يوميات عدوان نيسان 1996

لبنان

الحكومة تهتز على وقع التوتر بين التيار و
18/03/2019

الحكومة تهتز على وقع التوتر بين التيار و"المستقبل"

اهتمت الصحف الصادرة اليوم في بيروت بتصاعد الخلاف بين التيار الوطني الحر و"المستقبل"، والتراشق الاعلامي عالي النبرة بين الفريقين، والذي قد يؤثر بشكل مباشر على عمل الحكومة.
ومن مؤشرات هذه الأزمة وجود رئيس الحكومة سعد الحريري في باريس حتى الآن.. وكل هذا يسبق الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الامريكي إلى بيروت.

 

"الأخبار": الحكومة في «إجازة مرضية»؟

تتضارب المعلومات بشأن مصير مجلس الوزراء. التوتر الإعلامي بين رئيس الحكومة ووزير الخارجية يراه كثيرون سبباً لعدم انعقاد مجلس الوزراء هذا الأسبوع، بذريعة «الإجازة المرضية» للأول، فيما يجزم وزراء مطّلعون بـأن التهدئة عائدة في الأيام المقبلة

بعد تسعة أشهر من الانتظار وُلدت الحكومة وكأنها في حالة «موت سريري». أما الإنجازات والإصلاحات التي وعد بها البيان الوزاري، فبدورها تجمّدت من دون أي تحرّك. لم تصمد التفاهمات التي أدت إلى تأليف الحكومة أكثر من ثلاث جلسات، بعدما استشعر الجميع هشاشة التوافق في الجلسة الأولى. يومها فتح ملف زيارة عدد من الوزراء إلى سوريا، وكان الرد حاسماً من رئيس الجمهورية، الذي ضرب بكفه على الطاولة، معلناً أن الأمر له في ما يتعلق بقضية العلاقة مع سوريا، وعطفاً عليها في قضية النازحين.

تلك كانت الإشارة الأولى إلى أن حكومة إلى العمل لن تعمل، لأنها تحمل في طيّاتها كل عناصر التفجير. انتظر اللبنانيون جلسات دسمة، تبدأ بمعالجة الأوضاع الاقتصادية المتأزمة، إلا أن الانتظار طال، وبدل معالجة أزمات البلد، فضّل الوزراء، على سبيل التسوية، البدء بمعالجة المخالفات التي ارتكبت في فترة تصريف الأعمال.
زيارة الوزير جبران باسيل لبيت الوسط، يوم الخميس الماضي، ثبّتت ما كان قد ظهر من إشارات. ما كاد يخرج باسيل من بيت الوسط، حتى فُتحت النار على التسوية الهشّة. لم تكن خطة الكهرباء التي عرضها باسيل هي نقطة الخلاف الوحيدة. الأساس، بحسب مصادر متابعة، كان ملف التعيينات. لباسيل قرار بالاستحواذ على أكثر من 90 في المئة من الحصة المسيحية. وهو ما لم يوافق عليه الحريري. كذلك، بدا تسريب خطة الكهرباء من قبل مصادر بيت الوسط، قراراً بإجهاضها في مهدها.

لكن هل يستأهل هذا الخلاف فتح ملف التسوية الرئاسية من قبل المستقبل؟ ذلك أمر يحمل في طياته إشارة إلى خلافات أكبر من تلك المتعلقة بعمل مجلس الوزراء، التي يمكن أن يصل الطرفان فيها إلى نقطة التقاء، على ما تدل تجربة العلاقة بينهما.
وصلت الرسالة إلى باسيل، وبادلها بأقوى منها، واضعاً مؤتمر بروكسل بمكانة المؤامرة على لبنان. وهو ما طال بسهامه الحريري الذي ترأس الوفد اللبناني، علماً بأن باسيل عاد وأكد، في المؤتمر السنوي للتيار الوطني الحر، أن «أهداف التيار في السنة المقبلة هي النازحون والفساد والاقتصاد، وإذا كان هناك من يراهن على أن من الممكن أن نتخلى ونساوم على البلد والمبادئ من أجل شيء آخر، فيكون لا يفهمنا، لأنني أنا أول من قلت إن البلد أكبر من الرئيس والرئيس بخدمة البلد وليس البلد بخدمة الرئيس».

