طوفان الأقصى

لبنان

اليوم الأول لزيارة الرئيس عون لروسيا: لقاءات مع رجال اعمال وعشاء مع الجالية اللبنانية
25/03/2019

اليوم الأول لزيارة الرئيس عون لروسيا: لقاءات مع رجال اعمال وعشاء مع الجالية اللبنانية

بدأ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، لقاءاته في موسكو بعيد وصوله بعد ظهر اليوم الى جمهورية روسيا الاتحادية في بداية زيارة رسمية تلبية لدعوة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وفي هذا الاطار، استقبل الرئيس عون وفدا من رجال الاعمال الروس ضم في عداده المدير العام للشركة الروسية المساهمة سترونغ ترانس غاز strong trans gas ميخائيل خريابوف، والمدير العام للشرق الاوسط وشمال افريقيا في شركة انتر راو الروسية ستانيسلاف يانكوفيتش، وذلك في حضور الوفد اللبناني  المرافق لرئيس الجمهورية والذي ضم وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، والمستشارة الرئيسية السيدة ميراي عون الهاشم، وممثل وزارة الخارجية في اللجنة اللبنانية – الروسية لعودة النازحين النائب السابق امل ابو زيد. وقد ابدى الوفد الاقتصادي  الروسي استعدادا للمساهمة في خطة النهوض الاقتصادي في لبنان من خلال المشاركة في عدد من المشاريع الانمائية والاقتصادية التي تعدها الحكومة اللبنانية في هذه المرحلة، وخصوصاً في مجالات الطاقة والغاز والنفط والمياه والاعمار والبنى التحتية. واشار الوفد الى اهمية العلاقات اللبنانية الروسية واهمية تطويرها.
ورحب الرئيس عون عون بوفد رجال الاعمال الروس، مؤكداً على ان التعاون الذي كان نشأ بين لبنان وشركات روسية مثل "نوفاتك" العضو في الكونسرسيوم الايطالي والفرنسي الذي يعمل في التنقيب عن النفط والغاز في المياه الاقليمية اللبنانية، يمكن ان يستمر في مجالات اخرى ومتنوعة وفقا للحاجة التي يحددها لبنان الذي يستعد لتطبيق خطة نهوض اقتصادية. كذلك فان للبنان دور اساسي في مرحلة اعادة اعمار سوريا حيث يمكن ان يكون المنطلق لمثل هذه العملية نظرا لموقعه الجغرافي ولخبرة رجال الاعمال اللبنانيين القادرين على تنسيق عملية الاعمار هذه والمساهمة فيها.
وتم الاتفاق خلال اللقاء على استمرار التواصل بين الجانبين اللبناني والروسي لاستكمال البحث في النقاط التي تم التطرق اليها في مجال التعاون بين البلدين.
وفد بطريركية روسيا

اليوم الأول لزيارة الرئيس عون لروسيا: لقاءات مع رجال اعمال وعشاء مع الجالية اللبنانية

ثم استقبل الرئيس عون في حضور اعضاء الوفد اللبناني المرافق، رئيس قسم العلاقات الخارجية في بطريركية موسكو وكل الروسيا المتروبوليت هيلاريون، على رأس وفد بمشاركة المعتمد البطريركي للروم الارثوذكس في موسكو المطران نيفون صيقلي، وعدد من الكهنة.
ونقل الوفد الى رئيس الجمهورية تحيات البطريرك كيريل الموجود خارج روسيا، وتمنياته له بالتوفيق في زيارته الى موسكو ولقاءاته مع المسؤولين الروس. وقال المتروبوليت هيلاريون :" يسعدنا ان نرحب بفخامتكم في روسيا، وانتم رئيس بلد مقدس ورد ذكره مرات عدة في الكتاب المقدس، ومر المسيح على ارضه وبارك شعبه الذي تربطنا به علاقات قوية ومتينة". واضاف :" تربطنا بالكنائس الشرقية علاقات نعتز بها ونواصل العمل لتطويرها. وهذا اللقاء نريده مناسبة  للتأكيد على ما يجمعنا وتعزيز عرى الصداقة والتعاون في ما بيننا". وشدد على العلاقة التي تجمع البطريرك كيريل مع رؤساء الطوائف المسيحية في لبنان و"ان هذه العلاقات مستمرة".
ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد وركز على اهمية ما يجمع الكنائس بين بعضها البعض بصرف النظر عن الفوارق المذهبية. وقال ان منطقة الشرق الاوسط واجهت ولا تزال تواجه ظروفا دقيقة زادت المسيحيين وحدة بالفكر والسلوك، و"انا من خلال تعاطي مع مختلف الطوائف وهم يعيشون ظلما ويحتاجون الى من يساعدهم وهذا الامر لا يحل الا بمرجعية مسيحية في الشرق الاوسط يكونون هم اساسها، وليس عدة اشخاص او جهات، وذلك حتى يتعزز الوجود المسيحي في الشرق لاسيما بعدما اعلنت اسرائيل يهودية القدس وتعمل على تهويدها حيث معالم المسيحية والارض المقدسة. وقال :" لا يمكن تخيل المسيحية من دون كنيسة المهد والقبر المقدس وكنيسة القيامة، والجلجلة والرسل.  اذا تركنا هذه المعالم المقدسة فان المسيحية تخسر النبع وهذه مشكلة لكل المسيحيبن خارج الاراضي المقدسة، ونحن خصوصا لأننا بقينا على صلة مادية مع الاراضي المقدسة وليس فقط على صلة روحية".
واضاف :" اشعر ان الكنيسة الروسية يمكن ان تلعب دورا مهماً بالنسبة الى مسيحيي الشرق وهي متعلقة بهم".
واشار المتروبوليت هيلاريون الى " قلق الكنيسة  الروسية من الاوضاع التي يعيش فيها المسيحيون في الشرق الاوسط راهنا لاسيما بعد ما سمي " الربيع العربي". والكنيسة الروسية رفعت صوتها في وجه ما حصل للمسيحيين، وابرزت خطورة اخراج المسيحيين من الشرق الاوسط، وكنا ولا نزال نتحدث عن هذه المخاطر في كل المحافل الاقليمية والدولية، والبطريرك كيريل  يصر على الاضاءة على هذا الموضوع، وهو ما اثاره ايضا مع البابا فرنسيس والرئيس فلاديمير بوتين حيث كان يركز على اهمية حماية المسيحيين في الشرق الاوسط، ويستمر بالمطالبة بدعم المسيحيين".
وخلال اللقاء عرض الرئيس عون للتحرك الذي يقوم به من اجل انشاء " اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار" وردود الفعل الدولية الايجابية عليها، مؤكدا على اهمية حصول تقارب ثقافي بين مسيحيي روسيا ومسيحيي الشرق الاوسط، من خلال عودة نشاطات مثل السياحة الدينية والمدارس والمؤسسات الاجتماعية.
اتصال بالرئيس الحريري
الى ذلك اجرى الرئيس عون اتصالا بالرئيس سعد الحريري واطمأن الى صحته بعد الجراحة الناجحة التي اجراها اليوم في باريس ، وتمنى له الشفاء العاجل والصحة والعافية.
لقاء الجالية

اليوم الأول لزيارة الرئيس عون لروسيا: لقاءات مع رجال اعمال وعشاء مع الجالية اللبنانية

أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اننا نعمل للخروج من الحالة الصعبة التي يمر بها لبنان اليوم، "وهذا ليس مستحيلاً لأنني اعتقد ان الشعب اللبناني جاهز لخوض حرب المقاومة لقيامة الاقتصاد والمؤسسات".
وقال متوجهاً الى ابناء الجالية اللبنانية في روسيا "نحن نسعى لتعزيز روابط اللبنانيين المنتشرين في العالم، بوطنهم الام، ونتمنى عليكم أن تزوروا لبنان دائماً".
واعتبر الرئيس عون ان لبنان هو قلب لغرب جاف وعقل لشرق عاطفي، مؤكدا من جهة أخرى سعيه لعلاقات متطورة مع روسيا الاتحادية، اقتصادية وثقافية وحضارية.
كلام الرئيس عون جاء خلال حفل استقبال اقامه سفير لبنان في موسكو السفير شوقي بو نصار على شرف رئيس الجمهورية والوفد المرافق، في مقر الاقامة.
في بداية الحفل ، القى السفير بو نصار كلمة أشار فيها إلى ان انتخاب الرئيس عون قبل سنتين ونصف السنة، أعاد التفاؤل والفرح الى كافة اللبنانيين، الذين استبشروا خيراً ببداية عهد جديد، يؤكد على سيادة القانون، وقيام الدولة القادرة والعادلة والمنتجة
وأضاف: " ان الشعب اللبناني بكل اطيافه يحدوه الأمل بمستقبل واعد مشرق، وحياة أفضل، في ظل القيادة الحكيمة والمسؤولة لفخامتكم، خاصة بعدما عانى الوطن من فراغ رئاسي مقلق وطويل. ويطمح اللبنانيون، مقيمين منهم ومغتربين،المجمعون على محبة وطنهم والتضحية في سبيله، بأن يستمر لبنان كما تريدونه منارة للحرية والابداع في هذا الشرق، ونموذجاً فريداً للاعتدال والعيش المشترك، بين مختلف الديانات والمذاهب، ومكاناً للتلاقي والحوار بين الحضارات المتنوعة، في مواجهة قوى الإرهاب والظلام والتكفير".
كلمة الرئيس عون
ثم القى الرئيس عون الكلمة التالية:
" انا سعيد جداً بلقائي بكم الليلة. انتخبت في مرحلة صعبة في تاريخ لبنان، كانت فيها المؤسسات شبه مشلولة، والارث الاقتصادي ثقيلاً علينا، والارهابيين يحتلون قسماً من جبال لبنان الشرقية. كانت الهموم كبيرة وبدأنا بمواجهتها الواحدة تلو الاخرى. حررنا ما كان محتلاً من الارهاب، ونظمنا الامن، حتى بات لبنان يعتبر من اكثر دول العالم أماناً، ولم تحصل اية حادثة أمنية في الداخل اللبناني بعد تطهير الجرد من الارهابيين".
واضاف الرئيس عون :"لكن الحروب حول لبنان، اقفلت الطرقات عليه، وخصوصا عبر سوريا، الى امتداده الحيوي أي الدول العربية ودول الخليج. وفي الجنوب هناك اسرائيل. كل هذه العوامل اضافة الى الازمة الاقتصادية العالمية، وازمة النزوح السوري، أثرت علينا كثيرا".
وقال :" يمر لبنان اليوم بحالة صعبة ولكننا نعمل للخروج منها. وهذا ليس مستحيلاً لأنني اعتقد ان الشعب اللبناني جاهز لخوض حرب المقاومة لقيامة الاقتصاد والمؤسسات. انتم من الشعب اللبناني المنتشر في العالم، ونحن نسعى لتعزيز روابط اللبنانيين المنتشرين في العالم، بوطنهم الام. فمن كان يهاجر، بدا كأنه قطع الامل بأي علاقة مع وطنه، ونحن عدنا واحييناها بفضل وزير الخارجية الذي جال في دول العالم بأسره، ومعه تيقنا بأن لبنان هو على وسع الكون، واسميناه لبنان الكوني، لأنه بالفعل موجود بين القطبين الشمالي والجنوبي".
واضاف:" انتم قسم من اللبنانيين المنتشرين، ونتمنى عليكم التعلق بوطنكم وزيارته دائماً، والوجود معنا في كل المناسبات. وطنكم مناخه جميل جداً ومياهه جيدة برغم كل الشائعات حوله. ونأمل في هذا الصيف ان تزوروا بلدكم. ومن خبرتي في النفي لمدة 15  سنة، كل ما كنت احن اليه هو بلدي وذكرياتي في بلدي. دائما لدينا حنين لحياتنا الاولى، ولجو بلدنا ومناخه ولعلاقة الناس بعضها ببعض. بالرغم من كل شيء، العالم الغربي جاف. لذلك لبنان خاصة والمشرق عموماً  هما قلب الغرب، فيما لبنان هو عقل لشرق عاطفي. انتم العقل الذي يجول على كل الحضارات، فتغنون لبنان بحضاراته ونظرته العقلانية والفكرية، وهو يغنيكم بالعاطفة المشرقية. وهكذا الانسان يظل انساناً ولا يتحول الى آلة".
وختم الرئيس عون :" نحن اليوم في روسيا، ونسعى لعلاقات متطورة مع روسيا الاتحادية، اقتصادية وثقافية وحضارية، وستكونون اقرب بالعقل والعاطفة لوطنكم ولروسيا. اللبنانيون عاشوا في كل المجتمعات ومع كل الاتنيات، والسبب هو ان ثقافتنا متعددة الابعاد، ونحن عصارة حضارات، من اقدم شعوب الارض الى اليوم. عرفنا الرومانيين وكتبنا باللغة الفينيقية. وعرفنا اليونان وكتبنا باللغة اليونانية. عرفنا الاراميين الذين اسسوا حضارات المشرق، وعرفنا الفرنسيين والانكليز والعرب. وخرجنا بخلاصة ثقافة ذات ابعاد متعددة، منها البعد الانساني. لا شك ان الناس ليس لديها كل الابعاد، ولكن نحن لدينا. وببعد واحد من شخصيتنا يمكننا ان نعيش في مجتمع معين، وببعد آخر نعيش في مجتمع آخر. اذا ثقافتنا الانسانية والاجتماعية وعقليتنا المضيفة ومناخنا الجميل يجمعون الجميع حولنا.
اطلب منكم ان تكونوا انتم صوت لبنان في روسيا الاتحادية.
عشتم وعاش لبنان".
وفي الختام قدم ابناء الجالية اللبنانية للرئيس عون ايقونة السيدة العذراء، قبل أن يصافحهم فرداً فرداً.

 

إقرأ المزيد في: لبنان