددة وبفوارق زمنية بعيدة عن بعضها البعض تستهدف أهدافا محددة في عمق دولتي السعودية والإمارات، ما هو إلا جزء من التحرك، فالأمور قد تذهب أبعد من ذلك برا وبحرا وربما جوا. إشارة السيد إلى القواعد العسكرية داخل اليمن والتي أقامها الإماراتيون وغيرهم - تتوفر معلومات عن وجود "إسرائيلي" فيها - هي إشارة منوطة بتحرك مستقبلي أعد له. باختصار، إن أي هدف من هذا القبيل، تابع للعدوان وأينما كان، هو في مرمى الاستهداف.
وعليه، إن "التحرك بشكل أكبر" هو عنوان المرحلة المقبلة، وتصريحات السيد عبد الملك الحوثي تؤشر إلى معركة طويلة لاعتبارات عدة لا تقف عند حد لمس "المناورة" السعودية من خلال لقاءات حصلت، ولا تنتهي عند حد لمس تصرفات أميركية تبين أن استراتيجية واشنطن اتجاه اليمن لم تتبدل.
يبقى القول إن الأمن في منطقة الخليج والبحر الأحمر وبحر العرب مرتبط بتحقيق الأمن في اليمن، لا فصل بينهما، وهو ما أرادت صنعاء إيصاله في أكثر من مرحلة، ولا استجابة شافية، لذا يبدو أنه صار لازما عليها إفهامه للأعداء عبر البارود والنار.
لننتظر.
اليمنالسيد عبد الملك بدر الدين الحوثيالعدوان الاميركي السعودي على اليمن
إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات
25/03/2023
زوال الكيان المأزوم.. عوامل واقعية
25/03/2023
التوجه شرقًا.. ليس ترفًا
23/03/2023
القمة الروسية - الصينية بأبعاد استراتيجية
التغطية الإخبارية
لبنان: انطلاق حملة الإمام الحسن المجتبى(ع) لدعم المحتاجين في بلدة السمكانية
الجهاد الإسلامي تعقيبًا على عملية حوارة: العملية الجديدة هي رسالة واضحة بأن المقاومة لا تنام عن دماء أبنائها
السيد الحوثي: قادمون بالطيران المسير يتجاوز كل الدفاعات الجوية، وبقدرات بحرية تطال كل هدف في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي وكافة الجزر
السيد الحوثي: قادمون في العام التاسع بترسانة صاروخية فتاكة بعيدة المدى دقيقة الإصابة قوية التدمير تطال كل منشآت الأعداء التي يعتمدون عليها
السيد الحوثي: قادمون في العام التاسع بجيش مؤمن منظم اكتسب الخبرة الميدانية من تجربة ثماني سنوات وتربى التربية الإيمانية
مقالات مرتبطة

السيد الحوثي: قادمون في العام التاسع بترسانة صاروخية فتاكة تطال كل منشآت الأعداء

كل 10 دقائق يموت طفل في اليمن!

القوات اليمنية تجري مناورة الصمود: رسالة حاسمة للعدوان

مجلس التعاون بعد الاتفاق السعودي الإيراني: لإنهاء النزاعات عبر الحوار

تحذير يمني لتحالف العدوان: الرد سيكون مفاجئًا على استمرار المراوغة والتصعيد

وزير الدفاع اليمني: جاهزون لاتخاذ أي موقف قتالي بصلابة وكفاءة قتالية عالية

اللواء الغماري: القوات المسلحة على أتم الجهوزية لأي خيارات تتطلبها المرحلة

السياسي الأعلى في اليمن: تحذيرات السيد الحوثي واضحة ويجب ألا تستمر المماطلة والتأخر في فهم الرسائل

السيد الحوثي: واشنطن توجّه العدوان وتسعى إلى عرقلة الجهود العمانية
