يوميات عدوان نيسان 1996

نقاط على الحروف

أهل النفاق
27/03/2019

أهل النفاق

أحمد فؤاد
 
عدوان همجي خارج إطار أي شرعية أو عدل، لا يلبث أن يتوقف، فيلحق به عدوان إعلامي منقطع النظير، تمهيدًا لسلب ثمار النصر من الشعب اليمني البطل، وقيادته الحقيقية في صنعاء، ورغبة في تمهيد السبيل أمام موجة جديدة من المحاولات لانتزاع السيطرة على درة تاج الصمود اليمني، وعنوان بطولته "ميناء الحديدة".

هذا كله تقوم به الأنظمة الشيطانية المزروعة في شبه الجزيرة العربية، والتي وضعها الاستعمار البريطاني قبل رحيله، لضمان تدفق الموارد العربية بأبخس الأثمان، وهذه الأنظمة تخاصم شعوبها وتعاديها، بنفس مقدار عداوتها لليمن وأهله، وإذا كان عدوانها على اليمن مكشوفًا، فعلى الأراضي الخليجية، سواء البحرين أو السعودية أو الإمارات، جرت وتجري أبشع الانتهاكات للإنسان وللمذاهب، وكله تحت ستار تدين زائف، يركع تحت أقدام "ترمب" و"إيفانكا"، ويعتبر البيت الأبيض قبلته الحقيقية. والشعب العربي في الجزيرة العربية قدم ويقدم كل يوم الدلائل على رفضه مسارات الذل والخيانة للأنظمة، سواء بالاستفادة من فضاء التواصل الاجتماعي، أو بالإعلان عن قيام اللجنة العربية لمناهضة التطبيع، والتي جاءت استجابة لدعوة سماحة السيد حسن نصر الله للشعوب العربية.

الإمارات التي تقود التحالف العدواني فعليًا، تحت مظلة تأثير محمد بن زايد غير المحدود على المتهور السعودي محمد بن سلمان، أعلنت مطلع الأسبوع الحالي عن إضاءة تحفتها المعمارية "برج خليفة"، بصورة رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن تعبيرًا عن شكر دولة الإمارات لها ولبلادها لطريقة تعاملها مع الاعتداء الذي أودى بحياة 50 مسلما في مسجدين في مدينة كرايستشيرش، ووضعت صورة أرديرن وهي ترتدي الحجاب وتعانق سيدة وكتب على الصورة كلمة "سلام" باللغتين العربية والإنجليزية، وكتب حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في تغريدة عبر تويتر: "شيّعت نيوزيلندا اليوم شهداء المسجدين، وتعاملت حكومتها مع الأزمة بكل حكمة وكسبت احترام المليار ونصف المليار مسلم بتعاملها العاطفي الصادق مع الحادث الإرهابي. شكرا جاسيندا آرديرن".

قصائد الغزل الإماراتي انطلقت كزخات الرصاص على مواقع التواصل الاجتماعي، من مواطنين ومسؤولين، جعلوا من السيدة "آرديرن" بطلة ومحور الأحداث، وتبعتهم القنوات الخليجية الممولة والمملوكة للسعودية والإمارات، لتحقيق هدفين شيطانيين، أولهما: نفي تهمة الإرهاب عن الغرب، وعدم استغلال الحادث الإرهابي ـ ولو إعلاميًا ـ لمواجهة الهجوم المتزايد والمستمر على الإسلام، ورد الدين لمن وضع الحكام على عروشهم، والثاني: محاولة وضع الإمارات في صورة المدافع عن المسلمين المضطهدين.

يرغب حكام الإمارات في إبعاد الضوء عن جرائمهم في حرب اليمن، تلك الحرب التي اجتذبت اهتمامًا متزايدًا بعد الجريمة الخرقاء لولي العهد السعودي ضد المعارض جمال خاشقجي، بالاستفادة من دماء 50 شهيدًا مسلمًا في نيوزيلندا البعيدة، ونسي أو تناسى الإماراتيون أن 100 ألف طفل يمني قتلوا في غارات التحالف العدواني على المناطق السكنية باليمن، وأن 50% من منشآت القطاع الصحي باليمن جرى استهدافها بشكل متعمد وممنهج، خلال 4 سنوات من الحرب الظالمة.

الصمود اليمني الأسطوري في وجه قوى العدوان، هو الرد الأوفى والأعظم من الشعوب على نظم حاكمة لا تفرق كثيرًا عن الاحتلال الأجنبي المباشر، بل لعلها ألعن وأضل. صمد الشعب في وجه ربع مليون غارة جوية و5914 قنبلة ونصف مليون قذيفة و6000 صاروخ، طوال 4 أعوام، وأهلنا في اليمن مستمرون في تقديم أروع آيات البطولة والفداء، كنموذج لما يمكن لأي شعب عربي أن يفعله، لإثبات أن المقاومة أول طريق النصر، وأن الدم اليمني سينتصر على السلاح الأميركي.

صمود اليمن، بعد فلسطين، يثبت أن إرادة المقاومة هي الضمان الأولي للنصر، والخطوة الأولى لتغيير الواقع العربي المتراجع، وأن أكداس السلاح العربي القادمة من الغرب، ليست إلا خصمًا من حقوق الغالبية الكاسحة للشعوب المقهورة.

إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف