يوميات عدوان نيسان 1996

خاص العهد

طريق الموت على اوتوستراد الزهراني.. من المسؤول؟
29/03/2019

طريق الموت على اوتوستراد الزهراني.. من المسؤول؟

نور الهدى صالح

إنّهُ أوتوستراد دير الزهراني. البعض يدعوه "طريق الموت"، حيثُ يسير الفرد مترقبًا حتفه في أي لحظة. على الطريق الذي يشق بلدة دير الزهراني بدءًا من صيدا ووصولاً إلى النبطية، أعدادٌ هائلةٌ لحوادثَ لم تجد من يحدّ منها بعد؛ في ظلِّ تلكّؤ المعنيين وتسويفِ الحلول.

7 حوادث يومية ليس بالرقم البسيط الذي يظهر معدل حوادث السير التي يتعرض لها المواطنون على الأوتوستراد. في حين أنه سبق أن تم تسجيل حوالي 17 حادث سير في يوم واحد على هذا الطريق بحسب ما أفادنا الناشط على مواقع التواصل الاجتماعي والمهتم بقضية "طريق الموت" أبو الفضل شومان. "وقد وصل عدد الحوادث في رأس السنة إلى حوالي 28 حادثا بين صغير ومميت أدّى إلى تهديد حياة الناس وإثارة الهلع". 

طريق الموت على اوتوستراد الزهراني.. من المسؤول؟

لتكرر الحوادث على طريق الزهراني-النبطية 

أسباب شتّى تجعلُه من أخطر الطرقات في لبنان، أوّلها فقدانه لأدنى مقومات السلامة. هذا بالإضافة إلى وجود مفارق غير منظمة، وتكاثر فتحات الالتفاف الخطرة. ويشير شومان في حديثه مع "العهد الاخباري" إلى أنّ عدم تأهيل الطرقات بالشكل اللازم هو سبب من الأسباب أيضًا. ويوضح كلامه مبيّنًا أن الطريق أُهملت ولم تتم إعادة تزفيتها منذ عام 1997، وهي غير مؤهلة بشكل جيد للسير في الشتاء حيثُ تعاني السيارات من الانزلاق خلال هذه الفترة.

 ويزيد شومان على مجمل الأسباب التي تؤدي إلى الحوادث في النهار تلك التي تؤول للحوادث ليلاً ومنها غياب الإنارة على الاوتوستراد. وهنا يشير إلى أنّ الاضاءة كانت تعمل قبل 5 سنوات، وتم توقيفها بسبب عطل في الكهرباء ولم تتم معالجة هذه المشكلة التي تحتاج إلى صيانة بسيطة فقط. 

ويتابع شومان تعداد الأسباب معتبرًا أن ما يساهم في ازدياد الضحايا على الطرقات عدم وجود مسامير عاكسة للضوء (المسامير الفوسفورية) التي تعمل على تحديد الطريق للسائقين. كما يظهر أنّ الفاصل بين الطريقين لا يستوفي الشروط اللازمة، ويفسر كلامه: "يبلغ ارتفاع الفاصل 15 سنتيمتراً بدلا من أن يكون ارتفاعه مترا واحدا حتى لا تعيق إضاءة السيارة المارّة رؤية أصحاب السيارات القادمة في الاتجاه المعاكس". 

خطوات على طريق الحل 

قد يلزم للوصول الى الحلول أمور بسيطة تكادُ لا تكلّف الدولة إلا القليل، كصيانة الاضاءة على الطريق بالحد الأدنى. مع العلم أن الطريق تستلزم تنظيم المفارق ووضع رادارات مكشوفة لإجبار الناس على تخفيف السرعة على كامل الأوتوستراد، وتخطيط وتزفيت الطريق، ورفع الفاصل.

 وقد تمت المطالبة بوضع حلول مؤقتة حتى الانتهاء من الدراسة التي تتبناها وزارة الأشغال في هذا الصدد، إلا أن الدولة رفضت القيام بهذه الحلول بحسب شومان اعتبارا منها أن الحلول المؤقتة تشكل هدرا. وهنا يعلّق شومان متسائلا "أليست دماء وأرواح الناس على الطرقات تُهدر أيضًا؟!" لذلك يناشد وزارة الاشغال ووزارتي الطاقة والداخلية والمعنيين بوقف المجازر اليومية.

#طريق_الموت

رسائلُ عديدة أطلقها الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي تحت هاشتاغ #طريق_الموت هادفين إلى إيصال صرخة الناس لوقف معاناتهم.

ويرى شومان، أحد المسؤولين عن هذا التحرك الذي انطلق منذ سنتين تقريبًا، أنّ مواقع التواصل الاجتماعي استطاعت أن توصل بعض هذه الرسائل، اذ عمدت وزارة الاشغال منذُ حوالي الشهر إلى إزالة "الحفر" عن الطريق، ما جعل معدل الحوادث الذي سجل عام 2018 حوالي 11 ينخفض إلى  7 حوادث يومية. 

ويناشد شومان الدولة ونواب المنطقة تحسين هذا الطريق المؤدي إلى البلديات الجنوبية المقاومة. من جهة أخرى على المواطنين توخي الحذر والانتباه وعدم السرعة أثناء السير على هذا الأوتوستراد لأنه من أخطر الطرق وأكثرها فتكاً.. بانتظار تحرك الدولة.

إقرأ المزيد في: خاص العهد