طوفان الأقصى

لبنان

جلسة سادسة لانتخاب رئيس للجمهورية والمشهد يتكرر.. وصاروخ بولندا "نيران صديقة"
17/11/2022

جلسة سادسة لانتخاب رئيس للجمهورية والمشهد يتكرر.. وصاروخ بولندا "نيران صديقة"

ركّزت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم الخميس على جلسة مجلس النواب السادسة لانتخاب رئيس للجمهورية، وفي ظل عدم بروز أي مؤشرات لحلحة الفراغ، توقعت الصحف تكرّر المشهد الذي توالت فصوله في الجلسات السابقة، على أن يُختتم كما المعهود برفع الجلسة لفقدان النصاب وتحديد موعدٍ جديدٍ لانتخاب الرئيس.

كما اهتمت الصحف بالمصادقة الأميركية على الرواية الروسية حول الصاروخ الذي سقط في الأراضي البولندية، خشية من التورط بمواجهة لا تريدها، وأتى "التهويل الغربي" حول الصاروخ قبل ساعات من صدور البيان الختامي لقمة العشرين، والذي أظهر التباين في المواقف حول الحرب في أوكرانيا.

الأخبار: صواريخ بولندا «صديقة»: قواعد الحرب على حالها

لم تكد «الدوشة» التي أحدثها سقوط صاروخَين كان يُعتقد أنهما روسيان، على بولندا، تبدأ، حتى تَبيّن للحلفاء في «الناتو» أن الصاروخَين «صديقان». مع هذا، كان يمكن، في أوْج حملة التضامن الواسعة مع وارسو، والحديث عن تفعيل «البند الخامس» في معاهدة «الأطلسي» وما رافق ذلك من إدانات واسعة لموسكو، أن تخرج الأمور عن السيطرة، أو ربّما تخترق المحظور: الاصطدام المُتوقّع بين روسيا و«الناتو»

غفا العالم، ليل الثلاثاء - الأربعاء، على وقْع تطوُّر وضَع الجميع في حالة ترقّب، تَمثّل في سقوط صاروخَين في بولندا ومقتل شخصَين من جرّائهما. وفيما سارع العديد من الأطراف إلى توجيه أصابع الاتّهام إلى روسيا، بدا الموقف الأميركي، ابتداءً، أكثر حذراً، تاركاً الباب مفتوحاً أمام احتمالات أخرى. في المقابل، أصدرت وزارة الدفاع الروسية عدّة توضيحات ذكرت فيها أن «الحطام الذي أظهرتْه الصور لا يشير إلى استخدام أسلحة روسية»، مضيفة إن «قوّاتنا لم تشنّ هجمات على أهداف قرب الحدود الأوكرانية البولندية». واعتبرت الوزارة أن ما يُثار عن الحادثة «استفزاز متعمَّد يهدف إلى تصعيد النزاع».

وما هي إلّا ساعات حتى تَكشّفت خيوط الواقعة، حيث أبْلغ الرئيس الأميركي، جو بايدن، الحلفاء في «الناتو» وزعماء «مجموعة السبع» أن الصاروخَين أُطلقا من الدفاعات الجوّية الأوكرانية. وهو الموقف عيْنه الذي صدر عن الرئيس البولندي، أندريه دودا، بقوله إن «الصاروخ أوكراني على الأرجح»، وإنه «لا معطيات حول وقوف روسيا خلْف القصف».

وكانت الخطوط الهاتفية قد اشتغلت بسرعة عقب شيوع الخبر، وخصوصاً بين الولايات المتحدة وبولندا؛ إذ أجرى بايدن اتّصالاً بدودا، أكد خلاله التزام بلاده الصارم تجاه حلف «الناتو»، عارضاً دعْم واشنطن الكامل والمساعدة في التحقيقات. وفي السياق عينه، أجرى وزيرا الخارجية والدفاع الأميركيان اتّصالات بنظيرَيهما في وارسو، أبديا خلالها مساندة الولايات المتحدة لحليفتها في «الأطلسي».

وسرعان ما انسحب الموقف على تصريحات الأمين العام للحلف، ينس ستولتنبرغ، الذي قال، في مؤتمر صحافي، إنه «لا مؤشّر يسمح بالقول إن الحادث ناجم عن هجوم متعمَّد»، وإن «التحليل الأوّلي للحلف يفيد بأن الحادثة ناجمة على الأرجح عن صاروخ أطلقه نظام الدفاع الجوي الأوكراني للدفاع عن الأراضي الأوكرانية ضدّ صواريخ عابرة روسية».

