طوفان الأقصى

آراء وتحليلات

الإمام الصدر عن الدين وحركات التحرر
30/08/2022

الإمام الصدر عن الدين وحركات التحرر

نص المحاضرة التي ألقاها سماحة الإمام المغيب السيد موسى الصدر في المهنية العاملية ببيروت بتاريخ 13-2-1975 في موضوع الدين وحركات التحرر في العالم العربي
قدم سماحته في بداية المحاضرة فهرس للعناوين التي سيتناولها ومما قاله:

الدين وحركات التحرر لا بد من تناول النقاط التالية:‏

1- ما هي علاقة الدين بالتحرر من الناحية الموضوعية ؟‏
2- وهل أدى الدين هذا الدور في العالم العربي ؟‏
3- وهل هناك في التاريخ ما يثبت العكس ويؤكد مشاركة الدين في إيقاف الحركات التحررية وتجميدها ... وهل يمكن التأكد من الفصل بين الدور الذي يقوم به الدين بين الدور الذي يقوم به المستغلون للدين من طلاب السلطة أو المال أو الجاه من رجاله أو من المنتمين إليه .. هل يمكن الفصل بين الدور الأصيل للدين والمستثمرين للدين ؟‏
4-إذا كان هناك من دور إيجابي للدين، ودور سلبي أحيانا يمارس باسم الدين .. فهل هناك ما يضمن لنا وبوسيلة دينية أيضاً هذا الفصل وهذا التمييز ؟‏

إن الموضوع كما هو واضح بحاجة إلى بحث طويل واستقصاؤه شاق وجوانبه فلسفية لأنه يبحث عن تأثير أيديولوجية معينة على حركة الإنسان الاجتماعية .. فله جوانب سياسية وتاريخية، إنه جدير بأن يكون موضوعاً لرسالة جامعية أتمنى لو يتوفر على إعدادها أحد الشباب، بشكل مفصل أما هنا فسنتناول المسألة بصورة سريعة.‏

1- ما هي علاقة الدين بالتحرر من الناحية الموضوعية ؟‏
الحقيقة أن الدين ، بالتحديد الإسلام ، يقوم على أساس التوحيد ، أي عبادة الله الواحد .. أنه يتلخص بأجمعه في كلمة :‏
"قولوا لا إله إلا الله تفلحوا .." وهذه العبارة كما ترون مؤلفة من قطعتين :" لا إله" و "إلا الله" وبتعبير آخر هي تعتمد في الدرجة الأولى، على نفي الآلهة، ثم تؤكد على وجود الله وحده ..‏

الله الذي هو في وصفه لا يشبهه شيء غني عن الزمان والمكان ، والناس عنده سواسية كأسنان المشط إذا نفي الآلهة هو بداية التحرك في رأي الدين ... والآلهة المرفوضة لدى الدين هي ما كان ويكون وسيكون من مؤثرات أساسية في حياة الإنسان والتي تحولت وتتحول إلى قدس الأقداس . وعندما نسمي هذه الآلهة نجدها هي بالذات القيود التي تقيد حرية الإنسان خلال التاريخ : المال السلطة ، الجاه ، القبيلة ، العنصر ، ثم الشهوات حسب المصطلح الديني... وهي حاجات بشرية طبيعية غريزية ، خيرة بطبيعتها ولكنها عندما تطغى وتتجاوز حد الاعتدال وتنمو على حساب الحاجات الأخرى وتقلص مواهب الإنسان الأخرى تصبح مرفوضة ، كالجنس وحب الراحة والمجد وحب المال والأولاد .. إنها نعم من الله ودوافع للإنسان في حركته نحو التكامل.. ولكنها عندما تطغى وتنمو على حساب بقية الحاجات، تصبح صنماً ، وفي المصطلح القرآني تصبح إلهاً ... وهنا تحسن الإشارة إلى آية قرآنية تفسر مفهوم الإله ! " أفرايت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وبصره " (الجاثية23) ماذا يعني أن يجعل الإنسان هواه إلهاً له ؟ هل يعني أن هذا الإنسان عبد يوماً ما وصلى يوماً ما وركع وسجد وحج يوماً ما لهواه ؟ كلا ... ما رأينا في التاريخ وما سمعنا أن أحداً يسجد لنفسه ويصلي لنفسه.‏

إذا ما معنى اتخذ إلهه هواه ... معنى ذلك أن هواه قد أصبح قدس أقداسه والمؤثر الأساس في حياته والدافع الأول وراء تحركاته ... أن هذه الآية تلقي الضوء ، كما نرى ، على مفهوم الآله عندما تجعله أهم من مفهوم الأصنام التي كانت موضوعة في الكعبة والمعابد ولم تزل في بعض البلاد ، وهكذا فان الذين عبدوا فرعون وهامان لم يصلوا من أجلهما ، بل اعتبروا الحق المطلق معهما .. إن قالا كلمة فهي الحق ... وإن عملا شيئاً فهو الحق .. وإن امتنعاً عن شيء فالحق في امتناعهما .. والإسلام عندما يقول "لا إله " إنما يقصد بذلك رفض الأصنام التي كانت تعبد في بداية عصر النبي وقبله في الكعبة وفي غير الكعبة، وكذلك الأصنام الأخرى (صنم المال والجاه ، والنزعات القبلية والأنانيات والأندفاعات الخاطئة بحجة الكرامات وليست هناك من كرامات أمام الحق ) .‏

إن البداية تبدأ إذا برفض كل آلهة الأرض بمفهومها الواسع .. وهذه البداية التي هي نواة التحرر تشكل أساس الأيديولوجية الإسلامية ... وإن رفض آلهة الأرض يترتب عليه الخضوع الكامل لله سبحانه الذي هو الحق والعدل والعلم والجمال والأسماء الحسنى والأمثال العليا .. أي بتعبير أخر إن عبادة الإنسان لله .. هي عبادة للكمال المطلق .. وبالتالي هي تحرر حقيقي له .. إنها تخرج به عن دائرة عبادة ذاته والدوران في فلك نفسه المحدود .. إنها تكسر هذه القوقعة الضيقة لتنطلق به إلى العالم الأرحب وتخلق لديه طموحاً لا متناهياً .. حيث أن الله يمثل اللانهاية ... وهذا هو المعنى الحقيقي لعبارة "إنا لله وإنا إليه راجعون " وأن كانت هذه الكلمات قد أصبحت تذكرنا مع الأسف بذكريات واحتفالات الموت في مجتمعنا المعاصر ، مع أنها مملؤة بالحياة والحركة.‏

نخلص من هذا كله ، إلى أن الإسلام قد وضع للإنسان هدفاً أسمى يتجاوز حدود ذاته الضيقة.. وخلق لديه طموحاً لا متناهياً يحركه نحو ذلك الهدف حتى لحظاته الأخيرة .. يقول رسول الله (ص) " لو أن عبداً مؤمناً قامت قيامته (أي جاء أجله) وبيد غرسة لغرسها قبل أن يموت " .‏

ولكن سعي الإنسان وحركته الدائمة نحو الهدف الذي حدده الإسلام لا بد أن يستند إلى التنظيم .. لنقرأ معاً الآيات الأولى من سورة الرحمن حيث نشاهد بوضوح أنها تربط بين الأيديولوجية ، أي الثقافة التي يقدمها الإسلام للإنسان وبين النظام .‏
الرحمن.. علم القرآن .. خلق الإنسان .. علمه البيان .. الشمس والقمر بحسبان .. والنجم والشجر يسجدان .. والسماء رفعها ووضع الميزان ( يعني النظام ، أي أن لكل شيء قدراً )‏

وهكذا لكي ينسجم الإنسان المسلم في سعيه وجهاده مع مسيرة الكون لا بد أن يكون منظما .. وبدون ذلك لا يحقق هدفه .. ولا نريد نتوسع في هذه النقطة أكثر .. فأن لها مجالا آخر.. بل نعود هنا إلى القول في إجابتنا على سؤال وما هي علاقة الدين بالتحرر من الناحية الموضوعية ؟ أن الدين الإسلامي يدعو إلى التحرر من كل تخلف جهلاً كان أم فقراً أم عجزاً أم ضعفاً أم استسلاماً أم قسوة أم تجاوزاً عندما يقول اعبدوا الله الحق العادل القوى العزيز ...‏

2- وهل أدى الدين هذا الدور؟‏

يمكن لنا أن نستعرض استعراضا تاريخيا سريعا قصص الأنبياء الأئمة والعلماء المجاهدين ... نستعرض قصة إبراهيم (ع) وجهاده المرير ضد نمرود ألقي به في النار ... وموسى وجهاده ضد فرعون وقارون وبلعم .. الثلاثي المتحالف حيث يمثل فرعون السلطة وقارون يمثل رمز المال والاحتكار ... ؟ أما بلعم فهو العالم الديني المعاصر لهما والذي كان يبرر إعمالهما وينصح الناس بالتسليم لهما ، وقد عبر القرآن الكريم عن هذا العالم الفاسد بآية " كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث " ( الأعراف176).‏

ثم نقرأ سيرة المسيح عليه السلام وحربه للمرابين وأصحاب الامتيازات من الفريسيين .. ثم نقرأ سيرة رسول الله محمد (ص) وحربه ضد الأصنام المنحوتة وضد الطبقية القرشية وضد الربا المستثمر الناهب الذي كان يصل إلى حد الاسترقاق .. وضد النظام القبلي الطاغي في يثرب وجهاده لخلق نظام بديل هو نظام الأخوة الإسلامية ، أرقى أنموذج في التاريخ .‏

