طوفان الأقصى

الأربعون ربيعاً

"بقية الله".. منبر إسلامي وثقافي مقاوم
22/08/2022

"بقية الله".. منبر إسلامي وثقافي مقاوم

هبة العنان

على مدى اثنين وثلاثين عاماً من أصل الأربعين ربيعاً كانت مجلة "بقية الله" مرآة المجاهدين ووسيلة اتصال تربطهم بمجتمعهم، نقلت قصصهم وروت بعض يومياتهم ورافقتهم عند كل تلة وفي كل متراس. المجلة التي جسدت ثقافة حزب الله ومجاهديه لناحية إحياء الإسلام المحمدي الأصيل والتمهيد لظهور الإمام المهدي (عج)، نمت وكبرت لتتطور قضاياها وتتحول إلى إسلامية عامة وجهادية واجتماعية.

الانطلاقة 

يحكي رئيس تحرير مجلة "بقية الله" الشيخ بسام حسين عن فكرة انطلاق المجلة "حيث اتبع حزب الله في عمله الثقافي خلال سنواته العشر الأولى أساليب مباشرة، فكانت المساجد والحسينيات والمُصَلَّيَات منابر لنشر ثقافته الإيمانية والجهادية. ومع مرور السنوات جاءت الحاجة لنقل هذه الثقافة إلى كل يد وبيت بوسائل وأساليب متنوعة ومبسطة ومختصرة، تجذب الشباب والشابات وتقدم لهم جزءا مما تحمله المطولات من كتب دينية وثقافية. من هنا ولدت فكرة تأسيس المجلة لتبدأ عملها بفريق صغير من المبادرين وتكمل طريقها فيما بعد مع كتّاب ومحررين أضافوا اليها تنوعًا وغنى".

ويقول الشيخ حسين في مقابلة توثيقية مع موقع "العهد": "إننا انطلاقا من كون حزب الله حركة تنظيمية قائمة على أبعاد عقائدية ودينية وليست سياسية فحسب، حملت المجلة  لـ32 عامًا فكر حزب الله المرتبط مباشرة بحركة التمهيد لصاحب الزمان (عج)، لتقدم الكثير من العناوين والموضوعات التي تنتمي إلى نهج الإمام روح الله الخميني (قدس) والقرآن ورسول الله وأهل بيته (عليهم السلام)".

وبحسب الشيخ حسين: "لم تحمل المجلة بعدًا واحدًا، خصوصًا أن شعارها "لقارئ يبحث عن الحقيقة"، بل واكبت مسائل عقائدية وقرآنية وجهادية، ولاحقا تطرقت إلى قضايا اجتماعية وأمور أخلاقية وتربوية وسلوكية وقدمت ثقافة عامة، تستهدف جمهورًا واسعًا ومتنوعًا".

الأهداف 

وللوقوف على تفاصيل أكثر حول انطلاقة المجلة ومحطاتها، تتحدث مديرة التحرير في "بقية الله" نهى عبد الله عن "فكرة أساسية انطلق منها العمل وهي ربط المجتمع بالمقاومة ـ فضلا عن الأهداف الأساسية الباقية ـ فكانت الحاجة إلى نشرة ثقافية تحكي ثقافة الجهاد ومجتمع المستضعفين".

وتشير إلى أن العدد الأول الذي صدر في 15 شعبان 1411 هـ. - 1 آذار/مارس 1991 "ربط ثقافة جهاد حزب الله بالتمهيد للإمام المنتظر (عج)، لذلك تم اختيار اسم المجلة "بقية الله"، ليبقى ذلك من أهدافنا بالإضافة إلى التمهيد لإحياء الإسلام المحمدي الأصيل والتمهيد لظهور الإمام المهدي (عج)، والتماشي مع مضامين نمط الحياة الإسلامية".

"بقية الله".. منبر إسلامي وثقافي مقاوم

محطات 

وتعرض عبد الله في مقابلة مع "العهد" لـ "هوية المجلة في السنوات العشر الاولى، يومها نُشرت بوجه جهادي محض، تناولت قصص المجاهدين في الجبهة، فضلًا عن تركيزها على الجهاد كنوع من أنواع السلوك إلى الله"، وتضيف: "في محطتها الثانية أصبحت المجلة دينية إسلامية بمعنى أوسع (تناولت أحكاما فقهية وأخلاقية وقرآنية) مع الحفاظ على الجانب الجهادي الذي يروي ملاحم الجهاد وقصص المجاهدين"، وتقول إن "المحطة الثالثة بدأت منذ 15 عاما وإلى الآن، حيث أخذت المجلة منحى مختلفًا، تطرقت خلاله لاحتياجات المجتمع أكثر وتحدثت عنها بطريقة جريئة وواضحة ومباشرة، مع الحفاظ على الأبواب الدينية والجهادية".

وتشير عبد الله أيضًا إلى أن "المجلة منذ 8 سنوات تعيد تذكير القراء بخطابات القادة الشهداء من خلال بابها شبه الثابت الذي يدعى "منبر القادة"".

وفي هذا السياق، توضح أن المجلة تحاول قدر المستطاع مواكبة المواضيع الدينية والثقافية والجهادية والاجتماعية المستجدة، وتقتبس من المناسبات الدينية ما يغذي الجانب الجهادي. وتستشهد عبد الله بـ"العدد الذي يحيي الذكرى الثانية لاستشهاد قائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني، إذ انطلقت المجلة حينها من قول لطالما ردده الشهيد وهو "يقينا كله خير" لتتعمّق عن أبعاد هذا القول الدينية والاجتماعية والثقافية وكيف يمكن أن يكون هذا القول نهجًا نتبعه في حياتنا".

"بقية الله".. منبر إسلامي وثقافي مقاوم

بحسب عبد الله فإن ترخيص "بقية الله" هو "لمجلة اجتماعية ثقافية إسلامية، أي أنها لا تتناول مواضيع سياسية ولا يمكنها طرح مواضيع السياسة الداخلية، لكن ما نطرحه هو النظرة الدينية للمفاهيم الدينية والثقافية، فمثلا موضوع التطبيع مع العدو الإسرائيلي كان له حيز هام في أكثر من عدد، باعتباره موضوعًا ليس سياسيًا فحسب، بل ثقافي جهادي يفرض على المكلف واجبات أن يدرك ويعرف ظروف مجتمعه وبلده".

ذكريات

تستذكر عبد الله مع "العهد" حادثة شرّفت المجلة وأعلت من مكانتها، ففي العام 1999 تسلم رئيس التحرير في ذلك الوقت السيد عباس نور الدين نسخة للمجلة فيها علامات رصاص ودماء وكأن حاملها تعرض لإطلاق نار وهو يحملها، وكان هذا العدد قد وجد في جيب الشهيد أشرف خير الدين الذي استشهد في 9-9-1999"".

"بقية الله".. منبر إسلامي وثقافي مقاوم

تطورها وانتشارها 

اعتمدت مجلّة "بقيّة الله" منذ انطلاقتها في مقالاتها المنشورة أسلوبًا سهلًا وبسيطًا وجذابًا بعيدًا عن التكرار. في هذا الاطار، تلفت عبد الله الى أن "فريقنا متنوع لناحية التوجهات الفكرية، بالإضافة إلى أن الكثير من القراء يقدمون بشكل دوري اقتراحاتهم لمواضيع جديدة، وهذا ما يغذي المجلة أكثر بما هو هام"، مشيرة الى "الانفتاح على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما جعل جمهور المجلة أكبر وأوسع". أمّا حول متوسط متابعة بعض المواضيع على موقع المجلة الالكتروني فيتفاوت بين 7000 و20 ألفا، ما يؤكد أن المجلة تواكب احتياجات الناس".

وحول الصعوبات التي مرت بها المجلة، تقول عبد الله إن "المجلة واكبت كل فترات نمو حزب الله من أفراحه وأتراحه، وكانت في السابق الإمكانات المادية لإدارة المجلة متواضعة جدا والفريق العامل كان يضم عدد صغيرا من المبادرين وليس المتفرغين لهذا العمل، لكننا بفضل الله وببركة صاحب العصر والزمان(عج) أصبحنا الآن على ما نحن عليه من قدرة".

أعداد جاهزة للحرب

لم تتوقف مجلة "بقيّة الله" عن الصدور في أحلك الظروف، فعلى الرغم من أنها خسرت أرشيفها في عدوان تموز/ يوليو 2006 بسبب الاعتداءات الاسرائيلية إلا أن عددها صدر في شهري تموز/ يوليو وآب/ أغسطس. وتوضح عبد الله في هذا السياق "سبق وأعددنا أعدادًا محددة لحالات الطوارئ، فلدينا عددان جاهزان يتناولان خطة الحرب وثقافة الصمود والصبر ومشاكل وارشادات النزوح، فيما نعمل على إعداد العدد الثالث".

وتختم عبد الله بالقول إن مجلة "بقية الله" حاملة دائما لفكر ونهج حزب الله الإسلامي الجهادي والثقافي، وستبقى الصوت الذي يصدح إعلاء ودعما لهذا الحزب ولو بلغ عمره 100 عام وأكثر".

الأربعون ربيعاً

إقرأ المزيد في: الأربعون ربيعاً

خبر عاجل