ولقي الموقف الأميركي ترحيباً في موسكو، حيث اعتبر الكرملين على لسان الناطق باسمه، دميتري بيسكوف، أن «واشنطن أظهرت احترافيّة أكثر من الأوروبيّين حيال حادثة سقوط الصاروخ في بولندا»، لافتاً إلى أن ردّ عدد من الدول على الحادثة «يُظهر أنه لا داعي للتسرّع في تصريحات من شأنها تصعيد الموقف»، وأنه «كان بإمكان بولندا أن تُعلن مباشرة أن الصاروخ الذي سقط على أراضيها، لا علاقة له بروسيا». من جهته، رأى نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، دميتري ميدفيديف، أن «ما يشنّه الغرب من حرب هجينة ضدّ روسيا، يزيد من احتمال نشوب حرب عالمية ثالثة».

وجاءت حادثة الصاروخ قبل ساعات من صدور البيان الختامي عن قمّة دول «مجموعة العشرين» في إندونيسيا، حيث طغى الخلاف في شأن الموقف من الحرب في أوكرانيا، لينتهي الأمر إلى إعلان أن غالبية الدول الأعضاء في المجموعة «تدين بحزم الحرب في أوكرانيا»، مع الإشارة إلى تباين وجهات النظر، فيما لفتت وكالة «رويترز» إلى أن موقف الصين والهند اللتَين امتنعتا عن التصويت في آذار الماضي على قرار أممي يدين الحرب، لم يتّضح. وجاء في البيان الختامي الذي حذّر من استخدام الأسلحة النووية أو التهديد باستخدامها، أن النزاع «يقوّض الاقتصاد العالمي».

في غضون ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية «نجاح» الضربات الصاروخية الواسعة التي نفذتها، أوّل من أمس، في أوكرانيا، مشيرة إلى أنها «استهدفت القيادة العسكرية الأوكرانية، ومنشآت الطاقة المرتبطة بها»، نافيةً أن تكون «الضربات الفائقة الدقة» قد شملت كييف، حيث نتجت الأضرار التي سُجّلت في المدينة من سقوط صواريخ مضادّة للطائرات أطلقتْها القوات الأوكرانية، بحسب الوزارة. من جهتهم، وصف مسؤولون أوكرانيون القصف الروسي بأنه الأعنف منذ بدء الحرب في 24 شباط الماضي. وقال الناطق باسم هيئة الأركان الأوكرانية، ألكسندر شتوبون، إن القوات الروسية «شنّت هجوماً بأكثر من 100 صاروخ على البنى التحتيّة العسكرية والمدنيّة في أوكرانيا».

البناء| واشنطن والناتو: روسيا بريئة من صاروخ بولندا

بسرعة قياسية غير مسبوقة وغير مألوفة صدقت واشنطن على الرواية الروسية حول الصاروخ الذي سقط في الأراضي البولندية، ولحقتها كل دول الناتو، والاتحاد الأوروبي، وتراجعت بولندا عن اتهاماتها، وبدا بوضوح أن الخشية الغربية من التورط بمواجهة لا يريدها الغرب تقف وراء هذه السرعة في الحسم، وهذه النبرة في الحسم.

فكثيراً ما كانت واشنطن تنكر الحقيقة وتقوم بلي عنقها وتطويعها بما يخدم سياساتها لشنّ الحروب عندما تكون قادرة على ذلك، كما فعلت في تزوير الملفات التي عرضها وزير دفاعها كولن باول عام 2003 أمام مجلس الأمن الدولي لشنّ الحرب على العراق، قبل أن يعترف بذلك علناً في فترة لاحقة، معلناً ندمه، والسعي الأميركي للتهرب من أي استحقاق مواجهة مباشرة مع روسيا، يشبه حال كيان الاحتلال في السعي لتفادي أي مواجهة مماثلة مع إيران.

فقد حدث بسرعة أعلى من سرعة تصديق الناتو على الرواية الروسية، تنصّل «إسرائيلي» من تبعية ملكية ناقلة النفط التي استهدفتها طائرة مسيّرة في الخليج، اتهمت واشنطن وتل أبيب طهران بالوقوف وراء استهدافها، بحيث بدا أن تل أبيب مهتمة بالاستثمار الإعلامي لتوجيه الاتهام لإيران، لكن بشرط عدم تحمل تبعات أي تصعيد في الموقف، بحيث أصبحت تل أبيب تعتبر أنها غير معنية بالملكيات التجارية لشركاتها، باعتبارها ليست ملكاً للحكومة، وهو ما لا يفسّره الا التهرّب من المواجهة، فيما ركز الإعلام الإسرائيلي على اعتبار الاستهداف رداً على الغارات الاسرائيلية على قافلة صهاريج إيرانية كانت تنقل الفيول عبر الحدود العراقية السورية، وأعلنت إيران أن الغارات لن تمرّ بدون رد مناسب وقريب.

