يوميات عدوان نيسان 1996

الخليج والعالم

البحرين: السلّ الرئوي يتفشّى بين معتقلي الرأي والسلطات مصرّة على إهمالهم 
03/06/2022

البحرين: السلّ الرئوي يتفشّى بين معتقلي الرأي والسلطات مصرّة على إهمالهم 

المشهد يتكرر، أم تقف خلف سور، وتحت أشعة الشمس الحارقة، تطالب بالإفراج عن فلذة كبدها لأن المرض يتفشى داخل السجن، وتعود منكسرة القلب تشكو لله ظلامتها. 

عدة إصابات بالسلّ الرئوي سجلها حقوقيون لمعتقلين سياسيين في ريعان الشباب يقبعون في السجون البحرينية في ظروف لاإنسانية، في حين تهمل السلطات الإصابات المؤكدة بالمرض في السجن، ليضاعف معاناة المعتقلين.

ولأن حالة من الخوف والقلق تسود بين أسر معتقلي الرأي في البحرين بسبب تفشي أمراض مُعدية وخطيرة بين السجناء ومعتقلي الرأي في ظلّ تجاهل وزارة الداخلية البحرينية نداء الأهالي ومناشدة المنظمات الحقوقية، أطلق مغردون هاشتاغ  "#أطلقوا_سجناء_البحرين"، في رسالة لمن لا يعلم ماذا يجري في البحرين، ورسالة للعالم لإنقاذ أرواح المعتقلين.

لماذا ينتشر السل في السجون؟ 

وفقًا للناشطة الحقوقية البحرينية ابتسام الصائغ، تنتشر الأمراض بسبب رداءة السجون، والإهمال الطبي المتعمّد للمرضى وتأخير العلاج، وبسبب الاكتظاظ مما يؤدي للانتشار السريع للعدوى. 

وشددت الصائغ على أن حياة المعتقلين على صفيح النار وفي خطر. 

وأشارت الى أنه تمّ التأكد من إصابة 3 حالات، فضلًا عن بعض الحالات التي تشتكي من الأعراض التي عانى منها المصابون، طالبت بالإفراج عن جميع السجناء، وفي مقدمتهم المرضى المُصابون بأمراض وراثية ومزمنة، والعمل على إجراء فحص لجميع السجناء لتحديد نسبة انتشار عدوى السل الرئوي. 

ودعت المنظمات الحقوقية لمتابعة الموضوع والتدخل لإنقاذ حياة المعتقلين، والتحقيق بأسباب وفاة البعض منهم. 

شهادة معتقلين

وقد أعرب معتقلون سياسيون عن خشيتهم من انتشار مرض السل بين النزلاء في سجن "جو"، ولا سيما بعد ظهور أعراض المرض على بعضهم في ظل تعنت السلطات في السماح بفحص المصابين أو تقديم الرعاية الطبية لهم. 

وقال السجين السياسي البحريني المُصاب بمرض السل حسن عبد الله حبيب إنه يخشى وفاته قريبًا في حال واصلت السّلطات منعه من الحصول على الرعاية الطبية، وقال سجينان آخران إن أعراض المرض تظهر عليهما لكن لم يتم فحصهما أو علاجهما.

وقال عبد الله حبيب إنّه يعاني من مرضين خطيرين في الدم، وهما فقر الدم المنجلي والتلاسيميا، وكان يكافح للحصول على رعاية كافية خلال السنوات الثماني التي أمضاها في السجن. وبعد أن مرض بشكل خطير الأسبوع الماضي، تم إرساله إلى مستشفى السلمانية حيث أخبره الأطباء أنه مُصاب بمرض السل، وهناك سوائل في رئتيه وخصيتيه، ومشاكل في القولون والنخاع الشوكي، وقد أُزيلَت إحدى عقده الليمفاوية، وأُعيد إلى السجن.

وأضاف حبيب إنه يعتقد بأن هذه قد تكون آخر محاولة له للحصول على المساعدة "لأنّ حياته معرضة لخطر جسيم"، وقال في تسجيل له نُشِر على الإنترنت إنه "يواجه الموت السريع وليس البطيء في ظروفه الحالية"، وناشد الجميع لضمان الإفراج عنه حتى يتمكن من مواصلة علاجه.

وحبيب بقي 4 أشهر دون جراحة طارئة، وهو مصاب بالسكلر، وبحاجة الى تغيير دمه، لوجود تكسر في الدم، بحسب الطبيبة المختصة المعالجة له، وقد حرم من العلاج سابقًا، حتى تدهور وضعه الصحي، ونقل للمستشفى، حيث مكث ثلاثة أسابيع، وحددت موعدًا للعملية الجراحية، الا أن إدارة سجن جو رفضت ولا تزال نقله للمستشفى لتلقي العلاج.

وقالت عائلة المعتقل السياسي الثاني نزار الوداعي إن الأخير يعاني أيضًا من أعراض مشابهة لأعراض السل واحتُجز في السجن الانفرادي على مدار الأيام الثلاثة الماضية بعد أن رفض العودة إلى زنزانته ما لم يتلقَّ رعاية عاجلة. 

وكان صهره أحمد الوداعي - وهو مدير المناصرة في معهد البحرين للحقوق والديمقراطية - قد غرّد أن هاجر منصور، وهي والدة نزار، حضرت إلى السجن الأربعاء الماضي في محاولة منها للمطالبة بإجراء فحوصات له، لكن تمّ تجاهلها من قبل مسؤولي السجن ثم هدّدوها بالاعتقال.

كما طالبت أسرة المعتقل السياسي الثالث مرتضى محمد عبد الرضا، المُصاب أيضًا بأعراض مشابهة، بإجراء فحص وعلاج فوري له.

معهد البحرين

من جانبه، أكّد المتحدث باسم معهد البحرين للحقوق والديمقراطية لموقع ميدل إيست آي أن السجناء السياسيين الثلاث كانوا في سجن جو مع سجين رابع - خرج في أواخر فبراير/شباط لعلاج السل بعد شهور من المرض، وحصل ذلك فقط بعد أن احتج بقية السجناء من خلال الطرق على أبواب الزنازين، نقلًا عن شهادة سجين.

وأضاف أن عوائل السجناء الذين يُعتَقَد أنهم كانوا على احتكاك بجابر تطالب الآن بإجراء الفحوصات لأبنائها.

وقد أُجبر هذا المعتقل وهو أحمد جابر على ارتداء جهاز لتثبيت رأسه وصدره في مكانهما، ومنع إصابة رقبته بعد انتشار مرض السل.

وقد تشارك السجناء الثلاثة الباقون الزنزانة معه في نقاط مختلفة. وتثير الحالات مخاوف من احتمال انتشار المرض المُعدي المعروف بانتشاره في السجون.

وسأل معهد البحرين للحقوق والديمقراطية السفارة البحرينية في لندن عما إذا كانت على علم بالحالات، وما إذا كانت السلطات ستوفر الفحوصات والعلاج للسجناء، لكنّه لم يتلقَّ أيّ رد.

منظمة العفو الدولية 

وفي هذا السياق، قالت منظمة العفو الدولية في تغريدة على "تويتر" إن السلطات البحرينية ترتكب إهمالًا جسيمًا بعدم توفير الرّعاية الطبية اللازمة للسجناء مع تأكيد وجود إصابات بمرض السّل في داخل سجن جو.

واعتبرت المنظمة أن "مثل هذه اللامبالاة بالاحتياجات الطبية للسجناء تصرف وحشي ولا معنى له".

وأضافت المنظمة عبر حسابها على تويتر أنه تم تأكيد إصابة حسن عبد الله بالسل بعد إجراء فحص طبي له، وأُعيد على الرّغم من ذلك إلى السجن بعد أن كان الطبيب أبلغ عائلته قبل يومين بإصابته بهذا المرض.

وأكّدت المنظمة أن إدارة السجن ترفض إجراء  فحص السل لنزار الوداعي، المسجون انتقامًا من قريبه الذي يعيش في المنفى، وهو أحمد الوداعي، مدير المناصرة في معهد البحرين للحقوق والديمقراطية، على الرغم من ظهور أعراض لديه مشابهة لأعراض مرض السل بعد اختلاطه بأحمد جابر، وهو سجين ثبتت إصابته بهذا المرض.

ولفتت منظمة العفو إلى أنها تواصل عملها على توثيق هذا النوع من الإهمال الطبي في سجن جو منذ العام 2018.

حركة أنصار شباب ثورة 14 شباط/فبراير

من جهتها، دعت حركة أنصار شباب ثورة 14 شباط/فبراير في البحرين جميع الشرفاء والأحرار في البحرين، والعالمين العربي والإسلامي، وأحرار وشرفاء العالم، للخروج في مظاهرات ومسيرات عارمة وتنظيم وقفات أمام سفارات الكيان الخليفي الغازي المحتل من أجل الضغط على الطاغية الديكتاتور حمد وأزلام حكمه وجلاوزته بإطلاق جميع المعتقلين السياسيين وسجناء الرأس، وقادة المعارضة البحرانية الذين يتعرضون لأبشع التعذيب.

وناشدت المجتمع الدولي للتدخل العاجل للإفراج الفوري عن كافة المعتقلين في سجون الخليفي، وطالبت بإطلاق سراح المعتقل عبد الله حبيب، ونزار الوداعي، وكافة معتقلي الرأي في سجون آل خليفة، ولا سيما الذين يعانون أمراضًا مزمنة وفي ظل انتشار مرض السل.

وجددت الحركة تحذيرها الملك حمد بن عيسى من مغبة الإستمرار في جرائم التنكيل بالمعتقلين وحرمانهم من أبسط حقوقهم الإنسانية.

سجن جوابتسام الصائغ

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

التغطية الإخبارية



 

مقالات مرتبطة