"سينما أيام المقاومة": سوريا تحتضن الفن المقاوم

محمد عيد

حرص الفنانون والمخرجون والقائمون على مهرجان سينما أيام المقاومة المستمر حاليًا في دار الأسد للثقافة والفنون في دمشق على التأكيد أن المقاومة الثقافية سلاح ماض في مواجهة كل أشكال العدوان، وأن المعالجة الفنية المختلفة والجاذبة لكل القضايا الكبرى كفيلة بتكريس الوعي في نفوس جمهور عريض وضعه الإعلام العربي المرتبط بالمشاريع الأمريكية والصهيونية في صلب اهتمامه.

نجدت أنزور: فك الحصار بالثقافة

المخرج السوري الكبير نجدت أنزور أكد في حديثه الخاص بموقع "العهد" الإخباري أن "عرض أفلام للمقاومة لا يحتاج إلى بروتوكولات وهو نتاج طبيعي لحالة المقاومة الموجودة سواء في سوريا أو لبنان والمنطقة كلها"، مشيراً إلى أن مؤسسة "رسالات" معروف توجهها وانتاجها للعديد من الأفلام وأنا واحد من الذين تعاملت معهم بفيلم "أهل الوفا" وأشجع هذه الظواهر وخصوصًا في هذا التوقيت.

وشدد المخرج السوري على أن هذه الأفلام بحاجة الى أن يراها الناس سواء عبر شاشة التلفزيون أو خلال احياء المناسبات وفي كل المدن السورية، مشيراً إلى أن الجمهور بحاجة لهذا النوع من الأفلام "لكي نشرح حقيقة ما يجري".

وأوضح أنزور لموقعنا أن "الموضوع شائك وحالة الحصار التي نعيشها من الحصار العسكري إلى الحصار الثقافي بالدرجة الأولى قائمة، لكن وجود منابر ثقافية وإعلامية يمكن أن يفك هذا الحصار مثل بعض القنوات الإعلامية في محور المقاومة"، لافتا إلى أن "مجال العرض ضيق ولكن الأفلام ذات قيمة عالية وإن شاء الله الجمهور سيراها وسيتمكن من تفعيل مواقع التواصل الاجتماعي لعرض هذه الأعمال وأنا متأكد أن هذا الجمهور سيكون كبيرًا وعريضًا".

أيمن زيدان: لا لتأطير مفهوم المقاومة

الفنان والمخرج السوري المحبوب والشهير أيمن زيدان أكد في حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري "أننا نفتقد الآليات التي نوصل بها صوتنا للآخر وهذه مسؤولية كبيرة ومعقدة ويجب أن تشكل حجر أساس بتصوراتنا واهتمامنا، وهناك محاولة لتأطير مفهوم المقاومة أصلًا ضمن الإطار التعبوي الدعائي، في حين أن مفهوم المقاومة يجب أن يكون أشمل وأعم، فعندما تقاوم أي ظاهرة متخلفة أنت مقاوم، وعندما تحاول أن تزيل كل ما يعيق تطور المجتمع أنت مقاوم، وعندما تحاول أن تصبو إلى مجتمع أكثر عدلًا وأكثر صفاء ومنتف عنه الظلم فأنت مقاوم، أعتقد أن محاولات جمعية "رسالات" عبر هذه الأنشطة وأنا متابع لنشاطاتها هي محاولة لإيصال هذا الصوت عبر السينما أو غيرها بالترادف وبالتجاور مع العمل السياسي المباشر. وأعتقد أن الثقافة الحقيقية والعميقة هي واحدة من أنجع الوسائل لإيصال صوتنا، وكلنا ثقة أن أصحاب الحق لن يهزموا وأن المدن والبلاد العظيمة لن تسقط، ربما تمتحن، ربما تكبر التحديات، لكن هذه المدن بارثها العظيم وبتاريخ أهلها وإصرارهم ستبقى قائمة ولن تموت".

وحول فيلم "سقطت" الذي يتحدث افتراضياً عن سقوط "تل ابيب" قال زيدان لموقعنا: "إلى أي حد يمكن لهذا الحلم أن يتحقق؟ هو لخص زاوية من زوايا المشروع المقاوم. إلى أين نريد أن نسير لأننا أصحاب حق؟ أحد حقوقنا أن تعود فلسطين، أن يظل اسمها فلسطين لأنها فلسطين وإن شاء الله نختزل هذا النفق لنقترب من مساحة الضوء التي نستحقها".

بدران: لشد الجمهور الآخر الى قضيتنا

رئيسة مجلس الإدارة في قناة "إي نيوز" ندى بدران شددت في حديثها الخاص بموقعنا على أن "مجرد التوجه إلى الإنتاج السينمائي والتمكن من توثيق كل هذه البطولات وما حصل على مدى كل هذه السنوات يعتبر خطوة جيدة جدًا، إنها ليست مسألة سهلة أن تخترق الساحات الأخرى ولكنها أيضًا ليست مستحيلة، ويجب العمل على أن تكبر هذه البطولات وتصل إلى جمهور أوسع، فعندما تكتب حبكة جميلة ورواية متقنة وتقدم عرضًا سينمائيًا جاذبًا، هذا يشد الناس أكثر من تقارير وأخبار وأمور ترددها".

وتساءلت بدران في حديثها لموقعنا: "كيف يمكن للمحور الآخر الذي يفتقد صدق الموقف أن ينجح في استمالة بعض جمهورنا والتأثير عليه من خلال حسن الصناعة واستعمال التقنيات في الوقت الذي نحمل فيه نحن قضايا نبيلة وصادقة ولا نوفق أحيانا في التسويق لها؟ لهذا السبب يجب أن نعمل على انتاجاتنا أكثر ونتمكن من خلال التقنيات والتعاطي بمهنية وأداء مختلف الوصول الى الأهداف وهذا ما يمكن تأكيده عبر عرض هذه الأفلام في هذا المهرجان".

 

فنونالمقاومة

إقرأ المزيد في: خاص العهد