يوميات عدوان نيسان 1996

آراء وتحليلات

مملكة التعذيب غير صالحة للديمقراطية
27/06/2022

مملكة التعذيب غير صالحة للديمقراطية

لطيفة الحسيني

كما تستمرّ الأنظمة المستبدّة في طُغيانها يستمرّ أنصار حقوق الإنسان في رفع الصوت. اليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب قد يكون المناسبة الأفضل لتسليط الضوء على انتهاكات السلطات في البحرين بحقّ مئات المعتقلين والسجناء.

الإصلاح المُتعذّر في المملكة الخليجية لا يبدو أنه سيصل الى خاتمة سعيدة أو على الأقل مُرضية. على الرغم من محاولة إثبات النيّة للرأي العام الغربي فقط، إلّا أن السُّمعة السيّئة لنظام آل خليفة تُعرّي ادعاءاته الفارغة. السجون المُغلقة والمفتوحة وحدها تفضح كلّ الكذب الذي تتّبعه السلطات.

اليوم، أكثر من 2000 سجين سياسي في البحرين بتهمٍ مُعلّبة. عام 1998، انضمّ البلد الصغير الى اتفاقية مناهضة التعذيب. التوقيع على المعاهدة لا يعدو كونه حبرًا على ورق. المُثير للسخرية أكثر انضمام المنامة عام 2006 الى المعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية الذي تنصّ مادته السابعة على عدم جواز إخضاع أحد للتعذيب أو المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المُهينة.

من يُتابع ويُواكب ويطّلع على تفاصيل الأزمة السياسية في البحرين، يتلمّس "عقم" الحلّ. كيف يستوي من يتحدّث عن إمكانية إيجاد مخرج ما مع الأسلوب العسكري في التعاطي مع الشعب: قمع وتوقيف وسجن وتعذيب وإهمال حتى الموت؟. الجهة التي تُحاكم وتُنكّل بالسجناء تُنشئ مؤسّسة ترفع شعار حقوق الإنسان. عقد مرّ على ثورة 11 شباط/فبراير، على الرغم من كلّ الفضائح وتأكيدات وقوع عشرات حالات التصفية المقصودة داخل الزنزانات وغرف الاحتجاز وبالأخصّ في سجن جو، لا شيء يتغيّر في المشهد.
 
بحسب منظمة "سلام" للديمقراطية وحقوق الانسان، زادت حكومة البحرين على مدى الـسنوات العشر الماضیة، قـمعھا لـلحقوق والحریات، بما فـي ذلـك ممارسة الـتعذیـب.

ترصد المنظمة أساليب التعذيب وتقنياته وأشكال المعاملة السیئة المسـتخدمة أثـناء الاسـتجواب كالآتي:

الضرب المتكرر والتحرش، والإھانات، والازدراء الـدیني والمذھبي، وتـعصیب الـعینین، والحـرمـان مـن الـنوم، والحـرمـان مـن الـماء، والإھـمال الـطبي، والصدمات الكھربائیة، والتھدیـدات المختلفة (بالـسجن والـتعذیـب، إیـذاء عـائـلة الـضحیة). الإجبار على الوقوف طويلًا، الإجبار على الزحف والرقص وأداء ھتافات تدعم العائـلة الملكیة، والبقاء في غرفة شدیدة البرودة بملابس مُبلّلة، التقييد في غرفة ملیئة بالحشرات.

كلّ هذا مُوثّق لكن دون جدوى. النظام لا يزال مصرًّا على عدم الإنصات للمطالب المحقّة وعدم محاسبة المُرتكبين. منظمة "سلام" تؤكد أن غـیاب الـمساءلـة داخـل الـنظام الأمـني البحـریـني أدى إلـى ثـقافـة الإفلات مـن العقاب، حـیث لا یـملك مـسؤولـو الأمـن سـوى الـقلیل مـن الـردع لـتجنب إسـاءة مـعامـلة الـسجناء أو اتـخاذ إجـراءات لـمنع سـوء الـمعامـلة مـن الـمسؤولـین الآخـریـن.

يمكن تتويج البحرين اليوم بلقب الدولة الخليجية الأولى على مستوى القمع، سجنًا وتعذيبًا. محاولات تجميل الصورة فاشلة تمامًا ومناورات الإصلاح الزائف عبر تشكيل حكومة لن تُحقّق شيئًا مع استمرار النهج نفسه، باتت مكشوفة. لا إصلاح بلا محاسبة لكلّ من نكّل وقتل أبرياء باسم السياسة والاختلاف.

إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات