ramadan2024

لبنان

بمبادرات فردية ..
28/03/2019

بمبادرات فردية .. "الجبل اللبناني" على لائحة أجمل الدروب

فاطمة سلامة

يُحكى الكثير عن جمال الطبيعة والبيئة في لبنان، وتُخصّص الكثير من الدروس المدرسية للحديث عن موقع لبنان الجغرافي وأهميته. تماماً كما يُحكى عن التقصير الرسمي بحق هذه الطبيعة التي لو أحسن لبنان استغلالها لتحوّلت الى مركز استقطاب مهم للسياحة. وبطبيعة الحال لساهمت في إنعاش النمو الاقتصادي.  
وفي خضم غياب الرؤية الرسمية لتعزيز البيئة اللبنانية واستثمارها، كانت جمعية "درب الجبل اللبناني" التي حاولت سد "الفراغ" عن تقصير الدولة، عبر مبادرة فردية تأسست بموجبها الجمعية عام 2007 بهدف رسم "درب الجبل" وصيانته والحفاظ عليه والعمل مع المجتمعات المحلية والمؤسسات الرسمية لدعم السياسات الحاضنة لقطاع السياحة المسؤولة والتنمية الريفية.

وقد استطاعت الجمعية بعد سنوات على تأسيسها من الحصول على غطاء رئاسي، حيث أطلق رئيس الجمهورية العماد ميشال عون حملة "مشي لتحمي" لحماية درب الجبل اللبناني" الذي يمتد على 470 كيلومتراً ويشكل ممراً يوصل لبنان من شماله الى جنوبه ويمر في 75 قرية وبلدة،  ويجذب حوالي 30 الف زائر سنوياً من لبنانيين ومغتربين، وذلك بحضور عدد من الوزراء والنواب، وأعضاء من السلك الدبلوماسي والقنصلي وكبار موظفي القصر الجمهوري، فضلاً عن  رؤساء وأعضاء جمعيات بيئية وناشطين بيئيين وعدد من المدعوين.

وفي كلمة له، هنأ الرئيس عون الجمعية على إنجازها، مشدداً على أهمية الحلم الذي يتحول الى حقيقة يتشارك فيها الجميع، وأعرب عن ثقته بأن اللبنانيين عندما سيسيرون على درب الجبل سوف يحبّون وطنهم أكثر، ويقدرّون جماله فيزيدوا من تعّلّقهم به،  كما ان القرى ستحافظ على تجذّر أبنائها فيها.

وكانت كلمة لصاحب مبادرة "درب الجبل" جوزف كرم لفت فيها الى أنه "أصبح لدينا درب وطني للمشي يربط القبيات بمرجعيون مرورا بـ 75 قرية".

ثم عرض فيلم وثائقي مصور حول الدرب أشار فيه عدد من المتحدثين الى أهميته لناحية الفرص التي يقدمها للتعرف على القرى اللبنانية، قبل ان تلقي رئيسة جمعية "درب الجبل اللبناني" مايا كركور كلمة عدَّدت فيها أهم الانجازات التي حققتها الجمعية خلال 11 سنة من عملها، ومنها رسم درب الجبل بطول 470 كيلومتراً، وصيانته، ووضع الشارات واللوحات التوجيهية عليه، وتشجيع أهالي القرى على اقامة بيوت للضيافة بلغ عددها اليوم 60 منزلا، وتدريب 60 مرشداً محلياً، وتوفير مئات فرص العمل لأهالي البلدات، وتأمين مداخيل مباشرة للقرى التي يمر فيها الدرب.

ولفتت الى  "أن درب الجبل يجذب حوالى 30 ألف زائر سنوياً من لبنانيين ومغتربين، وقد وضع لبنان على خريطة السياحة المسؤولة والمغامرة العالمية، وتم اختياره على لائحة أجمل سبعة دروب في الشرق الأوسط والبحر الأبيض المتوسط".

وعلى هامش الحفل، أوضحت مساعدة رئيس الجمهورية الخاصة كلودين عون روكز لموقع العهد الإخباري الى أنّ جمعية "درب الجبل" تواصلت معها منذ حوالي العام لوضع رؤية مشتركة لحماية هذا الدرب، لافتةً الى أنها شخصياً تسير منذ 20 عاماً على الدروب في لبنان، فهي ناشطة بيئية تثمّن أهمية البيئة التي أجرت لها مصالحة مع الحياة بأكملها. برأيها، فإنّ الحياة بلا بيئة جميلة لا معنى لها، ومن مسؤولية المرأة حماية البيئة إذ نستطيع كنساء أن نلعب دورا مهما لحماية البيئة.

وتشير روكز الى أننا بدأنا منذ حوالى العام بدراسة الكيفية التي سنحمي بها ممر الدرب لما يحمله من معان كبيرة في عدة جوانب اقتصادية وبيئية وثقافية وتراثية، حيث أجرينا الكثير من الاجتماعات ووضعنا الخريطة لنعمل على حمايته وإزالة العوائق من أمامه، فهذا الدرب يمر في مشاعات وأراض خاصة، ومن واجبات الدولة إزالة العراقيل.

وتختم روكز حديثها بالاشارة الى أن أمامنا مسار طويل وشاق ولكننا سنصل.

وزير البيئة فادي جريصاتي يتحدّث لموقع العهد الإخباري، فيشير الى أنّ هكذا نشاطات بيئية تساهم مئة في المئة بالكثير من جوانب الحياة، على رأسها إجراء مصالحة بين الانسان والطبيعة، فالسير في الطبيعة والجلوس بين خيراتها يخلق السلام والطاقة الايجابية، وكلما سار المواطن في الطبيعة، كلما شعر بتعلقه بهذه الأرض، بحيث يصبح أي عيب يراه فيها مصدر استفزاز له، يحرك لديه الحمية لإصلاحه وتغييره، وهذا الوعي الكبير يغير المجتمع بأكمله.

وفي الختام يعرب جريصاتي عن دعمه الكامل لهكذا دروب وعن تأييده للإكثار منها.  

مراد
الوزير السابق عبدالرحيم مراد يبدي إعجابه في المبادرة التي أطلقت، لافتاً في حديث لموقع العهد الإخباري الى أهميتها في تشجيع السياحة وإنعاش الوضع الاقتصادي، والتعريف بمناطق لبنان الخلابة والمجهولة حتى للبنانيين.

عزالدين
النائب عناية عز الدين، تعتبر في حديث للعهد أن هذا النوع من السياحة مهم جداً لأنه يخدم العديد من الأهداف، فهو من ناحية يشكل سياحة داخلية تعرف الناس على بلدهم ما يفتح المجال أمام التواصل الاجتماعي والوطني، ومن ناحية أخرى يعمل على خلق حركة اقتصادية في العديد من المناطق، فضلاً عن جذب السياحة الخارجية  والمحافظة على التراث الثقافي الغذائي والبيئي.

إقرأ المزيد في: لبنان