ثم نستعرض حياة الأئمة عليهم السلام ، السابقين الأولين وجهادهم الدؤوب والمرير لإحقاق الحق وإزهاق الباطل ، هذا ما يؤكد بأن الأديان الإلهية كلها هي إلى جانب تحرير الإنسان ،بل هي وحددها القادرة على تحقيق ذلك .‏

وفي آفاقنا المرئية المعاصرة حيث يمكننا أن نسمع ونقرأ في الكتب والمجلات والصحف .. نذكر جهاد الأفغاني جمال الدين ومساعيه للإطاحة بالشاه ناصر الدين في إيران حتى تم قتله .. وقد أتهم الأفغاني بتدبير عملية الاغتيال وبدفع رضا الكرماني لتنفيذها لدى زيارة الشاه لمقام عبد العظيم قرب طهران .. ثم نذكر نضال الأفغاني ضد الإمبراطورية الروسية .. وضد طغيان الدولة العثمانية في مصر وفي الشرق الأوسط .. وضد الاستعمار البريطاني في الهند ... ونقف عند سيرة أحد تلامذة الأفغاني وهو الشيخ عبد الحميد بن باديس في الجزائر الذي أوجد المدرسة الإسلامية في الجزائر في المغرب العربي ، وقد أنجب ابن باديس جماعة سميت فيما بعد بجماعة العلماء وقائدهم هو الشيخ الإبراهيمي ، وقد تشرفت بزيارته في أواخر أيام حياته ، ومن رفاق الشيخ الإبراهيمي نذكر بن سمحون .. هؤلاء الذي أسسوا أيام ظلمات الاستعمار الفرنسي السياسي والثقافي الذي كان يحارب اللغة العربية وثقافة القرآن .. أسسوا مئتي مدرسة تخرج منها قادة الثورة الجزائرية مثل بن بيلا وبومدين وابن فرحات وابن عباس غيرهم والذين كانوا أمام بشير الإبراهيمي كما لمست، أشبه بالطلاب أمام أستاذهم .‏

وباعتراف المراقبين واتفاق كل من يزور الجزائر ويزور مناطق القبائل فأن القوة لمحركة الدافعة الثورة الجزائرية كانت القوة الإسلامية ، وقد أنجب ابن باديس أيضا أبطال المغرب وتونس وليبيا ، وابن باديس كما قلنا هو تلميذ الأفغاني ، وهو في كتبه يؤكد ذلك ويتحدث عن تأثره الشديد بهذا القائد الإسلامي الكبير .. ونذكر من المغرب علال الفاسي زعيم حزب الاستقلال ، الذي قاد مع رفاقه معركة الاستقلال وعودة ابن يوسف (وهو الملك محمد الخامس) ضد فرنسا.‏

وفي العراق نلاحظ أن الثورات التحررية المتتالية والتي بلغ عددها ثلاثا ، كانت بقيادة العلماء ومراجع الدين الكبار ، كالشيخ محمد تقي الشيرازي ، والسيد سعيد الحبوبي وغيرهما قد شارك واستشهد في الجهاد ابن السيد محمد كاظم اليزدي . كما نذكر من القادة الشيخ محمد كاظم الملقب بالاخوند الخراساني وهو أستاذ العلماء جميعا في القرن الأخير، وهو الذي حارب الاستبداد في إيران وزعزع نظام الديكتاتورية فيما عرف بثورة المشروطية ، ثم محمد الصدر ورفاقه .‏
وفي لبنان نذكر السيد عبد الحسين شرف الدين الذي جاهد الاستعمار الفرنسي وعانى في سبيل ذلك الكثير حيث حرقت العديد من مؤلفاته المخطوطة النفيسة كما يشير في مقدمات بعض كتبه ، ومن قبله نذكر جهاد علماء جبل عامل وبالأخص جهاد الشهيدين الأول والثاني. قد ورد في دراسة أخيرة أن الشهيد الأول كان يعمل على بناء تنظيم سري للوقوف في وجه انحرافات الدولة العثمانية .‏
أن الشواهد التاريخية المعاصرة على دور الدين في إيجاد ودعم حركات التحرر أكثر من أن تحصى وتفاصيلها تملأ أكثر من كتاب ونشاهد أمثال هذه الحركات في جميع البلاد العربية .‏

3 - وهل هناك في التاريخ ما يثبت العكس؟‏

نعم أن التاريخ يعطي شواهد للعكس أيضاً، فما أكثر الجرائم التي ارتكبت باسم الدين، وما أكثر صروح الظلم التي بنيت وأسست باسم الدين ، فقد كان الحكام والمستعمرون في أوروبا وفي الشرق يحرصون على أخذ بركات وتأييدات رجال الدين المنحرفين ، وذلك لإعطاء حكمهم واستعمارهم وجها دينيا يكفل لهم طاعة الناس البسطاء ، وكان بعضهم يسمي نفسه ظل الله على الأرض ، ومعنى ذلك أن عبادتهم (حسب المصطلح القرآني) فريضة ، وطاعتهم واجبة ومخالفتهم هي مخالفة الله !!.‏

وكم شاهدنا تأييد هؤلاء وألئك للمستثمرين ووجوه تحليلهم للربا والاحتكار ، وكم شاهدنا سكوتهم ودعمهم للطغاة والتاريخ مليء بالشواهد ذلك .‏

أما الفصل بين الدور التحرري الأصيل للدين وبين الممارسات المنحرفة المتسترة بستار الدين ، فلا يحتاج إلى عناء ، بعد أن راجعنا الينابيع واستقينا منها سلوك الدين الصحيح .‏

إن تفسيرنا لظاهرة تستر الطغاة تحت اسم الدين، وحرصهم على أخذ المباركة من رجال الدين المنحرفين، هو أن آلهة الأرض الذين حاربهم الدين وحاربوه ، عندما أحسوا بأنهم معرضون للانهيار ، وجدوا أن سلطانهم وطغيانهم ومطامعهم قد يمكن تأمينها إن هم غيروا اللباس ولبسوا ثوب الدين ، وأصبحوا يتحدثون باسمه ويحوزون رضا رجالاته المزيفين ، وهكذا فقد أدى انتقال هؤلاء الطغاة والظالمين إلى وضع قيود وحواجز جديدة في وجه تحرر الإنسان ، فالمستضعف الذي وجد في الحركة الدينية أملا لمستقبله وضماداً لجراحه ، لم يكن بعد قد شعر بدفء الحركة حتى انقلبت الصورة . فإذا به يرى أن الباطل يضرب بسيف الحق.‏

أننا عندما نقارن بين الينابيع وسلوك القادة الأصليين وبين ما ارتكب في التاريخ من جرائم باسم الدين ، نشاهد أن الفصل والتمييز واضح بين الأمرين ، ولكننا نحتاج إلى ضمانة حتى لا تتكرر المأساة وحتى لا يستغل الدين من جديد ، أو على تعبير بعض القلقين وأنا منهم ، حتى لا يكون الإقطاع الديني البديل عن الإقطاع السياسي ، أننا إلى ضمانة ، ولابد لهذه الضمانة من أن تكون دينية أيضاً ، وهذا يشكل الإجابة على السؤال الرابع في الحديث .‏

4- وهل هناك ما يضمن لنا وبوسيلة دينية الفصل والتمييز بين الدور الإيجابي التحرري للدين والدور السلبي الذي مورس ويمارس أحياناً باسم الدين ؟‏

ودون شك أن الأحكام الدينية مليئة بهذه الضمانات، إذ يكفينا أن نرجع إلى العهد أرسله الإمام علي بن أبي طالب (ع) إلى مالك الاشتر الحاكم المعين من قبله على مصر لنتوقف عند فقرة معروفة هي منع الحاكم من التحجب والابتعاد عن الناس. ويفلسف الإمام هذا الأمر الذي يعتبره من أشد المعاصي عندما يقول ما معناه: أن التحجب عن الرعية يدعو إلى انحراف الحاكم، فيصبح في وضع لا يطيق فيه إلا المجاملات ولا يقتنع إلا بالمديح ولا يرتاح إلا للملق ثم يتغير فيشعر بأنه رسول بأنه نسيج وحده، وبأن الذي يؤيده فقط هو الوفي المخلص، فيوزع المنصب على أزلا مه ويبعد العلماء والأكفاء الصادقين عن بابه وبالتالي ينهار المجتمع، من جهة أخرى فأن الناس عندما يبتعدون عن الحاكم يتوهمون أوهاما فيشعرون بالضعف ويميلون إلى السكوت على الظلم. إن كلمات الإمام علي (ع) صريحة في ضرورة استمرار اللقاء والحوار والمناقشة مع الحاكم، وهذا الأمر مشتق من تعليم إسلامي: " افضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر" ... " كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض واجب على كل مسلم، والتعاون مع الظالم والركون إليه من أعظم الكبائر والمحرمات، والضمانة تبقى في التقاء الحاكم بالناس والاستماع إلى النقد والمحاسبة، بالإضافة إلى محاسبته لنفسه التزاما بالحديث الشريف: "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا".‏

الامام موسى الصدرعلماء الدين

إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات

التغطية الإخبارية



 

مقالات مرتبطة