يوميات عدوان نيسان 1996

خاص العهد

المقاومة السورية ضد المحتل التركي: نحو إعادة التفعيل
14/06/2022

المقاومة السورية ضد المحتل التركي: نحو إعادة التفعيل

محمد عيد

أعاد حديث الرئيس السوري بشار الأسد خلال إطلالته الإعلامية الأخيرة عن إمكانية إطلاق مقاومة شعبية ضد المحتل التركي التذكير بمشروع وطني مقاوم ومشابه أطلقه السوريون في العام ٢٠١٦ من منطقة عفرين السورية.

وكان لافتاً في ذلك المشروع أنه ضم كل مكونات الشعب السوري بمختلف مشاربه السياسية والعرقية متخذًا من الوطنية السورية الصرفة خيمة تظلله.

تعثر المشروع في حينه على ما يقول القائمون عليه لأنه تزامن مع إطلاق مباحثات "آستانا" التي راهن من خلالها حلفاء الدولة السورية على استدارة تركية باتجاه تغيير السلوك واحترام سيادة الدولة السورية، لكن شيئًا من ذلك لم يحدث، فعاد الحديث بقوة لتفعيل هذه المقاومة التي ركزت أدبياتها على أن الشعب ومؤسسات الدولة السورية هما المرجعية وأبت تكوين حزب سياسي حتى لا تغرق في زواريب السياسة وتبقى مطيعة للدولة السورية حين تقرر تبني هذا الخيار بشكل نهائي.

ثوابت وطنية لا تقبل المساس

يضيء السياسي السوري الكردي ريزان حدو على بعض الأمور التي تم التركيز عليها من قبل القائمين على مشروع الإعلان عن "المقاومة الوطنية السورية" وبعض الظروف التي كانت مرافقة للإعلان الذي كان في ذلك الوقت أول مشروع سوري - سوري جامع منذ آذار ٢٠١١.  

وفي حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري أكد حدو أن مشروع إطلاق "المقاومة الوطنية السورية" كان جامعًا ويتجاوز كلمات أو توصيفات أمثال "مؤيد" أو "معارض"، لذلك فإن الكثير ممن يوصفون بأنهم مؤيدون والكثير ممن يوصفون بأنهم معارضون كانوا معنا في تأسيس المقاومة الوطنية السورية وكانوا فاعلين وداعمين، وهذه النقطة جذبت الاهتمام والانتباه.

وأشار حدو في حديثه لموقع "العهد" إلى الموقف المبدئي الذي اتخذه القائمون على مشروع إطلاق المقاومة ضد المحتل التركي لتبقى نقية لا تشوبها أية شائبة، وهي التي انطلقت في العام ٢٠١٦ فيما كانت ارهاصاتها قبل ذلك في العام ٢٠١٥ عندما كانت المناطق التي تسيطر عليها الدولة السورية قليلة والجميع كان يراهن على أن انهيارها والسيطرة على دمشق مسألة أيام لا أكثر، وقال "كنا واضحين بأننا لا نقبل بأي شكل من الأشكال أي نوع من أنواع المساعدة من أي طرف خارجي، وكان شرطنا أنه في ظل محاولة النيل من مؤسسات الدولة السورية تأكيد مرجعية الدولة ومؤسساتها ورمزيتها".
 
للنأي عن زواريب السياسة

وأشار السياسي السوري الكردي في حديثه لموقعنا إلى "أننا كفريق تأسيسي مشكّل للمقاومة الوطنية السورية كان لدينا إجماع واتفاق وطني سوري، ولا يوجد لدينا أية نية لتشكيل حزب سياسي أو أجندة سياسية لذلك في البيان التأسيسي رسمنا خطوطًا وطنية واضحة:

1- حل الخلاف بين المكونات السورية وتوحيد طاقاتها لبناء سوريا موحدة ديمقراطية تلبي طموحات وحقوق كل السوريين.

2- التصدي للاحتلال التركي وردعه عن تحقيق أهدافه واستعادة جميع الأراضي السورية منه، من جرابلس وحتى لواء اسكندرون.

