نقاط على الحروف
26/07/2022
إطلالة السيد الهادئة
ايهاب زكي
حين يتصور السيد نصر الله، ويرسم مشهداً لنهاية الكيان، ويتخيل كيف يتداعى المستوطنون على المطارات والموانئ والمعابر، يحملون أغراضهم ويتدافعون هروباً ونجاةً بالنفس، فالسيد ليس شاعراً وليس روائياً، يبتدع المشاهد من خيالٍ محض، ثم يحولها إلى أبياتٍ أو أحداث، بل قائد ومسؤول، ويمتلك رؤية استراتيجية ثاقبة، وينطلق من وقائع ومعلومات عن قدراته، كما عن إمكانيات العدو، وهذا يعني أنّ هذا المشهد وتحقيقه هو جزء من مسؤوليات القائد، والعمل جارٍ ليل نهار دون انقطاع، ليمسي واقعاً حقيقياً نعيشه كما عشنا مشاهد تحرير جنوب لبنان.
ما يفعله السيد نصر الله بالكيان المؤقت مع كل إطلالة، كالمطرقة التي تهوي على سطحٍ يتهاوى، رغم أنّها إطلالات هادئة، خصوصاً إطلالته هذه عبر شاشة "الميادين"، فالكيان المؤقت يعرف أن كلام السيد يوازي بقوته الصواريخ الدقيقة في البر والبحر، وأنّ حلول الأرض انتهت مع هذا الرجل، رغم التواضع الجمّ الذي يتحدث به عن قدرات المقاومة، وعلى سبيل المثال ما قاله عن قدرات المقاومة البحرية "لسنا قوة بحرية، ولكن باستطاعتنا ضرب كل أهداف العدو البحرية"، أيّ أنّه أينما اختبأ العدو سنجده، وقال أيضاً "لسنا قوة إقليمية، لكننا ذو أثرٍ إقليمي"، أيّ أينما ولّى الكيان وجهه سيلقانا.
لم تكن إيران أو سوريا على علمٍ مسبق بتهديدات حزب الله للعدو حول كاريش، ولست أكثر تصديقاً لهذا القول من خصوم حزب الله المحليين، فهم يوقنون أنّ قرارات حزب الله تنبع من مصلحةٍ لبنانية صرفة، وهم يوقنون لأنّهم تعاملوا مع الحزب عن قربٍ شديد، لكن ارتزاقهم يتطلب تكذيب أنفسهم، ومصالحهم الشخصية التي تتقاطع مع مصالح الكيان المؤقت، تتعارض قطعاً مع مصالح لبنان شعباً ودولة، لذلك لا يجدون سوى السخافات كما سماها السيد، ليشهروها في وجه حزب الله.
قد أراح السيد حسن نصر الله أصحاب السخافات في لبنان، وقال لهم إنّ قرار السلم والحرب في يد الكيان المؤقت، فإنّ أراد سرقة ثروات لبنان، فقد اختار الحرب، وإن سلَّمَ بحقوق لبنان فقد رضخ للسلم، ولكن الحقيقة أننا نعرف جميعاً، أنّ هؤلاء يريدون من الحزب استسلاماً غير مشروط، فليسرق العدو لبنان وليسطُ على ثرواته، وما على الحزب سوى أن يفعل مثلهم، فيصدر بياناً تنديداً واستنكاراً، ثم ينتهي الأمر ويتلهى اللبنانيون في شاغلٍ أكثر أهمية، قد يكون موقف فنان مثلاً من دولةٍ ما، أو مدى تأثير تسريحة شعر فنانةٍ ما، على الصراع العربي-"الإسرائيلي".
قال السيد حسن نصر الله إنّه يرى زوال الكيان المؤقت قريباً جداً، وهذا على النقيض تماماً مما يراه المطبعون "المتأسرلون"، الذين يحاولون الوقوف كحائط صدّ، بين قوى المقاومة وبين جدران الكيان، ولا يدرون أنّهم أوهن من جدران الكيان، وأنّ استبسالهم في الدفاع عنها، ليس سوى احتكار للعار.
قضي الأمر الذي فيه تستفتيان، فقد وضع حزب الله نفسه في موقعٍ لا يمكن التراجع عنه، وقد وضع الكيان أمام مهمةٍ وحيدة، هي العمل على تجنب الصدام بشكلٍ جدّي، بعيداً عن السخافات، عبر التجييش الطائفي والمذهبي، أو العبث على مواقع التواصل، وأنّ السبيل الوحيد للوصول لتجنب الصدام، هو أن تتحقق المصلحة اللبنانية بالبدء بالتنقيب والحفر والاستخراج، وكل ما عدا ذلك هو هراء "إسرائيلي" لن يستخرج إلّا هراء البقاء.
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
11/08/2022
"فراشة الضاحية"
09/08/2022
صلاةُ يوم العاشر..
07/08/2022
أثر الاغتيالات في الحروب الصهيونية
التغطية الإخبارية
المرابطون: تكريس حق العودة لكل الفلسطينيين من أرض الشتات
الوكالة الدولية للطاقة الذرية: الأوضاع في محطة زابوروجيا النووية تتدهور بسرعة والتفجيرات أثرت على وحدات حيوية
غزّة: زوارق الاحتلال تفتح نيران أسلحتها الرشاشة في عرض بحر رفح
إعلام العدو: 5 قتلى وأكثر من 20 إصابة وعدد من العالقين في صفوف المستوطنين جراء حادث السير غرب القدس
إعلام العدو: إصطدام حافلة تابعة لشركة إيغد الصهيونية بعدد من المارة على رصيف في شارع شمغار بالقدس وهناك عدد من القتلى والإصابات بعضهم خطيرة جداً
مقالات مرتبطة

حزب الله شيّع والدة الاستشهادي أحمد قصير بمأتم مهيب

لقاءٌ بين المعاون السياسي للسيد نصر الله وجنبلاط بناءً لطلب الأخير

بالصور.. إحياء عاشورائي حاشد في منطقة جبل عامل الثانية

السيد نصر الله: يجب أن نكون جاهزين ومستعدين لكل الاحتمالات.. وسنردّ على أي اعتداء على أي إنسان في لبنان

جنبلاط: حياد لبنان هرطقة سياسية والقرارات الدولية ضيعت فلسطين

الوفاء للمقاومة: نراهن على المقاومة لتكريس حقوق لبنان والوقت ليس مفتوحًا أمام الصهاينة

ملامح المبارزة الاستراتيجية بين المقاومة والعدو

حماس:العدوان على غزة جريمة صهيونية لن تكسر إرادة شعبنا وصلابة مقاومته

هنية والنخالة يؤكدان فشل استراتيجية العدو في كسر إرادة الشعب الفلسطيني

العراق "يصفع" التطبيع الرياضي وينسحب من بطولة رومانيا

قرار بهدم مدرسة في إطار حرب الاحتلال على الهوية الفلسطينية

الأسير عواودة بين الحياة والموت
