ramadan2024

ترجمات

"فورين بوليسي": الولايات المتحدة لا تستطيع تحمل حرب باردة مزدوجة
29/03/2022

"فورين بوليسي": الولايات المتحدة لا تستطيع تحمل حرب باردة مزدوجة

كتب ماثيو بوروز وهو مسؤول سابق في وازرة الخارجية الأميركية والـ"CIA" يعمل حالياً في المجلس الأطلسي -وهو مركز دراسات أميركي معروف- وروبرت مانينغ الذي يعمل أيضاً في المجلس الأطلسي، مقالة نشرت في مجلة "فورين بوليسي" حملت عنوان: "لا تستطيع الولايات المتحدة تحمّل حرب باردة مزدوجة". 

وقال الكاتبان "إن إدارة الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الأب استطاعت أن تنهي الحرب الباردة من دون أن تطلق طلقة واحدة حيث أبرمت اتفاقية ثنائية بخفض مخزون السلاح النووي مع روسيا". 

الا أن الكاتبين اعتبرا أنّ "النظام العالمي الجديد الذي أوجده بوش" (وفق تعبيرهما) قد تفكّك، وتحدثا عن ضرورة إنشاء نظام عالمي جديد يمنع تكرار الأخطاء التي ارتكبت في الماضي والتي هيأت الأرضية لنزاعات مستقبلية كما حصل مع معاهدة "فرساي" عام ١٩١٩. 

وأشار الكاتبان إلى تصريح الرئيس الأميركي جو بايدن الذي قال فيه إن نظيره الروسي فلاديمير بوتين لا يمكن أن يبقى في الحكم، حيث حذرا من أن هذا الكلام قد يكون له تداعيات مشؤومة "إذا ما رأت موسكو أنه ليس هناك شيئًا تخسره". 

كما أضاف الكاتبان أنّ "تسريبات المعلومات الاستخباراتية تفيد بأن الولايات المتحدة تحاول أن تفضح الصين بسبب رفض الأخيرة إدانة بوتين". 

غير أن الكاتبين نبها من أن خوض حرب باردة جديدة "مزدوجة" قد يعني نفقات عسكرية أكثر كلفة بكثير وكذلك المزيد من الضبابية على صعيد الاقتصاد العالمي، فضلًا عن أنه سيشغل إدارة بايدن عن هدفها الأساس المتمثّل بإعادة بناء البيت الداخلي الأميركي. 

وتابع الكاتبان أنّ "التوصل إلى اتفاق دائم حول موضوع أوكرانيا ومن ثم إجراء المفاوضات حول خفض الأسلحة التقليدية مع موسكو وكذلك بكين يعد سياسة مناسبة، الا أنهما اعتبرا أن إدارة بايدن تبدو أكثر اهتمامًا بالاستعداد لتكرار سيناريو الحرب الباردة " أو حتى أسوأ من ذلك  بحيث تكون كل من روسيا والصين الخصوم، وقالا "إنّ ذلك يمثل نقيض استراتيجية وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر". 

وحول روسيا، رأى الكاتبان أن إدارة بايدن تبدو مصممة على الحاق "هزيمة كاملة" بموسكو، لكنهما اعتبرا أن ذلك قد لا يحقق شيئًا سوى "النزاع المجمد" بين الغرب وروسيا، وذلك نظرًا إلى سجل الولايات المتحدة فيما يخص رفع العقوبات الاقتصادية. 

كما قال الكاتبان إن الصين تقترب من مفترق طرق اذ انها إما ستبتعد عن موسكو وتقلل من الدعم الاقتصادي لها، أوم أنها ستنحاز لصالح موسكو وتتحدى العقوبات المفروضة على الأخيرة، وتحدثا عن ضرورة أن تقدم الولايات المتحدة حوافز للصين كي تختار الأخيرة الخيار الأول بدلاً من توجيه تهديدات علنية لبيكن. 

هذا وأشار الكاتبان إلى أن المسؤولين الأميركيين قالوا إنهم قدموا لبوتين مخرجًا قبل بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا وأن الأخير رفض العرض الذي قدم، غير أنهما أردفا أنه "ليس واضحًا ما إذا كان تضمّن العرض موضوع إعلان بوخارست الذي صدر عام ٢٠٠٨ والذي نص على عضوية كل من أوكرانيا وجورجيا في "الناتو" مستقبلًا".

وشدّد الكاتبان على أنه لا يمكن تجاهل المصالح الروسية بالكامل إذا ما كان المراد تجنب تكرار سيناريو ما بعد معاهدة فرساي، كما أضاف أن السلام الدائم يتطلب "تعاطفا استراتيجيا" وأن تركيز اهتمام روسيا على العمق الاستراتيجي أو إقامة منطقة عازلة بينها والقوى العدائية – مثل "الناتو" – موضوع يعود إلى ما قبل قرون وهو ليس وليدة بوتين، كذلك قالا: "إنه من شبه المؤكد أن يكون لأي حاكم روسي آخر مخاوف مماثلة"، وشددا على ضرورة أخذ هذه المخاوف على محمل الجد. 

وبينما قال الكاتبان "إنه من الصعب تصوير سيناريو يكون فيه بوتين المنتصر"، شددا في المقابل على أن" الأخير لا يمكن أن يقبل بالهزيمة"، واعتبرا أنّ خطر التصعيد يأتي في هذا الإطار وأنّ التوصل إلى حل "يحفظ ماء الوجه" هو في مصلحة الولايات المتحدة وأوروبا وروسيا وأوكرانيا. 

كذلك تحدّث الكاتبان عن خطوات إيجابية قد تقدم عليها إدارة بايدن مثل دعم محادثات سلام بين روسيا وأوكرانيا والعمل مع موسكو وكييف على شكل من أشكال "الحيادية" (لأوكرانيا) يضمن أمن الأخيرة دون انضمامها إلى "الناتو". 

كما اعتبر الكاتبان أنّ "الإطار المناسب للمحادثات بين روسيا وأوكرانيا قد يكون على غرار المحادثات السداسية حول الملف النووي لكوريا الشمالية، بحيث تشارك الدول الأعضاء الدائمة العضوية في مجلس الأمن إلى جانب المانيا". 

وفي الختام، تحدّث الكاتبان عن مرحلة تاريخية مفصلية يشهدها العالم اليوم، وقالا "إن هذه المرحلة تتطلّب القيادة الجريئة والرؤية والبحث عن "نماذج جديدة".
 

واشنطن

إقرأ المزيد في: ترجمات