طوفان الأقصى

الخليج

من وراء القضبان.. حقوقية بحرينية تروي مأساتها مع دولة القمع..
28/03/2019

من وراء القضبان.. حقوقية بحرينية تروي مأساتها مع دولة القمع..

على الرغم من قمع السلطات البحرينية المستمرّ بحقّ الناشطين والمُعارضين، استطاعت الناشطة المعتقلة نجاح يوسف الخروج عن صمتها وإيصال صوتها من وراء القضبان. وفي مقالة نشرتها صحيفة "الغارديان" البريطانية، استفاضت يوسف في الحديث عن ممارسات النظام الخليفي وكيف حوّل سباق "الفورمولا واحد" الذي يُقام كل عام إلى تذكير سنوي بالمعركة ضد الاستبداد والقمع الرسمي للحقوقيين.

وفي المقالة التي كتبتها من داخل زنزانتها في سجن مدينة عيسى حيث تحتجز بعد صدور حكم بسجنها ثلاثة سنوات، توقّفت يوسف عند ممارسات السجانين بحقها، وأشارت إلى أنها تعرضت للاستجواب القاسي بسبب ما كتبته على صفحتها على موقع "فايسبوك"، إذ طالبت بإلغاء السباق وإطلاق سراح المعتقلين الذين انتقدوا إجراء السباق في البحرين.

يوسف تحدثت عما حصل لها في مديرية شرطة المحرّق، وقالت إن "الشرطة هناك هددتها بالقتل وصولًا الى تصفية ابنها وطرحت عليها أسئلة حول علاقاتها تجمعها بمدافعين عن حقوق الإنسان وناشطين ومجموعات معارضة، كما لفتت إلى أن الشرطة حاولت رشوتها وقام عناصرها بضربها، وتابعت "الأسوأ من كل ذلك هو أن ضابطات الشرطة قمن بنزع حجابي وحاولن نزع ثيابي أيضًا، قبل أن تقوم إحداهن بالاعتداء عليّ"، مشددة على أن كل ذلك حصل لاتخاذها موقفًا رافضًا لقمع السلطة وتنظيمها السباق في البحرين.

وروت يوسف أنها أُجبرت بعد ذلك على التوقيع على اعتراف، بعد تعرّضها للضرب من قبل الشرطة ، مشيرة إلى أن النائب العام لم يبدِ أي اهتمام بمحنتها، مشيرة الى حرمانها من توكيل محامٍ لها.

وقالت يوسف إنه بعد مرور عام، حُكم عليها بالسجن ثلاث سنوات بتهمة التشهير بالدولة وإلحاق الضرر بمصالحها وكذلك بتشويه سمعة البحرين في الخارج، كما أشارت إلى أن القاضي استشهَد بما كتبته على "الفايسبوك" من انتقادات لسباق "فورمولا واحد".

كذلك أوضحت يوسف أنها اكتشفت فساد القضاء الذي يسمح لضباط الشرطة بتعذيب المواطنين وانتهاك حقوقهم مع منحهم حصانة كاملة، وأردفت "معاناتي بدأت منذ وصولي إلى سجن مدينة عيسى، وقيام سلطاته بتبني أساليب التمييز ضدي كوني سجينة سياسية، حتى أن زميلتي في السجن هاجر منصور دخلت المستشفى إثر اعتداء حارسات السجن عليها، وذلك بعد قيام الناشط الحقوقي أحمد الوداعي بإحاطة نواب بريطانيين عن حالات إنسانية حرجة في السجن".

يوسف لفتت إلى أنه منذ ذلك الحين والسجينات تتعرض لعقاب جماعي، إذ تُفرض عليهن قيود على الزيارات العائلية والإتصالات الهاتفية وإمضاء الوقت خارج الزنزانة، وقالت إنها لن تتوقّف عن الاحتجاج ضد الظروف المروعة في سجن مدينة عيسى، على الرغم من مساعي سلطات السجن لإسكات الأصوات.

يوسف تحدّثت عن حرمانها من رؤية أولادها الأربعة منذ ستة أشهر، وذكّرت بقضية الناشط صالح عباس الذي قتل خلال الاحتجاجات عشية سباق "فورمولا واحد" عام 2012، وأشارت أيضًا إلى قضية المصوّر احمد اسماعيل حسن الذي قُتل خلال تغطيته الاحتجاجات في العام نفسه.

وفي الختام، قالت إن موقفي المعارض لإجراء السباق في البحرين لم يتغير رغم أنني لا أزال أدفع الثمن..الأسرة الحاكمة في البحرين تستخدم السباق من أجل تلميع سمعتها على الصعيد الدولي وتبرئة نفسها متجاهلة حقوق الإنسان، كما أن المشرفين على السباق  تجاهلوا مرارًا الانتهاكات التي تحصل، ودعت جماهير السباق لعدم تناسي قضيتها وقضية الآلاف من المعذبين.

إقرأ المزيد في: الخليج