الأكيد أن «التقرير الطبي» المفتوح الذي قدمه الحريري، يصعّب الأمور ويجعل حتى انعقاد مجلس الوزراء في دائرة المجهول، لا بل إنه يعلن بدء معركة فعلية بين قطبي التسوية الرئاسية ــ الحكومية، لا يمكن عزل زيارة الحريري إلى الرياض عنها، بل يقع في صلبها ما سمعه الحريري من كلام سياسي متشدد في الاجتماع الذي عقد في السعودية مع ولي العهد محمد بن سلمان الأسبوع الفائت.

في المقابل، تؤكد مصادر وزارية أن التسوية لم تسقط، وأن الحريري وباسيل لن يختلفا في العمق. فهما متفقان على غالبية العناوين، وأن الايام المقبلة ستشهد عودة إلى التهدئة. وبحسب المصادر، من المحتمل أن تتم اليوم الدعوة إلى انعقاد جلسة لمجلس الورزاء هذا الأسبوع، لافتة إلى أن التعيينات الإدارية لن تفتح باباً للخلاف بين رئيس الحكومة ووزير الخارجية، لأنهما اتفقا على عناوينها العريضة في اللقاءات الباريسية التي فتحت باب تأليف الحكومة. وتجزم المصادر بأن حصة القوى السياسية من غير القوى الكبرى في طوائفها (تيار المستقبل، التيار الوطني الحر، الحزب التقدمي الاشتراكي) ستكون صغيرة للغاية: مركز وحيد للنائب طلال أرسلان، وآخر لتيار المردة، ومثله للقوات اللبنانية، ومثله للقاء التشاوري. أما المراكز التي يشغلها موظفون شيعة، فستذهب جميعها للذين يختارهم ثنائي حركة أمل وحزب الله. وربما تكون العقدة في بعض المراكز التي يشغلها موظفون مسيحيون في وزارات «تابعة» لتيار المستقبل، كالداخلية مثلاً. وتقول المصادر إن دليلها على أن العلاقة بين الحريري وباسيل ستعود إلى سابق عهدها هو خفض مستوى التراشق الإعلامي بين الطرفين عمّا كان عليه يومي الخميس والجمعة الماضيين، فضلاً عن تعميم باسيل على نواب التيار ووزرائه ومسؤوليه بعدم استهداف تيار المستقبل في أي هجوم سياسي أو إعلامي.


"البناء": خلاف التيارين الأزرق والبرتقالي يهزّ الحكومة
وبحسب "البناء"، فقد دخل التأزم السياسي على خط العلاقة بين تكتل لبنان القوي وتيار المستقبل على خلفية مؤتمر بروكسيل وما سبقه من سياسات لجأ إليها الرئيس سعد الحريري أزعجت رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والوزير جبران باسيل في ما خصّ تغييب الوزير المعني بملف النازحين صالح الغريب عن المؤتمر، وما تبع ذلك من مواقف على جبهتي ميرنا الشالوحي بيت الوسط الذي خرجت مصادره منتقدة أداء باسيل ومستغربة حرص الأخير على الإسراع في الإنجاز بعد أقل من شهرين من التأليف في حين أنه عطل تشكيل الحكومة طوال 9 أشهر.

ما تقدم دفع وزير الخارجية جبران باسيل الى الكشف أمس، أنه كان مرغماً على أن يكون وزيراً وذلك من اجل التيار الوطني الحر والرئيس والبلد وقال: «انشالله بأوّل فرصة بقدر اطلع كرمال حالي ومصلحتي وموقعي». واعتبر باسيل في المؤتمر العام السنوي للتيار الوطني الحر أن الحديث عن الرئاسة هو أذى للتيّار وللرئيس وللبلد، مؤكداً أن التيار لا يحيد عن وضع مصلحة البلد فوق أي مصلحة أخرى.

ولفت وزير الخارجية الى «أننا اليوم في قِمة المسؤولية وليس في قِمة السلطة». وقال: «نحن في حكم منبثق من الناس ولأجل الناس وليس على الناس، وأي تصرّف او سلوك سلطوي يقضي على شرعية السلطة». أوضح باسيل أن التيار الوطني الحر هو اوّل تيار يختار النظام النسبي بالانتخابات، مشيراً الى أنه الاوّل الذي ينتخب الرئيس من القاعدة الشعبية ويكشف ميزانيته السنوية ويصدّق عليها.