لبنانيًا، وفي ظل تسيُّد الشغور في سدة رئاسة الجمهورية والجمود الحكومي المُقيّد بالمفهوم الضيق لتصريف الأعمال والمتوقع أن ينعكس على مؤسسات أمنية وعسكرية ومالية وإدارية أخرى، وحالة الاسترخاء الداخل بانتظار الحراك الدولي على الخط الرئاسي بعد عجز المجلس النيابي عن انتخاب رئيس في خمس جلسات ستضاف إليها اليوم جلسة سادسة بالسيناريو نفسه، طفت الاستحقاقات والملفات والأزمات المالية والاقتصادية والاجتماعية والمعيشية دفعة واحدة على سطح المشهد الداخلي، ما يضع البلاد والمواطن أمام كارثة اجتماعية ورهينة الارتفاع الصاروخي المتوقع لأسعار السلع والخدمات والمواد الغذائية والرسوم الرسمية، فضلاً عن فاتورة الكهرباء التي سترتفع بشكل كبير إذا ما تأمنت الكهرباء عشر ساعات يومياً، وذلك بعدما دخل قانون موازنة العام 2022 حيّز التنفيذ، أمس الأول.

وحذرت مصادر معنية بالشأن المالي والاقتصادي من انعكاس بنود الموازنة سلباً على الوضع المعيشي للمواطنين وقدرتهم الشرائية في ظل ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق السوداء، مشيرة لـ»البناء» الى أن زيادة رواتب وأجور الموظفين في القطاع العام شكل مبرراً للحكومة لزيادة الرسوم ورفع الدولار الجمركي في الموازنة والتوجّه لاعتماد الدولار الرسمي 15 ألف ليرة في مطلع العام المقبل، وبالتالي ستتحوّل زودة الرواتب من نعمة للموظفين الى نقمة عليهم، إذ أنه في عملية حسابية سيتبين أن الحكومة أعطت بيد وأخذت بألف يد. وقدرت المصادر ارتفاع الرسوم والأسعار بنسبة تفوق الـ 20 في المئة، كما حذرت من ارتفاع دراماتيكي لسعر صرف الدولار في السوق السوداء الذي بلغ الـ40 ألف ليرة، لكون زيادة الرواتب ستضخم الكتلة النقدية بالعملة الوطنية والتي قد تصل الى مئة ألف مليار ليرة.

وتوقع خبراء في الشأن الاقتصادي وصول الدولار الى ما فوق الستين ألف ليرة، محذرين عبر «البناء» من أن ارتفاع الكتلة النقدية بالليرة واستمرار المشهد السياسي في حالة الفراغ في المؤسسات وتأخر الإصلاحات والتفاوض مع صندوق النقد الدولي، لن يكون هناك سقف للدولار وقد يصل الى معدلات قياسية ومفاجئة وغير مسبوقة، لا سيما أن مصرف لبنان لم يعُد يستطع لجم وضبط دولار السوق الموازية في ظل تقلص احتياطه بالعملة الصعبة البالغ 10 مليار ليرة وفق ما كشف وزير المال في حكومة تصريف الأعمال يوسف خليل في جلسة اللجان المشتركة الأخيرة خلال ردّه على أسئلة النواب.

النهار: جلسة سادسة عقيمة

تنعقد اليوم الجلسة السادسة في "مسلسل" يهدد بافراغ اهم واخطر استحقاق دستوري في لبنان بتجويفه واطالة امد الفراغ الرئاسي اذ تحولت هذه الجلسات محط تندر ساخر غالبا ، واذا كان ذلك يطاول في المقام الأول موقع رئاسة الجمهورية فانه بات يطاول كذلك باذى اعمق واشد خطورة كل صورة الدولة ومؤسساتها وفي مقدمها الان مجلس النواب نفسه .

يمضي المجلس المنتخب منذ ستة اشهر فقط في مسار إخفاق تصاعدي لا يبدو انه مرشح لنهاية وشيكة اذ سيتكرر اليوم امام مشاهد اللبنانيين وعلى مسامعهم السيناريو الشكلي الرديء إياه الذي توالت فصوله منذ الجلسة الأولى الانتخابية في أيلول الماضي باستثناء بعض التفاصيل التي تميز جلسة عن أخرى من دون ان تقدم او تؤخر شيئا في مسار الانسداد السياسي بل المسار التعطيلي الذي يطبع ازمة انتخاب الرئيس الرابع عشر للجمهورية اللبنانية .

وستتوزع الكتل النيابية وفق النمط نفسه الذي اتخذته الجلسات الخمس السابقة بحيث ربما يحظى المرشح النائب ميشال معوض بزيادة أصوات عدة في رصيده الذي يتراكم من جلسة الى أخرى من دون ان يبلغ بعد حدود الاقتراب اللصيق والجدي من النصف زائد واحد نظرا الى استمرار تشرذم الكتل الأخرى المعارضة من غير القوى الحزبية الأساسية التي تدعم معوض وفي مقدمها "القوات اللبنانية" والحزب التقدمي الاشتراكي والكتائب ومستقلون .

اما "تكتل النواب التغييريين" فلم يعرف لمن سيجير بجميع اعضائه اليوم اصواته على غرار ما درج عليه في كل جلسة ولكن النائب مارك ضو قال لـ"النهار": "إنّ العديد من الأمور تغيّرت وأدّت إلى التفكير بتأييد ميشال معوّض كمرشّح، أبرزها دخول البلد إلى الشغور الرئاسيّ، وعدم وصول المبادرة التي طُرحت من قبل النواب التغييريين إلى أيّ حلّ، وبعد أن وضعنا سلّة أسماء مرشّحين ولم ننجح بتجنّب الفراغ. في البداية أعطينا الأولويّة للمبادرة بالتوافق مع جميع النواب التغييريين، لكنّ اليوم لم يعد لدينا خيارات عدّة". واشار ضو إلى أنّ "نواب التغيير ليسوا قادرين على المبادرة سوياً، ولم يبقَ إلّا اسم ميشال معوّض كمرشّح جدّي، فضلاً عن أنّه شخص كفوء، ونتناقش معه لبلورة النطاق الذي سيسمح لنا بالتعاون معه في المعركة الرئاسية، ويبدأ الأمر بالتصويت له في الجلسة المطروحة غداً."

وفي المقابل لن يتبدل ابدا واقع "الكتلة البيضاء" التي تجسد امتناع متل وقوى 8 اذار عن خوض الاستحقاق بمنطق المبارزة الديموقراطية او السماح للأصول التي يمليها انتخاب رئيس الجمهورية بان تمضي الى نهاياتها فيتكرر بعد اسقاط عشرات الأوراق البيضاء العائدة لنواب هذه الكتل واقع انسحاب ما يكفي من نوابهم لافقاد الدورات اللاحقة للدورة الأولى نصاب الثلثين المعتمد في العملية الانتخابية .

مع الجلسة السادسة العقيمة للمجلس لم تبرز عوامل جديدة في مسار توقعات وضع نهاية قريبة لازمة الفراغ الا في اطار دعائي ناشط غذته إيحاءات مفتعلة حول زيارة رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل لباريس امس . اذ ان توظيف هذه الزيارة اخذ بعدا تضخيميا اريد له ان يصور باسيل كأنه حجر الرحى في استقطاب اهتمامات الدول المعنية برعاية الوضع في لبنان وفي مقدمها فرنسا ونسج الكثير على هذه الزيارة مع ضخ تسريبات واكبت الزيارة التي لم يعرف من التقى باسيل خلالها من فريق الاليزيه . وبدا لافتا ان هذه الأجواء سابقت تصاعد حملات إعلامية وتسريبات مركزة موازية عن تقدم فرصة دعم رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية بما يرسم الكثير من علامات الشك في اهداف هذه الحملات التي يبدو واضحا ان محور انطلاقتها هو المحور السياسي نفسه الذي يتنافس بشدة من ضمنه باسيل وفرنجية مع ارجحية واضحة للثاني في ظل ما بات مسلما به تقريبا من دعم "حزب الله" لترشيحه .

