يوميات عدوان نيسان 1996

الخليج والعالم

هل تورطت أميركا بتخريب أنابيب الغاز الروسي إلى أوروبا؟
28/09/2022

هل تورطت أميركا بتخريب أنابيب الغاز الروسي إلى أوروبا؟

بالأمس، انخفض الضغط في خطي أنابيب "السيل الشمالي-1" وعلى الفرع A من خط أنابيب "السيل الشمالي-2"، جراء تسرب كبير للغاز منهما.

ولم يستبعد الكرملين أن تكون الأعطال في الأنابيب الثلاثة ناتجة عن أعمال تخريبية. في حين أعلنت شركة تشغيل خط أنابيب "السيل الشمالي"، "نورد ستريم"، أن "حجم الدمار في السلاسل الثلاث من خطوط أنابيب الغاز البحرية (السيل الشمالي) غير مسبوق، ومن المستحيل تقدير وقت الإصلاح".

وتمتد خطوط أنابيب "السيل الشمالي" من روسيا إلى ألمانيا عبر قاع بحر البلطيق، وتمرّ بالمياه الاقتصادية للدنمارك وفنلندا والسويد؛ ووقعت الأعطال بالقرب من جزيرة بورنهولم.

وفي هذا السياق، أكدت صحيفة "تاغسبيغل" الألمانية، أمس أن سبب انخفاض الضغط في خطوط أنابيب نقل الغاز "السيل الشمالي" و"السيل الشمالي-2"، ناجم عن أعمال تخريبية تم تنفيذها بشكل متعمد.

ونقلت عن مصدر مطلع قوله: "لا يمكننا تخيل سيناريو لا يتضمن عملًا تخريبيًا مقصودًا.. كل الأمور تشير إلى أنه لا مكان للصدفة هنا". مشيرًا بذلك إلى أن تزامن الترسبات في السلاسل الثلاث وحجم الأضرار فيها يؤكد أنها تعرضت لأعمال تخريبية. موضحًا أن ما تعرضت له السلاسل الثلاث يحتاج تنفيذه لـ"عملية تحضير دقيقة باستخدام قوات خاصة، على سبيل المثال غطاسين أو غواصة".

من جهته، لم يستبعد رئيس الوزراء الدنماركي والكرملين احتمال أن يكون ذلك جراء عملية تخريبية، حيث سجل علماء الزلازل في الدنمارك والسويد يوم أمس وقوع انفجارات قوية في المناطق التي حدثت فيها تسريبات خطوط أنابيب غاز "السيل الشمالي".

في غضون ذلك طالبت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، الرئيس الأميركي جو بايدن، بالإجابة على سؤال عمّا إذا كانت الولايات المتحدة الأميركية قد نفذت تهديدها بـ "التخلص من (السيل الشمالي-2)".

وقالت زاخاروفا عبر قناتها على تطبيق "تليغرام": "الرئيس الأميركي، جو بايدن، ملزم بالإجابة على سؤال ما إذا كانت واشنطن متورطة في الأحداث الأخيرة بخط الأنابيب، وما إذا كانت الولايات المتحدة بالفعل قد نفذت تهديدها في 25 و26 أيلول/ سبتمبر الجاري" بالتخلص من أنابيب "السيل الشمالي".

وكان بايدن قد أشار سابقًا في ردٍّ على سؤال إحدى الصحافيات بشأن "السيل الشمالي-2" في 23 شباط/ فبراير الماضي: "إذا غزت روسيا فهذا يعني أن الحشود والدبابات ستعبر الحدود، لن يكون هناك "السيل الشمالي-2"، سوف نتخلص منه".

وحينما سألته الصحافية مرة أخرى، عمّا يمكن أن تفعله الولايات المتحدة الأميركية إذا كان المشروع برعاية ألمانية - روسية. قال الرئيس الأميركي: "أعدك بأننا سنتمكن من فعل ذلك".

وأعلنت زاخاروفا، أن موسكو تنتظر رد فعل الاتحاد الأوروبي على تصريحات وزير الخارجية البولندي السابق، رادوسلاف سيكورسكي، الذي ابتهج بالأضرار التي لحقت بخطوط أنابيب الغاز "السيل الشمالي"، وكتب تغريدة في صفحته الرسمية على موقع "تويتر" جاء فيها: "شكرًا للولايات المتحدة الأميركية".

وقالت زاخاروفا: "إن ما فعله سيكورسكي يوم أمس، إذا ما ظل دون رد فعل من جانب الاتحاد الأوروبي، والمؤسسات الأوروبية، والبيروقراطية الأوروبية، يحق لنا حينها الحديث، لا عن كراهية هؤلاء لنا، بل كراهيتهم لناخبيهم الذين يفوضونهم إدارة حياتهم. فلا يمكن أن يظل هذا التصرف دون رد فعل"، وتساءلت زاخاروفا إذا ما كان تصريح سيكورسكي يندرج تحت بند البيان الرسمي حول هجوم إرهابي.

وكان سيكورسكي قد نشر صورة عبر "تويتر"، تظهر الانفجارات الناتجة عن تسرب الغاز تحت الماء، وتحتها عبارة: "شكرًا للولايات المتحدة".

وفي وقت لاحق كرّر سيكورسكي، شكره للولايات المتحدة معربًا مرة أخرى عن ابتهاجه بـ "شلل" خط الأنابيب.

وقال في تغريدة جديدة له: "أنا سعيد لأن السيل الشمالي، الذي حاربت ضده جميع الحكومات البولندية لمدة 20 عامًا، مشلول في ثلاثة أرباعه، وذلك أمر جيد لبولندا"، معتبرًا أن شكره للولايات المتحدة يأتي بناءً على "فرضيات عملية شخصية حول من لديه الدافع والقدرة على القيام بذلك فقط".

بدوره ذكّر المتحدث الرسمي باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، بـ"نشوة البولنديين" وشكرهم الولايات المتحدة بعد حادث التسريب في خط أنابيب "السيل الشمالي"، لافتًا إلى تعهد الرئيس الأميركي، جو بايدن، بالتخلص من "السيل الشمالي-2".

وقال بيسكوف: "نحن لا نعرف ماذا كان يعني الرئيس الأميركي آنذاك، إلا أننا نرى رد الفعل الهستيري والمبتهج الذي بلغ حدَّ الجنون من جانب البولنديين الذين يشكرون الولايات المتحدة على ذلك". وتساءل: "ما الذي يعنيه هذا الامتنان. هذا أيضًا لا نعرفه".

ولفت بيسكوف إلى مصالح الولايات المتحدة والأرباح الهائلة التي تحصدها الشركات الأميركية الموردة للغاز الطبيعي المسال، وقال: "الموردون الأمريكيون حققوا أرباحًا ضخمة من مضاعفة إمداداتهم إلى القارة الأوروبية؛ وهم مهتمون للغاية بالحصول على هذه الأرباح الضخمة في المستقبل".

المانياأوروبا

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

التغطية الإخبارية



 

مقالات مرتبطة