ابناؤك الاشداء

خاص العهد

تكافل اجتماعي بارز في شهر الصوم: الخير باقٍ
02/04/2022

تكافل اجتماعي بارز في شهر الصوم: الخير باقٍ

حسن شريم

هو شهر نحلّ فيه ضيوفًا في رحاب الرحمن، شهر للعبادة والخير والرحمة، شهر الصيام والقيام الذي يجمع الناس فيساوي بينهم، ويعظّم الأجور ويضاعفها، ويحثّ على صلة الرحم ومساعدة المحتاج. فيه تبدأ الحكاية، فيدأب أهل الخير ويتسابقون على إغاثة المحتاج ومساعدة العوائل المتعفّفة والعاجزة عن تأمين إفطاراتها، ولا سيما هذا العام، في ظلّ الغلاء الفاحش المتواصل.

جهود الخيّرين تتضافر وتمتدّ أيادي المتبرعين لتساهم في تأمين الإفطارات الرمضانية ووجبات السحور وكسوة العيد وغيرها من المساعدات التي من شأنها أن تسد رمقًا وتسكّن وجعًا.

مائدة الإمام زين العابدين (ع): 55 ألف عائلة مستفيدة من المشروع

مسؤول العمل الاجتماعي في حزب الله - منطقة بيروت - علي شرّي، وفي اتصال مع موقع "العهد"، يتحدّث عن مبادرة "الإمام زين العابدين عليه السلام"، فيقول إنَّ "محطّة شهر رمضان هي محطّة رئيسية بالنسبة للعمل الاجتماعي في حزب الله، فهو شهر الخير والبركة وتتضاعف فيه تقديمات الناس الخيرية، وانطلاقًا من مسؤوليتنا الأخلاقية والشرعية، فإننا نعمل على مضاعفة جهودنا لنكون في خدمة الفقراء والمحتاجين والأيتام والمستضعفين".

ويضيف شرّي: مشروع "الإمام زين العابدين (ع) يحمل في طيّاته عناوين كثيرة يتمّ العمل عليها، فيتركّز على الآتي:

- المطبخ الرمضاني: يُعنى بتوزيع وجبات إفطار (شوربة، فتوش، وطبق رئيسي، وحلويات أو فواكه...)، بالإضافة إلى وجبات سحور في بعض الأحيان، وذلك بحسب القدرة المادية للمطبخ، حيث يتم إيصال الوجبات إلى بيوت الفقراء والمحتاجين، أسوة بأخلاقيات وتصرفات الإمام زين العابدين (ع) الذي كان يوصل الصدقات والمساعدات إلى بيوت الناس في السر.

ويشير شرّي إلى أنَّ المطبخ الرمضاني يضمّ حوالى 12 مطبخًا مركزيًا في منطقة بيروت وجبل لبنان الجنوبي، وهي موزعة كالآتي:

2 في حي السلّم
2 في برج البراجنة ومحيطه
3 في منطقة الليلكي والكفاءات وتحويطة الغدير
2 في حارة حريك والسان تيريز
1 في الشياح
1 في النويري
1 في الدوحة
1 في الأوزاعي - بئر حسن

- كفالة الجار
- الحصة التموينيّة (رز، عدس، زيت، عدس...).
- الحصة الغذائية (اللحوم، الدجاج، الخضار، الحلويات...)
- قسائم شرائيّة من السوبر ماركات...
- كسوة العيد

ويلفت شرّي إلى أنّه في العام 2019 كان عدد الأسر والعوائل الفقيرة حوالى الـ 10000، ليزداد العدد في السنة الماضية إلى الـ 35000 ليصبح اليوم نحو 55000 عائلة وأسرة تعنى بمساعدتهم "مائدة الإمام زين العابدين".

ويذكر شري أنَّه سيتم توزيع الإفطارات الرمضانية كما في كل عام على الأسر والعائلات، مضيفًا أنَّ تلك المبادرة أطلقها حزب الله في بيروت وامتدت إلى باقي القرى والبلدات اللبنانية، والتي تحوي أيضًا مراكز ومطابخ تعنى بالاهتمام بالمحتاجين والفقراء، وهي مباردة سارية عبر المساعدات حسب الإمكانيات المالية والمساعدات والتبرعات، شاكرًا أصحاب الأيادي البيضاء.

"منهم ولهم"

من جهتها، مسؤولة شعبة المريجة منال غزال والمشرفة على مشروع "سبيتي ومنصور" تحدّثنا عن تجربتها في مشروع التكافل التي شجّع عليه الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله، فتقول إنَّ "مشروعها يشمل التكافل العام لـ 24 مبنى في الحي، فبعد دراسة الأوضاع العامة للقاطنين تبيّن أنَّ عددًا لا يستهان به من العوائل المتعففة أصبح دون خط الفقر نتيجة الظروف والأوضاع التي تمر بها البلاد، فكان لا بد من إطلاق مبادرة تكفل بالحد الأدنى الاحتياجات الأساسية للسكان.

تكافل اجتماعي بارز في شهر الصوم: الخير باقٍ

وتتابع "بدأنا بتكافل الجيران بين بعضهم البعض، فكان مشروع "منهم ولهم" ليساهم في دعم المحتاجين ضمن الحي، ونظّمنا المساعدات المالية والعينية والصحية وغيرها".

وتضيف غزال "اليوم في شهر رمضان نتحضّر لشراء المواد الغذائية اللازمة لتحضير الإفطارات وطهوها، وفتحنا 8 مطابخ رمضانية في البيوت لذلك، علّ البعض لا يملك ثمن الغاز لطهو الطعام".
 
إفطاراتنا على حب صاحب الزمان (عج)

لا تختلف مبادرة "على حب صاحب الزمان (عج)" في منطقة الليلكي عن تجربة المشاريع السابقة. المسؤول عن المبادرة أبو علي مطر يحدّثنا فيقول: "إلى جانب مشاريعنا الإنمائية المحلية المتواضعة في المنطقة من تأهيل بيوت وترميمها وطلائها وتجهيز بعضها هناك مشاريع توزيع الحصص التموينية وكفالة الجار والإفطار الرمضاني والتي تستهدف حوالى الـ 900 عائلة سيتم توزيع الإفطار اليومي عليها، بالإضافة إلى نحو الـ 400 حصة غذائية ستوزع أيضًا، إضافة إلى محطات سحور سيجري توزيعها بحسب القدرة المادية، كذلك ستوزّع حصة تموينية مدعومة لمرة واحدة خلال هذا الشهر.

ويأسف مطر للغلاء الفاحش الذي يقف عائقًا أمام تأمين متطلبات الناس أكثر، ومن الملاحظ ازدياد أعداد العوائل الفقيرة بسبب الوضع الاقتصادي لذلك "دخلنا على البيوت وصنفنا أوضاع الناس من الأشد فقرًا إلى الفقير والمتعثّر وهي الفئة الأقل فقرًا عما عداها".

ويتابع "المستوى المعيشي معدوم لدى الناس، وستتابع المبادرة عملها، وسيجري متابعة تلك الفئات الثلاث ومواكبتها حتى ما بعد انتهاء شهر رمضان المبارك عبر تشجيع موضوع التكافل وتقديم ما أمكن من مساعدات مالية وعينية وطبية وغيرها".

المطبخ الرمضاني يشمل نحو 6000 عائلة في القطاع الخامس

ولمنطقة الأوزاعي والجناح وبئر حسن أيضًا أجواؤها الرمضانية وخصوصيّتها في التكافل والمساعدة. مسؤولة القطاع الخامس هلا عسّاف تقول لـ"العهد": جرت العادة في كل عام أن توزّع على العائلات مواد غذائية عينية، أما اليوم وفي ظل الغلاء الفاحش للغاز وللمواد الغذائية، ارتأينا أن يكون لدينا مطبخ رمضاني لطهو الطعام وتوزيعه على المحتاجين والمتعفّفين، فالمطبخ اليوم "ببارك أكتر وبوفّر على العوائل"، مضيفة "لدينا فريق كامل لطهو الطعام وتجهيزه وتوضيبه وتوزيعه لنحو 6000 عائلة".

وتشير عسّاف إلى "أنَّنا قمنا بتصنيف العوائل إلى ثلاث فئات "ألف وباء وجيم"، بمعنى الناس الفقراء والأفقر والأشد فقرًا، وضمن الفئة (ج) المعدومة لدينا نحو ألف عائلة".

وتلفت إلى أنَّنا "نستقبل التبرعات من كل الخيّرين وهدفنا تجهيز وتأهيل مطبخ ثابت ليستمر هذا المشروع، أما اليوم فقد اعتمدنا مطبخًا في أحد المطاعم في المنطقة".

شهر رمضان

إقرأ المزيد في: خاص العهد