3- العمل مستقبلاً مع كافة القوى الوطنية لتحرير كل شبر محتل من أرض سوريا.

أما التفاصيل فلا دخل لنا بها ولم نشأ أن نغرق في زواريب السياسة بمعنى أننا كنا رافضين أن يكون لنا أي دور في أي اجتماع إن كان لجنة دستورية أو برلمانًا أو أي شيء آخر، يعني باختصار إننا مقاومون سوريون وطنيون، هذا هو سقفنا وهذا هو طموحنا ولا نريد أكثر من ذلك".
 
آستانا وتغيير المسار

وحاول ابن مدينة عفرين المحتلة من قبل الأتراك مراجعة ما أفضى إليه مسار آستانا ميدانيا من وجهة نظره: "لو راجعنا التاريخ منذ انطلاق مسار الآستانة فقد توسعت رقعة الأراضي التي تحتلها تركيا والتي بدأت في جرابلس عام ٢٠١٦ والتي تم الدخول إليها كتمكين لإعلان مؤتمر الآستانة في كانون الثاني ٢٠١٧ وتوسعت تلك المناطق لتشمل عدة مناطق في ريف حلب الشمالي مثل عزاز والباب ومارع إضافة إلى عفرين وتل أبيض ورأس العين ومناطق ريف حلب الغربي وادلب إضافة إلى مناطق في ريف اللاذقية الشمالي"، مشيراً إلى أنه "قبيل أسابيع من انطلاق اجتماع آخر من اجتماعات آستانة نرى أن التركي يهدد بعدوان جديد يستهدف الأراضي السورية تحت مسمى إعلان المنطقة الآمنة".

الحل المأمول

السياسي السوري الكردي أشار الى أن فريق المؤسسين للمقاومة الوطنية السورية كان متنوعًا، وضم الكردي والعربي والارمني والسرياني والمسلم والمسيحي.

وحول خطوات الحل كما يراها ابن مدينة عفرين المحتلة فتكمن في "أن نهيئ الشارع السوري وهو كما أرى مهيأ ولكن لا يمنع ذلك من حملات إعلامية وندوات شعبية لتبيان الخطر المحدق بالوطن السوري وبالتالي على كل سوري أن يقوم بدوره بالتصدي للمشاريع التي تستهدف الأراضي السورية والدولة السورية والخارطة السورية والشعب السوري وبالتالي تستهدف المستقبل السوري".

وأضاف حدو أن هذه العملية تهيئ الأرضية لشحذ الهمم وخلق التفاف شعبي حول المقاومة الوطنية السورية وبالتالي يكون هناك شعب مقاوم.

 وشدد حدو على أن الشعب والدولة السورية يجب أن يكون لديهما هدف واحد وهو تحرير كل الأراضي المحتلة وبالتالي إجهاض كل المشاريع التي تستهدف اقتطاع الأراضي السورية وإنشاء دول وكيانات على شاكلة شمال قبرص والتأكيد على أن الدولة السورية والشعب السوري هما الداعم الوحيد للمقاومة الوطنية السورية والشعب السوري هو الظهير للمقاومة.

في سياق متصل، أكد حدو أننا نتعامل هنا مع فعل الاحتلال ولا ننظر إلى هوية المحتل بمعنى أن التركي محتل للأراضي السورية سواء اليوم أو منذ عقود (لواء اسكندرونة) والكيان الصهيوني محتل للجولان فما يطبق على الكيان الصهيوني يجب أن يطبق على التركي وبالعكس فلا يوجد بثقافتنا محتل مقبول ومحتل غير مقبول، مشددًا على أن "الحديث المفصل عن المقاومة الوطنية السورية وهويتها وأهدافها وتمويلها الوطني وقطيعتها مع أي دعم خارجي بعيداً عن مؤسسات الدولة السورية هي بمثابة المقدمات المدروسة التي تؤدي إلى النتائج المرجوة".

تركيا

إقرأ المزيد في: خاص العهد

خبر عاجل