وفيما علمت «البناء» أن باسيل أوعز الى مسؤولي تكتل لبنان القوي عدم الدخول في سجال مع تيار المستقبل او الرد على مواقف مسؤوليه، توقفت مصادر نيابية في «لبنان القوي» لـ«البناء» عند انزعاج الرئيس الحريري وتيار المستقبل من مواقف الوزير باسيل المحقة والمنطقية من قضية النازحين ومطالبته بالإنتاجية في الحكومة، مشدّدة على أن لا تفسير لمن لا يروق له هذا الدفع من قبلنا للقيام بالإصلاحات ومحاربة الفساد وتفعيل عمل المؤسسات الا ان هناك بعض الفرقاء لا يريد العمل، مشددة على ان هذه السياسة لن تجدي نفعاً وبالأخص على مستوى مساعدات سيدر المرتبطة بكثير من الإصلاحات فضلاً عن إقرار الموازنة التي لم يبدأ مجلس الوزراء بعد بدراستها. واعتبرت المصادر أن سياسة الحريري الجديدة منذ عودته من السعودية وصولاً الى مصالحته المفاجئة مع الوزير السابق أشرف ريفي، توحي انه يتجه الى مقاربة الأمور بطريقة مختلفة قد تخلق توتراً داخل مجلس الوزراء. وقالت المصادر يخطئ من يظن اننا نريد إطاحة التسوية، فنحن مصرون عليها لكننا في الوقت عينه لن نقبل التلكؤ في انجاز المشاريع المطلوبة والتعيينات وغير ذلك.

 

"الجمهورية": "التيار" يلوّح بـ"تغيير الحكومة"..والحريري يتهم باسيل بـ"الإنقلاب"

وقالت مصادر بارزة في "التيار الوطني الحر" لـ"الجمهورية"، ان "ليس هناك لدى "التيار" قرار بفتح معركة سياسية مع "المستقبل" ولا نريد أن ننزلق إلى سجال معه، لكن في الوقت نفسه لسنا في وارد أن نتخلّى عن ثوابتنا واقتناعاتنا".

واشارت إلى "أنّ التلويح باحتمال تغيير الحكومة هو طرح تحفيزي بالدرجة الأولى من أجل تجنّب فشلها".

وأضافت المصادر: "نحن نعرف أنه لم يمض على تشكيل الحكومة سوى فترة قصيرة، إلا أننا وجدنا انّ المؤشرات الأولية المتعلقة بنمط مقاربتها لبعض الملفات ليست مشجعة، ولذا كان لا بدّ من رفع الصوت لتصويب مسارها من دون أن يعني ذلك اننا نريد افتعال أزمة سياسية".

وردّت مصادر قريبة من الرئيس سعد الحريري على الوزير جبران باسيل فقالت لـ"الجمهورية"، انّ رئيس الحكومة "ليست لديه نيّة للتصعيد وهو أصلاً لم يكن مبادراً اليه، خصوصاً انّه حريص على نجاح الحكومة التي يترأسها، لكنه في المقابل لن يسكت على تشويه الحقائق والتجنّي السياسي".

وأشارت الى "انّ كلام باسيل التهويلي مستغرب وبعيد كل البعد من الواقعية"، معتبرة انّه "يندرج في إطار اعتماد الشعبوية وخوض معركة دونكيشوتية ليس إلّا، ومستهجنة استسهاله التلويح بإسقاط الحكومة ما لم تتم الاستجابة لما يطرحه".

ونبّهت المصادر الى انّ الخفّة في اتخاذ بعض القرارات وعدم تقدير عواقبها قد يؤديان الى سقوط الهيكل على رؤوس الجميع من دون استثناء، وتفتته الى "مئة شقفة". وتساءلت: "ما المطلوب من الحريري ان يفعله اكثر مما فعل حتى الآن؟ إذا كانوا يريدون التواصل مع النظام السوري لإعادة النازحين، فإنّ هذا التواصل قائم عبر رئيس الجمهورية وبعض الوزراء والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، ثم انّ الحريري كان حريصاً في كلمته امام مؤتمر بروكسل على الالتزام الحرفي، نصاً وروحاً، بما تمّ التوافق عليه في البيان الوزاري حول العودة الآمنة للنازحين، في حين انّ ما صدر عن باسيل هو انقلاب على هذا البيان".

واستغربت المصادر اعتبار باسيل انّ مؤتمر بروكسل يهدف الى إبقاء النازحين في اماكن وجودهم، وتساءلت: "إذا كانت نيّات المؤتمر خبيثة، فلماذا أوفد وزير الخارجية مندوباً اليه، ولماذا اعترض وزير النازحين صالح الغريب ومن معه على عدم دعوته؟".

إقرأ المزيد في: لبنان