طوفان الأقصى

الخليج والعالم

الحكومة العراقية تعلن حظر التجول في جميع المحافظات بعد مظاهرات جماعة الصدر
29/08/2022

الحكومة العراقية تعلن حظر التجول في جميع المحافظات بعد مظاهرات جماعة الصدر

تبذل القيادات السياسية العراقية مساعٍ حثيثة للملمة الوضع ومنع انزلاقه إلى ما لا تحمد عقباه، في ظل حالة التوتر التي عمت الشارع العراقي اليوم الاثنين، وذلك في أعقاب اقتحام متظاهري التيار الصدري القصر الجمهوري في المنطقة الخضراء، وسط بغداد، وإعلان زعيم التيار السيد مقتدى الصدر اعتزاله العمل السياسي.

وفي السياق، دعا رئيس الجمهورية العراقية برهم صالح ورئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي ورئيس القضاء الأعلى فائق زيدان، إلى التهدئة وإيقاف التصعيد السياسي واعتماد الحوار لإنهاء الخلافات الحالية.

وأكد الرؤساء الأربعة في بيان مشترك، عقب اجتماع خصص لبحث المستجدات على الساحة الوطنية، أن الحفاظ على الأمن والاستقرار والمسار الديمقراطي والدستوري في العراق هو واجب جميع العراقيين، كما هو واجب مؤسسات الدولة والقوى السياسية الوطنية.

ودعا الرؤساء الأربعة لـ "عقد جولة جديدة من الحوار الوطني الأسبوع الحالي، لبحث ومناقشة الأفكار والمبادرات التي تخص حل الأزمة الحالية"، كما دعوا التيار الصدري للمشاركة في جلسة الحوار.

وشدد الرؤساء على ضرورة "الإيقاف الفوري للتصعيد الإعلامي الحالي، والذي يؤثر سلبًا على مصالح البلد، ويثير القلق بين الناس".

في غضون ذلك، ترأس الكاظمي، اجتماعًا طارئًا للقيادات الأمنية بمقر العمليات المشتركة، تمت خلاله مناقشة الأحداث الأخيرة ودخول المتظاهرين للمؤسسات الحكومية.

وأصدر الكاظمي توجيهاته للقيادات الأمنية بالالتزام التام بالتعليمات السابقة في ما يخص حماية أرواح المتظاهرين، والحفاظ أيضًا على الممتلكات العامة والخاصة، ومنع التجاوز على المؤسسات الحكومية من قبل أي طرف كان.

ودعا الكاظمي المتظاهرين إلى الانسحاب الفوري من المنطقة الخضراء، وعدم إرباك الوضع العام في البلاد، وتعريض السلم المجتمعي إلى الخطر.

وأصدر الرئيس برهم صالح بيانًا دعا فيه العراقيين إلى التزام التهدئة وضبط النفس ومنع التصعيد، وضمان عدم انزلاق الأوضاع نحو متاهات مجهولة وخطيرة يكون الجميع خاسراً فيها. مطالبًا المتظاهرين بالانسحاب من المؤسسات الرسمية، وإفساح المجال أمام القوات الأمنية في القيام بواجبها في حفظ الأمن والنظام والممتلكات العامة.

*العمليات المشتركة تدعو المتظاهرين للانسحاب الفوري من المنطقة الخضراء

ودعت قيادة العمليات المشتركة، المتظاهرين للانسحاب الفوري من داخل المنطقة الخضراء، وأكدت في بيان أنها التزمت أعلى درجات ضبط النفس والتعامل الأخوي لمنع التصادم أو إراقة الدم العراقي.

كما أكدت القوات الأمنية "مسؤوليتها عن حماية المؤسسات الحكومية والبعثات الدولية والأملاك العامة والخاصة"، لافتةً إلى أن "التعاطي مع التظاهرات السلمية يتم من خلال الدستور والقوانين، وستقوم القوات الأمنية بواجبها في حماية الأمن والاستقرار".

وأصدرت القيادة العسكرية العراقية قرارًا بفرض حظر تجوال في جميع أنحاء العراق على خلفية تصاعد التوتر في بغداد والجنوب.

وذكرت خلية الإعلام الأمني الحكومية في بيان صحفي مقتضب: "تعلن قيادة العمليات المشتركة حظر التجوال الشامل في جميع محافظات العراق" اعتبارًا من الساعة السابعة من مساء اليوم الاثنين وحتى إشعار آخر.

وأعلنت القوات العراقية حالة الإنذار القصوى في العاصمة بغداد، وقطعت إجازة منتسبيها، وذلك على خلفية المظاهرات الحاشدة التي تشهدها المدينة.

الحكومة العراقية تعلن حظر التجول في جميع المحافظات بعد مظاهرات جماعة الصدر

بدوره جدد الاطار التنسقي، موقفه بالوقوف مع الدولة ومؤسساتها، معتبرًا أنه "لا يمكن بأي حال الوقوف على الحيادِ حينما تتعرضِ مؤسسات الدولة للاعتداء وللانهيار".

وقال الإطار في بيان: "يجب على الحكومة والمؤسسات الأمنية القيام بما يمليهِ عليها الواجب الوطني بحماية مؤسسات الدولة والمصالح العامة والخاصة".

وأعلن المرجع الديني آية العظمى السيد كاظم الحائري، اعتزاله المرجعية "بسبب المرض"، وأوصى أتباعه ومقلديه باتباع وطاعة سماحة آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي، مشيرًا إلى أنه "الأجدر والأكفأ لقيادة الأمة وإدارة الصراع مع قوى الظلم والاستكبار في هذه الظروف التي تكالبت فيها قوى الكفر والشر ضد الإسلام المحمدي الأصيل".

وأكد عدم الاستمرار في التصدي لهذه المسؤولية، وإسقاط جميع الوكالات والأذونات الصادرة عنه أو عن مكاتبه. 

وأعلن زعيم التيار الصدر السيد مقتدى الصدر، اعتزاله العمل السياسي نهائيًا، وأغلق كافة مكاتب ومراكز التيار ومؤسساته في مختلف المحافظات.

ورأت بعثة الأمم المتحدة في العراق، "تطورات اليوم تصعيدًا شديد الخطورة"،  وشددت على وجوب عدم عرقلة عمل مؤسسات الدولة، داعيةً جميع المتظاهرين إلى مغادرة المنطقة الخضراء وإخلاء المباني الحكومية، ودعت كل القوى السياسية في العراق للعمل من أجل خفض التصعيد واللجوء للحوار لحل الخلافات.

مقتدى الصدر

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم