خاص العهد
05/09/2022
عملية أنصارية: مشهدية صناعة الوعي
ليلى عماشا
يحكي التاريخ عن قوّة من نخبة "اسرائيلية" جاءت من البحر وتسلّلت عبر البساتين الساحلية بهدف تنفيذ عملية اغتيال ضدّ أحد كوادر المقاومة في المنطقة. وخلال سيرها تفجّرت بها عبوّات تنتظر قدومها الأكيد. كان الكمين محكمًا، وما أوجع الصهيوني يومها ليس فقط خسارته البشرية وفشله العمليّاتي، بل التساؤل حول سرّ الكمين: هل كان صدفة أم توقّعا صحيحا أم معلومات من المفترض أنّها سريّة ولا يعرف بها داخل القيادة الصهيونية إلا عدد محدود ممّن لهم علاقة مباشرة بالتخطيط لهذا النوع من العمليات وتنفيذها؟
شاع الخبر، وحلّ بهجةً في صفوف أهل المقاومة. مشاهد الأشلاء المبعثرة لنخبة العدوّ تركت في قلوب الناس شعورًا بالقوّة وببداية خوض مسار التعادل، مصداق "يألمون كما تألمون"، بعد أن ارتبطت فكرة الأشلاء بصور أطفالنا وأهلنا ممّن سفكت أرواحهم المجازر. في ذلك الحين، كانت مجزرة قانا الأولى تبعد مسافة عام وبضعة أشهر. كان صوت أنين الأطفال في سيارة إسعاف المنصوري قريبًا جدًا. كانت أشلاؤنا التي يتناقل صورها الإعلام العالمي هي بشكل أو بآخر الترجمة الصورية الوحيدة تقريبًا في أذهاننا للفظ "أشلاء".
من هنا، شكّلت عملية انصارية محطّة هامّة في مسار تشكيل الوعي المقتنع بحتمية الانتصار على الصهاينة. الصورة التي عبرت كلّ وسائل الإعلام المرئية في حينها وحدها كانت كفيلة بحسم قناعات من كانوا يتأرجحون بين إيمانهم بجدوى المقاومة وبين شعورهم بالتفوّق الصهيوني. كانت فرصة أو حجّة تُرفع ضد الانهزاميين ليصدّقوا أن جيش العدو يُقهر، وأن أوهام التفوّق تتكسر عند أعتاب اليقين بالنصر والانتساب إلى شرف المحاولة. أما من أصرّ بعدها على التمسّك بانهزاميّته، فقد أقرّ ضمنيًّا أنّها خيارٌ واع اتخذه مع سبق الإصرار وليس مجرّد ردّ فعل على نكبات ونكسات وهزائم مرّت.
عاش الصهاينة أعوامًا طويلة بعدها في دوامة الاحتمالات حول كيفية علم حزب الله بالتسلّل وظروف تجهيزه للكمين، ولعل التكتّم الذي أصرّ عليه حزب الله كان جزءًا من الأسلحة التي استخدمها ولم يزل في إطار الحرب النفسية ضد العدو. حتى مسألة اختراق المسيّرات المعادية كسبيل للتجسس على العدو ومنذ العام ١٩٩٧ لم تظهر إلى العلن إلا في ظروف مختلفة وبعد مضي أكثر من عشر سنوات، دون أن تعطي جوابًا شافيًا تقرّ به عين الصهيونيّ القلقة الخائفة.
لم تفارق مشاهد كمين أنصارية أعين الصهاينة الذين روّعهم أن يروا أشلاء جنود نخبتهم، كما لم تفارق أعين من آمنوا بقدرات المقاومة وبإمكانية إيلام العدو وإصابته في ألف مقتل، بقيت إلى يومنا هذا، دليل ما قبل التحرير على علوّ اليقين المقاوِم ومصداق "ألا إنّ حزب الله هم الغالبون". لقد صنعت هذه المشاهد توازنًا نوعيًا في وعي الناس؛ توازنا شكّل مقدّمة تمهّد لفهم قدرة المقاومة على تحقيق التحرير الذي تمّ بعد حوالي ٣ أعوام، والذي شكّل الطور الأوّل من هزيمة "اسرائيل" وأدخلها عنوة في مسار الزوال الحتميّ.
من أرشيف أعداد العهد:
المقاومة الإسلاميةحزب اللهأنصاريةالكيان المؤقت
إقرأ المزيد في: خاص العهد
30/01/2023
حزب الله في جبيل: إنماءٌ وخدمات ودعمٌ دائم
27/01/2023
سلسلة تعلم التصميم بسهولة: برنامج Canva
التغطية الإخبارية
لبنان: نقابة المعلمين في الجنوب تفوض المجلس التنفيذي تقرير التحركات
لبنان: مشهد الصرافين الجوالين يغيب عن شوارع صيدا
فلسطين: إطلاق نار يستهدف نقطة جيش الاحتلال المقامة على جبل جرزيم في نابلس
الداخلية السورية: إصابة 15 شرطيًا بانفجار في ريف درعا
رابطة علماء اليمن تدين التفجير الإجرامي بحق المصلين في باكستان: التكفير الوهابي يخدم الأهداف الصهيونية ويشوه الإسلام
مقالات مرتبطة

المقاومة الاسلامية: حسن عطية ليس عميلاً

يوم غدر الإسرائيليون في "القنيطرة" فدفعوا الثمن "ردعا" من لبنان

أخي الشهيد.. عامُ اللقاء بجهاد مغنية

يوم الروحية الساطعة: أقمار القنيطرة

كوكبة شهداء القنيطرة.. الجريمة والرد الحتمي

حزب الله في جبيل: إنماءٌ وخدمات ودعمٌ دائم

السيد شكر: لرئيس جمهورية يعمل لبناء الدولة وغير مرتهن للخارج

الشيخ قاسم: تعالوا للحوار فانتخاب الرئيس يحتاج إلى نقاش ومرونة وتنازلات

السيد أمين السيد: عمليتا القدس أبلغ رسالة كتبت بحروف من رصاص
الحاج حسن: الإدارة الأميركية تهيمن على جزء كبير من السياسة والدولة اللبنانية

تفاصيل عملية أنصارية: هكذا تحولوا إلى عصف مأكول
حزب الله يشيّع فقيد الجهاد والمقاومة حسن إبراهيم فقيه في أنصارية

عملية أنصارية إنجاز عملياتي نوعي وانتصار مدوٍّ في حرب الأدمغة

فراشة مميّزة في أنصارية

درس أنصارية

"حكومة المجانين" الصهيونية.. وتسريع وتيرة انهيار الكيان

عملية إطلاق نار في أريحا.. ومحاولة دهس في نابلس

العراق يدين اقتحام الاحتلال مخيم جنين ويؤكد دعمه الكامل للمقاومة الفلسطينية

عقب عمليتي القدس.. العدو العاجز يخوض حربًا شرسة بحق الأسرى
