موقع طوفان الأقصى

لبنان

ساعات حاسمة قبل التكليف غدًا: انتظار موقف "القوات" و"الجوّ السنّي" غير داعم لسلام
22/06/2022

ساعات حاسمة قبل التكليف غدًا: انتظار موقف "القوات" و"الجوّ السنّي" غير داعم لسلام

ركزت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم على الاستشارات النيابية الملزمة يوم غد الخميس في قصر بعبدا لحسم الترشيحات والخيارات إزاء الاستحقاق الحكومي، وسط ارتفاع "حاصل" الأصوات المؤيدة لتسمية السفير نواف سلام كمرشح منافس للرئيس نجيب ميقاتي، بعد إعلان كتلتي "اللقاء الديمقراطي" و"الكتائب اللبنانية" تبنيهما لتسميته وتكليفه تشكيل الحكومة العتيدة. غير أنّ دائرة تبني هذا الخيار لا يبدو أنها ستكتمل خلال الساعات المقبلة على ضفة الأحزاب والكتل المعارضة، لا سيما في ظل ما استُشفّ من معلومات عن "جوّ سنّي" غير داعم لتسمية سلام، فضلاً عن عدم وجود حماسة "قواتية" للسير بترشيحه.

"الأخبار": صراع صامت بين باريس والرياض رفضاً للانفتاح الفرنسي على حزب الله | حصار سعودي لميقاتي: لا حكومة

بداية مع صحيفة "الأخبار" التي رأت أنه إذا سارَت الأمور كما يجري التحضير لها بين الكتل السياسية، فإن خميس الاستشارات النيابية المُلزمة سيشهَد «على الأرجح» تكليفاً لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، الذي لا يزال يتقدّم على بقية المرشّحين (المُعلنين وغير المُعلنين) ببضعة أصوات. مع ذلِك، يبقى الملف الحكومي مفتوحاً على تطورات جديدة ومحتملة، بسبب «الصراع الصامت» بين الرياض وباريس، وهو ما عكسه التشويش السعودي على ميقاتي، مرشح باريس، عبر استباق السفير السعودي في بيروت وليد البخاري الاستشارات الرسمية بأخرى جانبية مع عدد من النواب، وممارسته ضغوطاً على قوى سياسية، أدّت إلى مواقف ظهّرت حجم التدخل السعودي، كما في بيان كتلة «اللقاء الديموقراطي» (اجتمعت أمس بحضور رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط) الذي سمّت فيه «السفير نواف سلام لتشكيل الحكومة»، علماً بأن إشارة الكتلة إلى أنها لن تشارك في الحكومة شكّل دلالة على أن الجميع باتَ يُدرك صعوبة تأليف الحكومة، أياً يكن اسم الرئيس المكلف. مصادر سياسية مطّلعة عبّرت عن اعتقادها بأن «لا كلمة نهائية للسعوديين في اسم السفير سلام حتى الآن، وكل ما يجري في إطار الجوجلة لمعرفة حجم المؤيدين والمعارضين له». ولذلك «أرجأ حزب القوات موقفه حتى وصول كلمة السر في اللحظة الأخيرة»، علماً بأن أوساط معراب تحدّثت عن «انقسام بشأن التسمية. ففيما تفضل النائبة ستريدا جعجع تسمية ميقاتي، يميل النائب جورج عدوان إلى عدم التسمية، فيما الجو الغالب هو عدم دعم السفير سلام». وقالت المصادر نفسها إن «باطِن الحركة السعودية يرتبِط بالموقف السعودي من العلاقة بين الفرنسيين وحزب الله، وأن الرياض ترى أن هناك توافقاً بينهما على الملف الحكومي نجمت عنه تسمية ميقاتي»، مشيرة إلى أن «ما يحاول أن يفعله البخاري هو تسجيل رسالة اعتراض من لبنان على الانفتاح الفرنسي تجاه الحزب». وتضيف المصادر إن «إصرار نواب سنّة (١٦ نائباً) على تسمية ميقاتي يؤكد أن الرياض لم تخُض معركة جدية حتى الآن ضد رئيس الحكومة».