ونقل مراسل "النهار" في باريس سمير تويني عن مصدر متابع لزيارة باسيل "انها تدخل في اطار متابعة الجهود التي يقوم بها مع الاطراف الخارجية وعرضه تصورا لحل الازمة اللبنانية من خلال انتخاب رئيس وتشكيل حكومة والقيام بالاصلاحات الضرورية". وأفاد ان "باسيل ينطلق من فكرة ان التصرف ليس على المستوى المطلوب نظرا للوضع الذي يعيشه لبنان ويعتبر ان رغم ما قيل عن الانتخابات النيابية فانها لم تشكل الحل المطلوب، وانتخاب رئيس لن يكون الحل اذا لم يقترن بتوافق حول الحكومة والاصلاحات ودور لبنان". واعتبر "اننا نعيش ازمة نظام سياسي ومالي ولبنان يحتاج الى مظلة دولية تحيد لبنان عن كل ما يعاني من أزمات".

واعتبر المصدر "ان التوافق حول الانتخابات الرئاسية ليس بهذه السهولة لتعدد مواقف الاطراف وان يجتمع ٨٦ نائبا على مرشحا غير متيسر حاليا لان هناك جمودا داخليا ويعول على حوار ليس فقط لانتخاب رئيس بل ايضا لتنفيذ برنامج محدد للاصلاحات يكون مدعوما خارجيا ويتفق عليه اللبنانيين. فالبلد لا يمكنه تحمل فراغين فراغ رئاسي وفراغ حكومي وهذا الانسداد يحتاج الى حوار داخلي والحوار لا يعني تغيير النظام بل التوافق على قواسم مشتركة تؤمن انطلاق البلد. ولا خيار امام الطبقة السياسية سوى التواصل فيما بينها".
واشار المصدر الى ان باسيل "غير مقتنع بالمرشحين الحاليين لذلك يتم التصويت بالاوراق البيضاء. وان لا مصلحة للبنان اليوم بانتخاب سليمان فرنجيه وباسيل غير مرشح ولم نتفق على المرشح الثالث، ويمكن ان نختلف مع "حزب الله" . واعتبر ان وضع عقوبات لن ينفع واقترح باسيل امام الفرنسيين تقديم دعمهم وضمانات وتطمينات وقدم تصوره امام الفريق المكلف عن الملف اللبناني في قصر الاليزيه، موضحا ان التصور والعرض الذي قدمه باسيل لا علاقة له بخريطة الطريق التي قدمها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون خلال زيارته الاولى للبنان.

اللواء: طيف «تشريع الضرورة» فوق الجلسة.. والمواعيد قيد المراجعة!

يذهب النواب الى الجلسة اليوم، وهم على يقين قاطع بأن لا رئيس، لا في الجلسة الاولى، حيث تتنافس الورقة البيضاء مع النائب ميشال معوض، ويسجّل كالعادة حضور لاسم الدكتورعصام خليفة، فيما يخيم طيف جلسات تشريع الضرورة على المشهد المتكرر، والمُربك، إذ لا ضمان لتعيينات في المراكز الامنية والعسكرية التي تشغر في الاسابيع والاشهر المقبلة، إذا استمر الشغور، فلا بد من تشريع يسمح بتمديد سنوات الخدمة، لبقاء المسؤولين الامنيين والعسكريين في مواقعهم، او لجهة تمرير قانون الكهرباء، الذي يسمح بالتمويل من قبل مصرف لبنان، لشراء الفيول لزوم مؤسسة كهرباء لبنان، وإلا فلا إمكانية ليصار الى التغذية بالتيار لا لثماني ساعات ولا حتى لساعة واحدة..

وأوضحت مصادر مطلعة لـ«اللواء» أن ما من مبادرات جديدة في ملف الأستحقاق الرئاسي وان الاتصالات واللقاءات التي تتم لا تتعدى كونها تنسيقية، وبالتالي الأفرقاء ما يزالون على مواقفهم نفسها وأيا منهم لن يكون باستطاعته فرض توجهه حتى أن معارضة التشريع في ظل الشغور الرئاسي والتي يعكسها بعض النواب يستحيل أن تصل إلى مكان. 

واعلنت هذه المصادر أن تعليق دعوة الرئيس نبيه بري إلى جلسات الانتخاب الدورية غير مطروح حاليا لكنه فكرة للدرس لاسيما ان جميع الجلسات السابقة لم تفرز إلا الانقسام النيابي فحسب.

وتنعقد اليوم الجلسة النيابية السادسة لإنتخاب رئيس للجمهورية وسط توقعات معظم الكتل إن لم يكن كلها بأن تكون كسابقاتها، وربما مع فارق اختيار بعض نواب التغيير والمستقلين اسماً من بين المرشحين او رمزاً جديداً للأوراق الملغاة.

