يوميات عدوان نيسان 1996

الخليج

الإعلام السعودي يحارب مسلمات الكونغرس
13/12/2018

الإعلام السعودي يحارب مسلمات الكونغرس

ذكرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، إنه ومنذ انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأمريكي، استهدفت وسائل إعلام المحافظين في الولايات المتحدة بحماس كبير إلهان عمر، الأمريكية من أصل صومالي، والتي ترتدي الحجاب، وذلك رداً على جهود الديمقراطيين الرامية لرفع حظر الحجاب في قاعة مجلس النواب من أجل استيعاب عمر.

وأضافت المجلة أن الأمر لم يقتصر فقط على الإعلام الأمريكي المناهض لوجود نائبات مسلمات في الكونغرس، حيث شن الإعلام السعودي هجوماً لاذعاً عليهن أيضاً، فلقد اتهم أكاديميون ومثقفون سعوديون "عمر" و"رشيدة طليب"، المنتخبتين حديثًا، بالانتماء لـ"جماعة الإخوان المسلمين".

وأشارت إلى مقال نشره موقع قناة "العربية" السعودية، الأحد الماضي، والذي أشارت فيه إلى أن النائبتين كانتا جزءًا من تحالف بين الحزب الديمقراطي والجماعات الإسلامية من أجل السيطرة على الكونغرس، إضافة إلى أنهما يقفان ضد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، فيما يتعلّق بالعقوبات الأمريكية على إيران، ومواقفه الرامية إلى عزل حركات الإسلام السياسي".

وفي مثال آخر أوردته المجلة، ناقشت قناة "إم بي سي" المملوكة للسعودية أيضًا تداعيات وصول مسلمات للكونغرس، حيث قال الإعلامي المصري عمرو أديب، في لقاء مع المحلل السياسي المصري معتز فتاح إن "نجاح ترامب في محاربة الإسلاميين سيقوّضه انتصار الديمقراطيين".

وبحسب المجلة الأمريكية، فإنه بعد ساعات من فوز "عمر" في الانتخابات اتهمها موظف في السفارة السعودية بأنها تنتمي للإخوان المسلمين، وأنها "تغلغلت في صفوف الحزب الديمقراطي"، على حد قوله.

ونقلت عن فيصل الشمري، المستشار الثقافي بالبعثة الثقافية السعودية بالولايات المتحدة، والذي يكتب مقالات بموقع "العربية نت"، أن هذا التوجه سيكون معاديًا للخليج العربي ومؤيداً للإسلام السياسي".

وأشارت إلى تصريح لعبد الله السيد، وهو مواطن أمريكي من أصل مصري، كان قد ترشّح للانتخابات أيضًا غير أنه لم يفز، قال فيه إن هذه الهجمات تركّزت عليه أيضًا خلال حملته الانتخابية، حيث اتُّهِم بأنه على صلة بالجماعة، في حين قالت صحيفة "اليوم السابع" المصرية، إن سبب خسارة السيد هو علاقته بالناشطة الأمريكية من أصل فلسطيني ليندا صرصور.

وأكدت "فورين بوليسي" أن صعود سياسيين مثل عبد الله السيد، وإلهان عمر، ورشيدة طالب، يسهم في تقويض الفكرة الأساسية التي يسعى الطغاة في منطقة الشرق الأوسط إلى الترويج لها، ومفادها أن شعوبهم غير جاهزة للديمقراطية.

وأوضحت أن حلفاء أمريكا في المنطقة العربية يخشون من صعود الديمقراطيين، لأنهم سيدعمون التغيير السياسي في بلدانهم، بعد أن أنفقت الملايين من الدولارات لوقف ثورات الربيع العربي، وأنفقت مثلها في الغرب كحملات علاقات عامة للدفاع عن سياساتها.

ولاحظت المجلة الأمريكية أن الهجوم الأكثر شهرة على النائبات المسلمات في الكونغرس كان عبر حسابات سعودية على "تويتر"، لهذا فإنه لا ينبغي أن يكون مفاجئًا أن يلجأ حلفاء الولايات المتحدة من المتسلّطين لمثل هذه الأساليب، خاصة أنهم يرون أنفسهم بلا بديل.

وسجّلت "عمر" مواقف انتقادية مؤخرًا للسعودية وأمريكا، كان آخرها ضد بيان الرئيس دونالد ترامب، الصادر حول مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وما تضمّنه من تأييد ودعم للمملكة، حيث قالت: "الرياض اشترت رئيسنا".

وفي تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، اختار الناخبون الأمريكيون في ولايتي مينيسوتا وميشيغان أول امرأتين مسلمتين لعضوية الكونغرس، وكانت إلهان إحداهما.

 

إقرأ المزيد في: الخليج