وفي السياق، أشارت مصادر معنية بالاتصالات الى أن الفرز الذي أحدثته أزمة التكليف أظهر أكثر من محور. الأول مع تسمية ميقاتي ويضم حزب الله وحركة أمل وبعض النواب، ومحور التيار الوطني الحر الذي لم يحسم قراره بعد، في ظل تداول معلومات عن إمكانية ترشيحه سلام، ومحور «الاشتراكي» و«الكتائب» ونواب «التغيير» الذين يدعمون تسمية السفير السابق، علماً بأن «التغييريين» لم يتفقوا بعد على التسمية بسبب الخلافات في ما بينهم مع تفضيلهم سلام على أي اسم آخر. وفي هذا الإطار، تقول مصادرهم إن «الاجتماعات شبه اليومية لم تذلّل الخلافات بينهم، وإن كل المعطيات تشير حتى الساعة إلى صعوبة الخروج بموقفٍ موحّد - كما كانت الرغبة - قبل الاستشارات النيابية الخميس المقبل». وبحسب المعلومات، فقد تبادل النواب الـ 13 طرح أسماء مرشحيهم لرئاسة الحكومة في المرحلة المقبلة، ومع أن معظمها بعيدة عن «التغيير» إلا في الشكل والاسم. بقي طرح النائبة بولا يعقوبيان الأكثر نفوراً بعرضها اسم صالح المشنوق نجل الوزير السابق نهاد المشنوق، ما رأى فيه زملاء لها «مراهقة سياسية واستخفافاً بعقول من صوّتوا في صناديق الاقتراع تحت شعار التغيير». في بورصة الأسماء بين «التغييريين»، تقدّمت حظوظ سلام مع تبنّي النواب: وضاح الصادق ومارك ضو ونجاة صليبا ورامي فنج وياسين ياسين اسمه، وعدم معارضة ملحم خلف وسينتيا زرازير وبولا يعقوبيان بعد سقوط طرحها. في المقابل، لم يحسم كل من النواب: ميشال الدويهي وحليمة القعقور وإبراهيم منيمنة وفراس حمدان وإلياس جرادة خيارهم.

وهؤلاء ترجّح المصادر أنّ «من الصعب في المستقبل القريب الاستمرار في تكتلٍ يجمعهم والفريق الأوّل، بسبب اختلاف بين الفريقين على الخيارات الاقتصادية، وبالدرجة الثانية على التوجهات السياسية وارتباطات البعض مع القوى السياسية التقليدية المسماة سيادية». وتؤكد المصادر أن سلام اجتمع بالنواب الـ 13 مرتين وخاض معهم 7 ساعات من النقاش حول شكل الحكومة والمشروع وإمكانية التأليف، ووعدهم بحكومة تكنوقراط تتألف من مستقلّين لا تسمّيهم الأحزاب. يصف متابعون أن سلام تعاطى مع النواب الـ 13 كأنّه «عرّابهم»، مع الإشارة إلى مساعٍ بذلها لجمعهم في تكتلٍ واحد باءت بالفشل حتى الساعة. ولفتت الى أن مؤيديه من بينهم يرون فيه «رافعة للحالة التحرّرية الكبيرة». وأشارت المصادر الى «مساعٍ بذلها أحد نواب التغيير مع النائب تيمور جنبلاط بهدف إعلان الحزب التقدمي تأييده لسلام في وقتٍ مبكر أمس قبل اجتماع النواب الـ 13 مساءً بهدف الضغط عليهم للخروج بموقف موحّد يتبنّى التسمية نفسها». كما تضع المصادر «إعلان الصادق وصليبا وضوّ تأييدهم لسلام من خارج أي توافق بين النواب في إطار الضغط على الآخرين الذين لم يحسموا خيارهم حتى اليوم وما زالوا يناقشون المعايير والبرنامج».

"البناء": فرنسا للسعوديّة: الإصرار على سلام عبثيّ وتعزيز الانقسام دون فرص للتأليف… وقد ينسحب ميقاتي

بدورها صحيفة "البناء" اعتبرت أن خلط الأوراق ما زال يتواصل حول تسمية رئيس مكلف بتشكيل الحكومة مرشح للاستمرار حتى صبيحة يوم غد الخميس، حيث يمكن أن تقع مفاجأة من حجم إبلاغ الرئيس نجيب ميقاتي للكتل التي تدعم ترشيحه انسحابه من معركة التسمية، التي لا يريدها معركة مع السعودية، بعدما تناهى إليه كلام السفير السعودي عن وصفه بأنه ليس المرشح المناسب للمرحلة، ووفقاً لمصادر نيابية سينتظر ميقاتي لحين معرفة الموقف النهائيّ لكتلة القوات اللبنانيّة الذي سيصدر اليوم، فإن كان القرار بمشاركتها بتسمية السفير السابق نواف سلام، فهذا يعني أن هناك قرار معركة متخذ في الرياض لتبني ترشيح سلام، لا يريد ميقاتي تحويله إلى قرار بإقصائه، وإذا قرّر ميقاتي الانسحاب فقد ينضمّ جزء من الذين قرّروا التصويت له الى تسمية سلام، وأغلبهم من نواب طائفته الذين سيعودون لتغليب الحرص على مراعاة المناخ السعوديّ. وتقول المصادر النيابية إنه في هذه الحالة سيكون على ثنائي حركة أمل وحزب الله وحلفائهما في قوى الثامن من آذار السعي لمرشح بديل أقرب لمرشح مواجهة، يمكن التفاهم عليه مع التيار الوطني الحر، وهذا ما يبقي اسم الرئيس حسان دياب رغم كل التحفظات التي يُبديها التيار وأمل حول طرحه، مطروحاً في التداول، باعتباره البديل الذي يمكن أن يناسب العبور في الشهور المتبقية من عهد الرئيس ميشال عون من موقع المعرفة بالملفات المطروحة، والقدرة على التعامل مع الكتل النيابيّة التي سبق وعمل معها خلال ولاية حكومته.

على المستوى الدولي والإقليمي، تقول المصادر النيابية المواكبة لاستحقاق التسمية، إن التجاذب الفرنسي السعودي حول لبنان ليس بعيداً عن مشهد التسمية، فالرئيس ميقاتي المدعوم من فرنسا يمثل مقاربة غير عدائيّة تجاه التعاون مع حزب الله تنسجم مع المقاربة الفرنسية، بخلاف المقاربة السعودية التي تنظر للتسمية وما قبلها للانتخابات واستحقاقات انتخابات رئيس ونائب رئيس وهيئة مكتب المجلس بعين السعي لتحقيق انتصار على حزب الله، والخيارات التي يدعمها، ومنها خيار تسمية الرئيس ميقاتي. وتضيف المصادر أن مسعى فرنسياً لإقناع السعودية بتأجيل البحث بكيفية مقاربة الوضع اللبناني لمناقشة الاستحقاق الرئاسيّ وما بعده، تضمن لفت النظر إلى أن الإصرار على تسمية سلام عبثي لأن عمر الحكومة المفترض أقل من الوقت الطبيعي لتشكيل الحكومات في لبنان، فكيف سيشكل سلام حكومة، في ظل أزمة مع كل نواب الطائفة الشيعيّة؟ وهل سيكون سهلاً أن يحصل على توقيع رئيس الجمهورية على تشكيلة حكوميّة قبل نهاية العهد، وفوز سلام وفق الأرقام مشروط بنيله تسمية القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، ولكل منهما شروط تنفي شروط الآخر، فكيف سيجمع بينها، وهل يبقى معنى للفوز بتسمية سلام إذا كان الفوز بالتسمية مشروطاً بمشاركة التيار الوطني الحر، وما جدوى الفوز بالتسمية دون القدرة على تشكيل حكومة، تنتهي مفاعيله الدستورية بنهاية العهد، فيما تبقى حكومة الرئيس ميقاتي تصرف الأعمال، وربما ترث صلاحيات رئيس الجمهورية بعد نهاية عهده، وبخلاصة هذا التقديم دعت فرنسا السعودية الى صرف النظر عن هذا الإصرار، الذي لا يبدو الا كمحاولة يائسة للبحث عن نصر شكلي للانتقام من نتائج جلسة انتخاب رئيس المجلس ونائبه وهيئة مكتب المجلس النيابي، وهذا لا يليق بالسعودية.

السفير السعودي وليد البخاري، جهد أمس، لتأكيد عدم خوضه معركة تسمية سلام، لكن العبرة تبقى برؤية كيفية تصويت القوات، كما تقول المصادر النيابية، فإذا بقيت القوات على قرار التصويت بورقة بيضاء، أي الامتناع عن التسمية، فهذا يعني أن ما يقوله السفير البخاري صحيح، وإن ذهبت القوات للمشاركة بتسمية سلام فهذا يفسر موقف الحزب التقدمي الاشتراكي بالتراجع عن وعد النائب السابق وليد جنبلاط بالسير في تسمية ميقاتي، دون أن يستطيع إقناع أحد بأن التراجع جاء بفعل توجه نجله تيمور وعدد من النواب؛ فيما أشارت مصادر نيابية الى تنسيق بين النائبين تيمور جنبلاط ومارك ضو، متسائلة عما إذا كان الأمر يفسّر تجيير اصوات الحزب الاشتراكي لصالح ضو في عاليه لتسليمه مقعد النائب طلال ارسلان؟

على ضفة ثنائي حزب الله وحركة أمل يتمّ التحرك على جبهتين، الأولى هي جبهة ميقاتي الذي لا يمثل مرشحاً مثالياً للثنائي إلا من زاوية احترام معايير التوافق الوطني، والثنائي يريد التحقق من درجة مضي ميقاتي بالترشيح، والجبهة الثانية هي التيار الوطني الحر لإقناعه بمقاربة  الموقف من زاوية المؤشرات التي يحملها فشل حلفاء حزب الله في التوافق، على المستوى الإقليمي، وخطورة استسهال التشارك في تصويت عبثيّ كيديّ لنواف سلام. وتقول مصادر الثنائي إنه حتى صبيحة الخميس تبقى كل الاحتمالات واردة، فاستمرار ميقاتي مشروط بفوزه، أي عدم تصويت التيار او القوات له، فكيف بتصويتهما معاً، وما دام ميقاتي مرشحاً فسيبقى حائزاً على دعم الثنائي، وفي حال العكس قد يكون طلب تأجيل الاستشارات النيابية لعدة أيام لبلورة ترشيح بديل مشروعاً، خصوصاً أن انسحاب ميقاتي سيكون حدوذه صبيحة يوم الاستشارات.

"النهار": تلويح بتلغيم الاستشارات بـ"مرشح مواجهة"

أما صحيفة "النهار"، كشفت عن تطورات اكتسب بعضها طابعاً غير محسوب برزت عشية خميس الاستشارات النيابية الملزمة غدًا في قصر بعبدا، زادت مشهد الاستعدادات النيابية لحسم المواقف من تكليف رئيس الحكومة العتيدة تزداد حماوة خصوصًا مع بدء اتضاح معادلة هي اقرب الى معركة سياسية بات يتوقف عليها تقرير من سيكلف تأليف الحكومة الأخيرة في عهد الرئيس ميشال عون. هذه المعادلة لم تبدأ بالاتضاح الا في الساعات الأخيرة بحيث راحت من جهة اسهم تزكية السفير السابق والعضو الحالي في محكمة العدل الدولية نواف سلام ترتفع بشكل ملحوظ مع تبني كل من الكتلتين الاشتراكية والكتائبية والنواب التغييريين الـ13 لترشيحه، وسط انتظار الكلمة الفاصلة لكتلة "القوات اللبنانية" اليوم التي من شأنها ان ترجح كفة اصطفاف عريض لمجمل القوى المعارضة وراء ترشيح سلام او بروز تطور اخر. ومن جهة أخرى، بدت تزكية إعادة تكليف الرئيس نجيب ميقاتي امام تطور جديد لمصلحته تمثل في تجمع اكثر من 13 نائبا سنيا معظمهم محسوب على المناخ الحريري وراء تسميته بما ابقى حظوظه متقدمة. هذه المعادلة التي كادت ترسخ ما أوردته "النهار" امس من امكان حصر الخيارات النيابية بين ميقاتي ونواف سلام، لم تكتسب الطابع الثابت لسببين: أولهما أولا التحسب لطرح أسماء مفاجئة أخرى في الساعات المقبلة بقصد الضغط لتسوية ما تسبق الاستشارات، وثانيهما المعطيات التي تحمل تلويحا من جانب فريق 8 اذار بإمكان تلغيم الاستشارات بـ"مرشح مواجهة" ثالث في حال استشعر هذا الفريق ان القوى السيادية والتغييريين ماضون نحو تزكية نواف سلام لترسيخ الأكثرية المنتخبة وكسر تحكم 8 بالأكثرية. ومع ذلك فان المعطيات التي برزت اشارت الى عدم اكتمال عقد المعارضين وراء ترشيح سلام وسط ترجيح عدم تبني "القوات اللبنانية" لهذا الترشيح وفي حال قررت "القوات" عدم تسمية أي مرشح فان تكليف ميقاتي سيمر بأكثرية هشة.

واللافت في هذا السياق، ان ثمة معطيات افادت ان قوى معارضة بلغتها مؤشرات مؤكّدة من أن فريق 8 آذار لن يختار تزكية الرئيس ميقاتي إذا تبين له أن السياديين سيتوحّدون حول مرشح واحد آخر، ولا يستمرّ ميقاتي في السباق الرئاسي كمرشح مسمّى من الكتل، والحال هذه. وعندها يتكتّل "الثنائي الشيعي" و"التيار الوطني الحرّ" نحو اختيار مرشّح مواجهة واحد. واستوقفت مراقبون من الأوساط السياسية المختلفة في هذا السياق الزيارة التي قام بها رئيس الحكومة الأسبق حسان دياب إلى عين التينة في الأيام الماضية، والتي لم تكن محض صدفة، لجهة أن التجربة قد تستعاد مع إسم مشابه له إذا لم يكن من خلاله شخصياً. وهنا، دارت علامات استفهام في مجالس سياسية حول الظروف التي أدّت بوزير الاقتصاد أمين سلام إلى طرح نفسه مرشحاً لرئاسة الحكومة في التوقيت الحالي.

مواقف الكتل
وفي أي حال فان "الخروج من الغموض" بدأ وبشكل مرشح للاتساع في الساعات المقبلة من خلال اجتماعات الكتل الكبيرة التي دشنها اجتماع كتلة "اللقاء الديموقراطي" عصر امس في كليمنصو بحضور رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط ورئيس الكتلة النائب تيمور جنبلاط . حيث جرى عرض مختلف الملفات الراهنة وفي مقدمها الاستشارات النيابية الملزمة، وأفاد بيان عن الاجتماع انه "كان نقاش في نتائج الاتصالات الجارية على هذا المستوى بما يؤكد ضرورة إتمام هذا الاستحقاق الدستوري لتشكيل حكومة إنتاج وإصلاح قادرة على معالجة مختلف الأزمات بأسرع وقت. وأعلنت الكتلة انها سوف تسمّي السفير السابق نواف سلام لتكليفه تشكيل الحكومة، مع تأكيدها خيار عدم المشاركة بالحكومة العتيدة مع الحرص الكامل على القناعة بأن يتم التأليف دون أي إبطاء أو تعطيل للتفرغ للمهمات الصعبة الملقاة على عاتقها."

وسط ترجيح كفة تسمية النواب التغييريين الـ13 ترشيح نواف سلام، يحدد تكتل "الجمهورية القوية" خياره في اجتماع يعقده عند الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم في معراب. اما الكتائب، فدعت "إلى الالتفاف حول تسمية السفير نواف سلام لرئاسة الحكومة المقبلة انسجاما مع الضرورة الملحّة لإيصال شخصية مستقلة قادرة على إخراج لبنان من عزلته العربية والدولية وإنقاذه من النهج المدمر السائد". وكرّر الحزب "مناشدة كل الكتل النيابية التي تنادي بالتغيير الذهاب إلى الاستشارات موحّدة الرأي، فالبلد أمام محطة خطيرة لا تحتمل تضييع الفرص، ونتائج يوم الاستشارات ستحمل تداعيات مصيرية تحدّد مستقبل البلد، فإما أن تكون للبنان حكومة متحرّرة من المصالح الشخصية ومن هيمنة حزب الله وقادرة على اتخاذ الإجراءات الفورية للجم التدهور وإلا سيبقى القديم على قدمه وسندخل في فوضى غير محسوبة النتائج".

من جانبه، اعلن النائب اشرف ريفي "انني لن أسمي ميقاتي لرئاسة الحكومة لأنه من المنظومة الحالية ولا نواف سلام لانه عاش فترة زمنية خارج البلاد وخيارنا أشرس وأمتن في المواجهة لكننا لم نحسم خيارنا حول الإسم". واعلن النائب نبيل بدر انه سيسمي الرئيس نجيب ميقاتي في الاستشارات النيابية الملزمة الى جانب 13 نائبًا .

حركة بخاري
وفيما العين على اجتماعات الكتل الكبرى التي تحدد مواقفها خلال الساعات المقبلة، بقيت حركة السفير السعودي وليد البخاري تستقطب الاهتمامات وهو زار امس عين التينة والتقى رئيس مجلس النواب نبيه بري وغادر من دون تصريح وذكرت هذه الحركة بحركة السفير البخاري عشية الانتخابات النيابية التي افضت نتيجتها الى تأمين رفع مشاركة سنية في الاستحقاق ولو بنسبة معينة آنذاك .

يشار الى ان موقفا سعوديا ـ مصريا صدر امس شدد على "أهمية مواصلة جهود الحفاظ على عروبة لبنان وأمنه واستقراره، كما دعم الإصلاحات في لبنان لتجاوز أزمته وألا يكون منطلقاً لأي أعمال إرهابية".وجاء ذلك في البيان الختامي المشترك بعد زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الى القاهرة، ولقائه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

وأصدرت المديرية العامة لرئاسة الجمهورية ظهر امس، التوزيع النهائي لمواعيد الاستشارات النيابية الملزمة وذلك بعد تعديلات طفيفة أدخلت على الجدول الأول الذي كان وزع قبل أيام وبرز مجددا عدم انتظام النواب التغييريين في وفد واحد كما تردد سابقا اذ ابقيت المواعيد المحددة لهم منفصلة .

فرنسا
في سياق اخر واصل امس الممثل المقيم الجديد لصندوق النقد الدولي في بيروت فريديريكو ليما جولته إثر تعيينه في منصبه الجديد، وزار سفيرة فرنسا في لبنان آن غريو التي رحّبت "بتعيين ليما في هذا المنصب بعد عشر سنوات من شغوره، خصوصاً أن هذه الخطوة تؤكد التزام صندوق النقد الدولي تجاه لبنان والشعب اللبناني". وأكّدت أن "فرنسا، شأنها شأن المجتمع الدولي بأسره، ما زالت عازمة على مواكبة اللبنانيين في تنفيذ التدابير الطارئة والإصلاحات البنيويّة الضرورية للنهوض بالبلاد، كما تمّ التفاوض بشأنها في شهر نيسان الماضي". وذكّرت بأنّ "فرنسا ستواصل حشد كلّ طاقاتها من أجل الحرص على احترام الاستحقاقات التي نصّ الاتفاق عليها، أي قرارات الحكومة والمصرف المركزي حول إعادة هيكلة القطاع المصرفي وتوحيد أسعار الصرف، والتصويت في مجلس النواب على القوانين الأربعة التي جرى تحديدها بوصفها خطوات مسبقة (موازنة 2022 والكابيتال كونترول ورفع السريّة المصرفية وإعادة هيكلة القطاع المصرفي) ثم موافقة مجلس إدارة صندوق النقد الدولي على البرنامج، مما سيتيح إجراء الدفعات الأولى من القروض".

"اللواء": استشارات التسمية غداً: مفاجأة جنبلاطية تربك العهد والحلفاء!

أخيرًا مع صحيفة "اللواء" التي اشارت الى أنه وعلى بعد يوم واحد عن مواعيد الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية شخصية تكلف تأليف حكومة جديدة, بدا الموقف ضبابياً، وسط خلط اوراق واستنفار خارجي من وراء اكمة حدث التسمية غداً, بعد حسم الخيار بأن لا ارجاء لهذه الاستشارات, وليكن ما يكون على مستوى التكليف, ما دامت خيارات التأليف مسرحاً للعب والتلاعب وتبادل الضغوطات, واستخدام اشكال التكتيك على مستوياتها الهابطة والمشروعة.

والمفاجأة التي اربكت بعبدا والثنائي الشيعي تمثلت باعلان التكتل الذي يمثل الحزب التقدمي الاشتراكي (اللقاء الديمقراطي) عدم تسمية الرئيس نجيب ميقاتي وتسمية السفير السابق نواف سلام لرئاسة الحكومة, مما يثير مخاوف لدى بعبدا والتيار الوطني الحر من ان يكون الهدف الجنبلاطي يصب في اطار فتح الباب للحكومة الميقاتية المستقيلة لأن تتولى الحكم طوال الاشهر الاربعة, فضلاً عن ملء الفراغ الرئاسي, إذا لم ينتخب رئيس قبل 31 ت1 المقبل.

وتوقعت مصادر سياسية ان تتبلور مواقف الكتل والاحزاب والنواب المستقلين تدريجيا من تسمية رئيس الحكومة الجديدة, بحيث تظهر بوضوح لاي شخصية ستميل كفة تسمية الاكثرية النيابية, بعدما ظهر جليا ان المنافسة ستكون محصورة بين الرئيس نجيب ميقاتي والسفير السابق نواف سلام.
وقالت المصادر ان رصد مواقف القوى السياسية الاولي, مايزال يتطلب مزيدا من الترقب لمعرفة المواقف النهائية, ولاسيما القوات اللبنانية التي تبدو محرجة, بين تبني تسمية نواف سلام والسير وراء القوى التغييرية واللقاء الديمقراطي, أو الاتجاه إلى عدم تسمية اي شخصية والبقاء خارج الحكومة, في حين يميل التيار الوطني الحر الى تسمية شخصية غير معلن عنها حتى الان, بعدما فشل رئيسه النائب جبران باسيل بفرض شروطه المسبقة على الرئيس نجيب ميقاتي الذي ما يزال يتقدم على الاخرين, ولم ينجح باسيل, بفتح حوار مع قوى التغيير والتنسيق معهم حول تسمية رئيس الحكومة, بينما كشف النائب نبيل بدر عن اتجاه ثلاثة عشر نائبا من المستقلين لتأييد تسمية ميقاتي لرئاسة الحكومة.
 
من جهة ثانية، اعتبرت المصادر موقف رئيس الجمهورية ميشال عون الاخير, بابداء قرفه من الوضع الحالي, بأنه مؤشر لما وصل اليه العهد العوني من حالة مزرية لم يبلغها اي عهد من قبل, وعلقت على هذا الموقف بالقول: لقد بكّر رئيس الجمهورية ميشال عون باعلان قرفه من الاوضاع الحالية, وما يزال امامه اربعة اشهر لتنفيذ سلسلة وعوده الجوفاء, بعدما أمضى ما يقارب الست سنوات, بالتلهي بالمعارك الوهمية وتعطيل الحكومات عن سابق تصور وتصميم, حتى تحول شعار العهد, من الاصلاح والتغيير, الى شعار الفساد والتخريب بامتياز. 
واضافت المصادر ان اسباب قرف الرئيس عون الذي يبدو محبطا عديدة, واهمها, فشله الذريع في حجز كرسي الرئاسة الاولى لوريثه السياسي النائب جبران باسيل, بعدما سدت كل السبل امامه لضمان وصوله الى الرئاسة, بدءا من فشل كل المحاولات لحجز مساحة وزارية وازنه لباسيل وفريقه السياسي, في الحكومة الجديدة, ونفور ملحوظ لكل القوى السياسية الفاعلة منه, وعدم نجاحه في ارساء علاقات إيجابية وودية معها, طوال سنوات العهد, حتى حليفه الاوحد, حزب الله, لايبدو متحمسا لتاييد ترشحه للرئاسة, في حين بددت العقوبات الاميركية المفروضةعليه بالفساد, كل الامال المعقودة للحصول على دعم الولايات المتحدة الأمريكية المطلوب لترشحه, والاهم معاداته للدول العربية الشقيقة, بينما لا يبدو رهانه على تاييد دعم النظام السوري والايراني واعدا, كما كان يتوهم .

الحكومة اللبنانية

إقرأ المزيد في: لبنان