خرّوب الطيبة.. مورد مالي في زمن شح الموازنات البلدية

سامر الحاج علي

مذ أعلنت بلدية الطيبة في قضاء مرجعيون منذ سنوات عن اطلاقها مشروع الطاقة البديلة الذي يوفر الكهرباء للأهالي بسعر يراعي ذوي الدخل المحدود، ويمكّنها من توفير إيرادات مالية إضافية تعزز برامجها الخدماتية، كان السعي مستمرًا لإطلاق مزيد من المشاريع المماثلة، فكانت فكرة زراعة نصوب الخروب المثمر الذي يمكن له أيضًا أن يلعب دورًا هامًا على هذا الصعيد، الأمر الذي آتى أُكُله اليوم مع العجز المتواصل في موازنة البلدية أسوة ببقية البلديات التي لم تعد تكفيها الأموال المحوّلة اليها من الصندوق البلدي المستقل لتغطية نفقات جمع النفايات مثلًا.

فالبلدة التي تملك مساحات من الأراضي الصالحة للزراعة، كانت تنطلق فيها على مدى سنوات حملات تشجير تم التركيز فيها على زراعة نصوب الخروب التي تملك صفات انتاجية بامتياز إضافة إلى خصائصها البيئية وخضرتها الدائمة على مدار العام، حتى فاق عدد الأشجار التي غرست إلى اليوم الثمانية آلاف شجرة مكّنت البلدية من إدخال قرابة الأربعماية مليون ليرة لبنانية إلى صندوقها هذا العام بعد تلزيم إحدى الشركات جني وتصريف محصول الشجر.

رئيس بلدية الطيبة عباس دياب تحدث لموقع "العهد" الاخباري عما أسماه استثمارًا اقتصاديًا ناجحًا قامت به البلدية، التي سعت لتأمين مصادر جديدة توفر الايرادات لصندوقها لتنفذ المشاريع المطلوبة منها خدمة لأهلها والسهر على اكمال مسيرة التنمية للبلدة، فأشار إلى أن الإنتاج كان وفيرًا على صعيد قطاف محصول كروم الخروب هذا العام في حين تحسنت أسعاره، الأمر الذي دفعهم إلى إطلاق مناقصة عامة وفق دفتر شروط محدد لهذه الغاية فتقدمت شركات وجهات عدة ورست المناقصة مؤخرًا على شركة تعهدت بالقطاف وبالحفاظ على الشجر وفق سعر كان الأفضل من بين جميع الذين تقدموا لهذه الغاية.

الخطوة التي يعتبرها دياب مكمّلة للدور الذي تقوم به اللجان الزراعية والبيئية في بلديّة الطيبة من رعاية وتشحيل وري وعناية خاصة بهذه الأشجار، شجعهتم على فتح المزيد من فرص الاستثمار في هذا القطاع وفق إمكانياتهم، ودفعتهم لزيادة المساحات المزورعة بأشجار مثمرة وهو الأمر الذي كان من ضمن الخطة السنوية للعام الحالي، والذي تمت ترجمته بزراعة حوالي الأربعين ألف شجرة في محمية الشهيد قاسم سليماني في مرتفع العويضي التابع لعقارات البلدة، بين خروب وصنوبر وبعض الأنواع الأخرى التي تتحمل العوامل المناخية وظروفها هناك.

وفي الوقت الذي أكد دياب لموقع "العهد" أن الأموال التي جنتها البلدية من محصول الخروب حولت مباشرة إلى الصندوق البلدي للمساهمة في تغطية نفقات مشاريع الخدمة العامة، برزت الأهمية الاستراتيجية للدعوة التي كانت مديرية العمل البلدي في حزب الله أطلقتها منذ سنوات لتفعيل الدور الانتاجي للبلديات ما يمكّنها من أداء دورها الخدماتي والإداري بشكل مستدام.

لبنانالزراعةالجهاد الزراعي والصناعي

إقرأ المزيد في: خاص العهد