طوفان الأقصى

الخليج والعالم

ليبيا: مخاوف من حرب شاملة بعد تجدد الاشتباكات في طرابلس
30/08/2022

ليبيا: مخاوف من حرب شاملة بعد تجدد الاشتباكات في طرابلس

تونس – عبير رضوان

عاد الهدوء الحذر الى العاصمة الليبية طرابلس بعد أن شهدت أعنف جولة من الاشتباكات خلال الأيام الماضية بين الفصائل المتناحرة، وسط مخاوف من توسع المعارك نحو مناطق أخرى.

وذكر بيان لحكومة "الوحدة الوطنية" أن "الاشتباكات الأخيرة في طرابلس اندلعت بسبب إطلاق مقاتلين متحالفين مع رئيس الحكومة الليبية المكلف من مجلس النواب فتحي باشاغا النار على رتل في العاصمة، بينما احتشدت "مجموعات مسلحة" أخرى موالية لباشاغا خارج المدينة"، واتهم البيان باشاغا "بالتهرب من المحادثات لحل الأزمة، في حين ردت إدارة باشاغا قائلة إنها لم ترفض المحادثات مطلقا وإن رئيس حكومة "الوحدة الوطنية" عبد الحميد الدبيبة رفض كل مبادراتها.  

المواجهات الأخيرة جاءت نتيجة للانقسام الحاصل في ليبيا بين حكومة "الوحدة الوطنية" التي تتخذ من طرابلس مقرا لها برئاسة عبد الحميد الدبيبة، والحكومة المنافسة لها في الشرق الليبي برئاسة فتحي باشاغا والتي يدعمها البرلمان في طبرق شرق البلاد.

هذا الانقسام فتح الباب أمام الميليشيات والمرتزقة من كل نوع من أجل الاستحواذ على الأراضي والمناطق في أرجاء البلاد، وهذا ما حصل خلال الاشتباكات الأخيرة حيث حاولت قوات متحالفة مع باشاغا انتزاع السيطرة على أراض في طرابلس من عدة اتجاهات، قبل أن تعود الى قاعدتها في مصراتة.

ويرى مراقبون أن دخول تركيا على خط الأحداث عسكريا وأمنيا ساهم في زيادة تعميق الأزمة وإشعال نار الفتنة بين الليبيين، خاصة بعد وقوفها الى جانب حكومة طرابلس  في النزاع السياسي ضد الطرف الآخر.

ويبدو أن الجولة الأخيرة من الاشتباكات في العاصمة الليبية، هي أحدث ترجمة لهذا الانقسام والشرخ الكبير الذي تعرفه ليبيا منذ  انقسام السلطة فيها سنة 2014 بين حكومتين شرقية وغربية تدعم كل منهما جهات إقليمية ودولية وغربية.  

كما يعتبر المراقبون أن "ما يحدث هو فشل للأمم المتحدة ولكل مبادراتها في تسوية سلمية للحرب الراهنة".

يشار الى أن عملية السلام كانت قد أدت بعد سلسلة من المحادثات الليبية والدولية، إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة بقيادة رئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة بتفويض للإشراف على انتخابات وطنية كان من المقرر إجراؤها في كانون الأول/ ديسمبر 2021، لكن الخلاف على القانون الانتخابي وكيفية التصويت، تسبب في تأجيل الانتخابات.

وفي شرق ليبيا، أعلن البرلمان أن حكومة الدبيبة غير شرعية وعين حكومة جديدة برئاسة فتحي باشاغا. وقد رفض الدبيبة قرارات البرلمان وقال إنه لن يتنازل عن السلطة إلا بعد الانتخابات.

ويؤكد مراقبون أن كلمة السر وراء كل هذه الاشتباكات ليست فقط الاستحواذ على العاصمة ومحاولة فك المزيد من الأراضي بين الميليشيات المتناحرة، بل أيضا هي محاولة للاستحواذ على عائدات النفط الليبي الذي يصل انتاجه الى 1.3 مليون برميل يوميا، فقد سارع العديد من الفصائل المسلحة الى إيقاف ضخ النفط كورقة ضغط سياسية خاصة أن أغلب هذه الميليشيات تفرض نفوذها على حقول النفط الرئيسية وموانئ التصدير وهي وراء جلّ عمليات الإغلاق التي شهدتها مؤسسات انتاج النفط في هذا البلد.

ليبيا

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم