نقاط على الحروف
الحرب ستطيح بالمنصات: العدو ينزل عن الشجرة
علي عبادي
"ماذا سنخسر من الاتفاق مع لبنان، بضعة مليارات؟ مقابل يوم من القتال مع حزب الله والدمار والأضرار الاقتصادية والبورصة التي ستنهار، وانا لن اتكلم عن الخسائر البشرية، هل يتساوى هذان الأمران؟" ـ المحلل العسكري الصهيوني يوسي يهوشوع
هناك جهد محموم لإقناع الداخل الإسرائيلي بأن ترسيم الحدود البحرية مع لبنان خير من عدمه، وحرصٌ على إبراز منافعه المادية والاستراتيجية. لكنهم يتجاهلون بضع حقائق:
١ـ العدو طبّل وزمّر لمجيء منصة الغاز العائمة وضرب موعداً لبدء عملها، لكنه تحت وقع رسالة المقاومة القوية اضطر لتأجيل الموعد، وكان في صدد تأجيل ثان هذا الشهر، لولا انه مضى في إبرام الترسيم.
٢ـ تراجع العدو عن مناخ التصعيد الذي أطلقه في الأيام الأخيرة، وأوحى خلاله بأن اتفاق الترسيم "يلفظ أنفاسه الأخيرة"، قبل أن يتبين أنها مناورة لاستيعاب الانتقادات الداخلية. وقابل لبنان هذا الموقف بهدوء، ونزلت حكومة العدو عن شجرة التصعيد كأنه لم يكن، زاعمة تخلي لبنان عن ملاحظاته الأخيرة، والهدف من ذلك تبرير التراجع الإسرائيلي وتفريغ انتصار لبنان من محتواه. كان العدو يدرك أن لا سبيل أمامه: الحرب تطيح بالمنصات، وتأخير استخراج الغاز شهراً إضافياً ضربة معنوية قاسية للموقف الإسرائيلي.
٣ـ زعم العدو بأن وجود منصة مقابل منصة يكبل يد المقاومة، وهذا يلزم "إسرائيل" على نحو أولى، لأنها لطالما هددت بتدمير الصواريخ الدقيقة في لبنان، وهي دائماً في حالة توثب للعدوان على لبنان. أما لبنان فليس لديه منصة حتى الآن يخاف عليها.
ترسيم الحدود البحرية هو مجرد تخليص للمساحة التي يمكن للبنان العمل فيها من أجل مواجهة أزمته الاقتصادية. ذهب "الجهاد الأصغر"، وبقي "الجهاد الأكبر" وهو كيفية توظيف الوقت والموارد الموجودة من أجل التنقيب واستخراج الغاز، وتجاوز العقبات الأميركية التي منعت الكهرباء الأردنية والغاز المصري بأساليب ملتوية، ونخشى أنها تترصد الطريق لعرقلة استخراج الغاز من حقول لبنان الجنوبية.
الكلام عن ضمانات أميركية للبنان يجب أن لا يجعلنا ننام على حرير، ولدينا الامكانيات والقوة لفرض إرادة لبنان، كما حصل في الشهور الماضية.
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
10/10/2024