طوفان الأقصى

خاص العهد

مشروع النقل العام المشترك وسكك الحديد.. خلاصنا من زحمة السير؟
16/03/2019

مشروع النقل العام المشترك وسكك الحديد.. خلاصنا من زحمة السير؟

نور الهدى صالح

لم ترحَمِ الزحمةُ أحدًا. حتّى ذاك الذي كان يلفظُ أنفاسه الأخيرة في سيارةِ الإسعاف ماتَ قبل وصولِه إلى المشفى. مواقفُ شتّى ولّدتها أزمة السير تُثقلُ كاهل المواطنين يوميًّا. وأغلبُ السائقين في شوارعِ بيروت قد سئِموا الوعود. الزحمةُ نقمةٌ في لبنان. فإمّا أن تنصاع للواقع فتأكلك عقارب الساعة وأنت على الطريق، أو تسابق الوقت فتتجاوز بسيارتك غيرك وإن "بعكس السير". إنها الدولة نفسها التي تعلمك خرق القانون!

إن سألت عن الحلول، سيجيبك أحدهم أنّها موجودة في أدراجٍ مغلقةٍ تكدّس الغبار عليها. فخططٌ شتّى اقترحت في هذا الصدد قد يكون أهمّها إعادة تفعيل النقل العام المشترك وسكك الحديد.

النقل العام المشترك وسكك الحديد

تخيّل أنّك قد تصلُ إلى الجنوب ـ انطلاقًا من بيروت ـ بخمسٍ وعشرين دقيقة فقط. الأمر لا يغدو بعيدًا إن تمّت إعادة تفعيل القطارات والنقل العام المشترك في لبنان. السكك المُهترئة اليوم قد تصبح فيما بعد ملاذًا لأولئك الذين يَحملون همّ طول الطريق إلى الجنوب والبقاع وحتى الذين يُضيّعون مُعظم أوقاتهم أثناء تنقُّلهم في بيروت. يقال إن الحياة ستصبح مع النقل العام أسهل، أفلا يحقُّ لنا أن نستفهم عمّن يصعّب هذه الحياة على اللبنانيين عمدًا ويُعرقل وضع النقل العام المشترك في حيّز التنفيذ؟

"نوايا خصخصة قطاع النقل العام وسرقة عائداته هي من أبرز الأسباب التي تُعيق المُضي في تشغيل النقل العام المشترك وسكك الحديد" يقول جواد سبيتي أحد مؤسسي جمعية "تراكس". وهذا برأيه ما يجعل الجمعية تدافع بشدة عن النقل العام وتسعى لحمايته.

جمعية "تراكس" التي تجمع جمعيات عدّة تحت عنوان تطوير النقل العام المشترك، ترنو إلى تشكيل قوى ضاغطة على المعنيين في سبيل تعزيز قطاع النقل والمواصلات. ويكون ذلك بحسب سبيتي من خلال اقتراح حلول بديلة وتقديم الخطط والخرائط والمشاريع للهدف نفسه.

وتُعنى كلّ من هذه الجمعيات بأمور معينة تتعاون فيما بينها للوصول إلى غايتها المُثلى، ومنها "train train" التي تهتم بحماية سكك الحديد من الاندثار وتحاول وقف التعديات على السكك ومنع تحويلها للمصالح الخاصة، كما وتحمي الأراضي التي تمرّ سكك الحديد عبرها. كذلك جمعية "يازا" التي تهتم بالسلامة العامة لا سيما أنّها تدرس المشاريع وفق تحقيقها لهذه السلامة، بالإضافة إلى جمعية "باص ماب" التي قدمت العديد من الخرائط الشرعية وغير الشرعية للفانات المتواجدة في المناطق اللبنانية، وجمعيتا "لاسا" و"لبنان بايك" وهما من الجمعيات المتعاونة في "تراكس" أيضًا.

ويبين سبيتي أن "تراكس" تعمل جاهدة في سبيل الحد من مشاكل السير في لبنان، "وقد تم تقديم أكثر من مشروع لوزارة الأشغال، ومنها مشروع النقل العام لمدينة بيروت وضواحيها. كذلك أعطينا وزير الاشغال مشروعاً خاصاً للنقل العام على خط ضبية ـ طرابلس وأبدى إعجابه بالمشروع واعدًا بإطلاقه قريبًا."

ـ هل من ممول؟

تفتقر بعض المشاريع للتمويل، إذ أغلب الأموال تَذهب نهبًا، إلاّ أنّ هناك بعض الهبات التي قد تساهم ببدء تفعيل بعضها.

وفي الإطار نفسه يشير سبيتي إلى أنّ قطاع النقل له حصة وافرة من أموال سيدر الآتية إلى لبنان، ويعلّق "بدلًا من وضع هذه الأموال في تزفيت الطرقات، يجب أن يتم تشغيل خطوط النقل العام المشترك." والأمر بالنسبة لسبيتي ليس صعبًا في بلدٍ صغير "يكادُ أطول مشوار فيه لا يتجاوز الـ 50 كيلومتراً مقارنة بمسافة الطرقات التي يقطعها الناس في دول أخرى للوصول إلى أعمالهم والتي تبلغ حوالي 240 كيلومتراً مربعاً."

ـ هل تقوم مصلحة النقل العام المشترك وسكك الحديد بدورها؟

يرى سبيتي أنّ دور مصلحة النقل العام المشترك وسكك الحديد بات يقتصر على توقيف المخالفات في حين أنّ هناك من يضيّق إطار عملها "وهي تقوم بالحد الأدنى بأرشفة هذه المخالفات علّها تجدُ من يحاسب". ويتابع "إذا كان هناك 30% مخالفة خاصة بقطاع النقل اليوم، فدون وجود المصلحة ستصبح المخالفات 100%" يقول سبيتي مدافعًا عن الأخيرة.

ـ هل هناك أمل في التخلص من مشاكل السير وإعادة تفعيل النقل العام المشترك؟

يرى سبيتي أنّ "الأمل موجود إن تحركنا، والمظاهرات وحدها لا تفيد، بل علينا التنسيق والتخطيط وطرح الحلول كي نرمي الحجة على المسؤولين".

إقرأ المزيد في: خاص العهد