وذكرت مصادر نواب التغيير والمستقلين لـ «اللواء» انه على الاغلب سيتم التصويت كما في المرة السابقة، أي لميشال معوض وبورقة مرمّزة.

 فيما غادر رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الى باريس لعقد لقاءات مع مستشار الرئيس الفرنسي باتريك دوريل ومع مسؤولين آخرين لمناقشة الوضع اللبناني بتفاصيله ولا سيما الموقف من الاستحقاق الرئاسي. ويجري العمل على تنسيق موعد لباسيل مع الرئيس إيمانويل ماكرون الامر الذي تستبعده اوساط قصر الاليزيه حتى الساعة، وذلك عقب زيارته قطر. وكانت لرئيس التيار مواقف في لقاء عقده في باريس مع عدد من الصحافيين عصرامس، في «مطعم رمال» في الدائرة السادسة عشرة.

وتحدثت معلومات عن ان باسيل التقى امس المستشار الرئاسي الفرنسي باتريك دوريل وسط تضارب طبيعة اللقاء، هل الاستماع الى باسيل، او السعي لاقناعه بتسهيل وصول النائب السابق سليمان فرنجية الى قصر بعبدا.
واشارت مصادر ديبلوماسية الى ان زيارة رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الى باريس الان وقبلها الى قطر، تندرج في اطار جولة خطط لها وتشمل دولا اخرى،وتتركز بشكل اساسي على التخلص من ارتكابات الفساد التي التصقت به منذ توليه وهيمنته على وزارةالطاقة لاكثر من عشر سنوات متتالية، هو والوزراء الذي عينهم لإدارة الوزارة بالوكالة عنه، وتم خلال هذه الفترة هدر عشرات مليارات الدولارات من خزينة الدولة وجيوب اللبنانيين على قطاع الكهرباء هباء، وبدلا من تطوير القطاع تم تدميره بالكامل، وادت ارتكابات الفساد ونهب الاموال العامة إلى فرض الإدارة الاميركية عقوبات عليه أثرت عليه سلبا بالداخل والخارج، وحالت حتى الان دون ترشحه لرئاسة الجمهورية وقالت: «ان رئيس التيار الوطني الحر يبذل محاولات دؤوبة منذ مدة، وخلال لقاءاته المعلنة والبعيدة من الاعلام، مع كل المسؤولين العرب والاجانب للتوسط مع مسؤولي الادارة الاميركية لاجل رفع العقوبات المفروضة عليه، مشددا على مظلوميته، ونافيا كل مايتردد من معلومات عن دوره الفاعل، في التغاضي عن تحكم حزب الله بسلاحه على الحالة السياسية اللبنانية ،وضم لبنان الى محور السياسية الايرانية بالمنطقة، والاساءة لعلاقاته مع الدول العربية الشقيقة والاجنبية».

وكشفت المصادر عن لقاء عقده باسيل مع مستشار الرئيس الفرنسي باتريك دوريل، وتردد انه سيلتقي اليوم خلية الازمة الفرنسية المسؤوله عن الملف اللبناني، ويتناول الاوضاع في لبنان من مختلف جوانبها،وبالرغم من التكتم حول مادار فيه من نقاشات،تسربت معلومات،بأن رئيس التيار الوطني الحر الذي لم يقابل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لوجوده خارج فرنسا، سيلتقي اعضاء من مجلس النواب والشيوخ الفرنسي، لمناقشة ما آلت اليه الأوضاع في لبنان، في ضوء تعثر انتخاب رئيس جديد للجمهورية، ويعرض عليهم مشروعا متكاملا لحل الازمة الناجمة عن الخلاف حول انتخاب الرئيس وماينجم عنها من مخاطر الفراغ الرئاسي على الاوضاع في لبنان. 

واستنادا الى المصادر المذكورة، فإن مشروع باسيل، يتضمن سلة متكاملة،ترتكز على اسس ثلاثة، اولها انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وثانيها، تشمل الاتفاق على الحكومة ،رئيسا وأعضاء، وثالثا، الالتزام بتطبيق الاصلاحات بمختلف القطاعات والادارات العامة، ويطلب ممن يلتقيهم بالمساعدة من خلال علاقات فرنسا لتسويق هذه المقترحات.
 

لبنانالصحفبولندا

إقرأ المزيد في: لبنان

التغطية الإخبارية



 

مقالات مرتبطة