طوفان الأقصى

خاص العهد

"الارادة والتحدي" جهوزية أبناء الجنوب لمواجهة أي حماقة اسرائيلية
04/09/2022

"الارادة والتحدي" جهوزية أبناء الجنوب لمواجهة أي حماقة اسرائيلية

داني الأمين
مع تعاظم الترسانة العسكرية التي تمتلكها المقاومة الاسلامية في لبنان، والتي يقدّر العدو الاسرائيلي أنها " تضم اليوم من 130.000 إلى 150.000 صاروخ أرض ـ أرض، وهو مخزون أكبر بعشر مرات من عام 2006"، يستطيع العابر على طول الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة، أن يتجول في كل الأحياء والأزقة والأودية دون أن يجد أي أثر لأي سلاح، باستثناء " سلاح الارادة والتحدي" وما يحمله جهاراً جنود الجيش اللبناني وقوات اليونيفل المنتشرين على الحدود .

" لا إمكانية لأي مقيم في الجنوب اللبناني أن يرى أو يعلم بمكان وجود الأسلحة الثقيلة أو حتى الفردية، فهذا أمر يخفى، حتى على رفاق السلاح". زيادة حركة الطائرة المسيّرة الاسرائيلية في الأجواء الجنوبية، "لا جدوى منها، لا يمكن لها رؤية ما لا يرى" يقول أحد المقاومين، من الذين خبروا القتال على الحدود الجنوبية منذ الثمانينات، ويقيم الأن على بعد أمتار من الحدود، " بنيت منزلي في أكثر الأماكن انكشافاً للعدو، وأعلم أن ذلك لا يشكل خطراً الاّ على العدوّ نفسه، بينما عدد من الأهالي سكنوا في منازل مرتفعة لتكشف ما حاول العدو أن يخفيه خلف جداره الاسمنتي الذي كلّف بناءه ملايين الدولارات"، معتبراً أن " آلاف المنازل التي انتشرت في القرى الحدودية الجنوبية، ما هي الاّ دليل على أننا جميعاً نقترب من فلسطين في الوقت الذي تتراجع فيه حركة وجود المستوطنين الصهاينة كلما شرعنا ببناء منزل جديد أو زراعة أرض جديدة". وهذا بحسب المجاهد الخمسيني " هو السلاح الأقوى الذي نمتلكه هنا، فالارادة وعدم الخوف وزيادة أعداد المقيمين المقتنعين بقدرتنا على الانتصار، هو السلاح الأكثر فتكاً على الحدود، والذي لم يدركه الأعداء والمحايدون أو المحلّلون الراغبون في هزيمتنا".

النقاش السائد اليوم حول مدى قدرات حزب الله واستعداداته لمقاتلة اسرائيل في الجولة القادمة، هو " مجرّد تكهنات وتحليلات يشير أعمقها الى أن لدى حزب الله جيلاً جديداً خبر القتال عن قرب، بعكس الجيل المقاتل من العدو الاسرائيلي" بحسب أحد كوادر المقاومة المخضرمين الذي يعتبر أن " العدو وأنصاره حتى الأن يجهلون، أو يتجاهلون سر قدراتنا القتالية"، مؤكداً أن "السلاح الأقوى لدينا هو السريّة والعقيدة وصمود الأهالي الذين سبقونا في المواجهة قبل أن تقع الحرب"، مستذكراً أيام انطلاقة المقاومة في الثمانينات، "عندما كنا اعداداً قليلة لا نمتلك سوى الأسلحة الخفيفة استطعنا مقارعة العدو عن بعد وعن قرب، وكان العدوّ مدركاً حينها أن الانتقام من الأهالي وزرع الفتن بينهم هو القادر على ردعنا، لكن ما حصل أن الأهالي كانوا يقتدون بنا ويشيعون شهداؤنا بفخر وعزة".. مؤكداً أن " السريّة والايمان بالقضية، المستندة على عقيدة قتالية راسخة، تفوق بآلاف المرّات ارادة العدوّ المتعصّب لعقيدة لا تصلح لمواجهتنا ولا لتهيئة جنود يرغبون في كسب الأرض والمال والرفاهية، في الوقت الذي يصبحون فيه على خط النار الذي يطيح بكل آمالهم".. مستشهداً بأيام حرب تموز، "عندما أعد الحاج عماد جيلاً جديداً من المقاتلين، لم يشاركوا في الحروب السابقة، وكانوا رأس الحربة في مقاتلة الجنود الصهاينة، والانتصار عليهم".

"الارادة والتحدي" جهوزية أبناء الجنوب لمواجهة أي حماقة اسرائيلية
قلعة هونين

حول أشجار الزيتون المعمّرة، قرب مستعمرة المنارة المحتلّة، تعمل أم حسين عطوي( 65 سنة) على ري مزروعاتها المتعددة، وتتحدث بثقة تامة عن "اقتراب موعد استعادة أراضي الأهالي المصادرة في قرية هونين، والتي ستصبح كافية لتأمين مؤونة أبناء البلدة النازحين". وتشير بأصبعها الى مستعمرة "مرغليوت" الإسرائيلية المشيدة على مساحة 14300 دونم من أراضي البلدة المحتلة منذ العام 1948، قائلة " عندما تستأنف الحرب من جديد وتنتهي بنصر جديد سأحدثك من هناك، شرط أن يستكمل النصر بالقضاء على الفاسدين الذين يحرموننا من الكهرباء والمياه لري أراضينا".

يذكر أن جمعية أبناء بلدة هونين، كانت قد أعدت خطة " تهدف الى بناء الجزء المحرّر من البلدة، على نفقة أبنائها المغتربين والمهاجرين الذي يقارب عددهم 33000 نسمة.

بالقرب من بلدة مركبا المجاورة يطلّ موقع "عرض البير" الاسرائيلي، وهو موقع مرتفع ومحصّن يشرف على المنطقة الحدودية، خلال العامين الماضيين بنى الأهالي أكثر من عشرة منازل على بعد أمتار قليلة منه، أحمد عطوي ( 60 سنة) يعتبر أن "المكان آمن، ليس بسبب انضباط العدو، بل بسبب قوة الردع التي نحتمي بها، كان علينا أن نقاوم على طريقتنا، نحن نستخدم أرضنا المحررة ونتقدم نحو ما تبقى من أراض نملكها داخل الحدود".

ويشير محمد علي السيد ( عيترون)، الى أن " أبناء البلدة ينتظرون الفرصة لتحرير ما تبقى من أراضيهم المغتصبة داخل الكيان المغتصب"، مبيناً أنه " في بداية الثمانينات شقّ الاسرائيليون خندقاً في وسط أرضنا الزراعية كاشارة للحدود الجديدة، ولكن رغم ذلك استمرينا في زراعتها رغما عن الاحتلال".

ويختم السيد "نحن ننتظر بشغف ارتكاب العدو حماقة جديدة.. لا ستعادة أراضينا بالقوة".

الكيان المؤقت

إقرأ المزيد في: خاص العهد