يوميات عدوان نيسان 1996

عين على العدو

حزب "الليكود" بزعامة نتنياهو: "امبراطورية" تسقط
17/01/2022

حزب "الليكود" بزعامة نتنياهو: "امبراطورية" تسقط

لفت الكاتب تال شنايدر في موقع "تايمز أوف إسرائيل" العبري الى أنّ "رئيس حزب "الليكود" بنيامين نتنياهو منشغل في صد التحديات التي تواجهه بسبب تسلّطه الدائم على الحزب وذلك بعد مُضي ستة أشهر على خسارته لرئاسة حكومة العدو "الإسرائيلي"".

وبحسب شنايدر، ينظر الكنيست إلى حزب "الليكود" بزعامة نتنياهو، وهو يتجادل معَ نواب مخلصين سابقين يسعون إلى الإطاحة به من منطلق "إمبراطورية قديمة تموت ببطء"، وذلك انطلاقًا من المقولة القديمة في أعراف العدو: "جميع الإمبراطوريات تسقط، وبعضها يسقط ببطء شديد".

في المقابل، يعمل رئيس الوزراء السابق -وفق شنايدر- على تخليص قوائم الحزب من الأعضاء المعارضين لحكمه، ودعم التحالفات واستهداف محكمة الليكود الداخلية، وكانت أكبر خطوة لنتنياهو في الآونة الأخيرة هي إخراج الوزير السابق يسرائيل كاتس من دائرته المقربة. 

وفي السياق، يبذل رئيس الوزراء السابق - المعروف منذ فترة طويلة بـ "الدعس على مواليه" - قصارى جهده ضد كاتس، حيث اتهمه بخطاب على تويتر بتقويض مصالح الليكود، وفي هذا السياق لفت الكاتب الى أنّ حوالى 7000 ناخب يفضّلون قيادة حزبية جديدة على نتنياهو. 

ووفق الكاتب، أتى كلام نتنياهو الصاخب كـ "بروباغندا" إعلامية لتضخيم زخمه بعد فوز الليكوديين الجدد في معركة في محكمة الليكود الداخلية، والتي أعاقت محاولة العناصر المدعومة من نتنياهو طردها لأعضاء المجموعة بأعداد كبيرة من الحزب، وهذا يعني أنه سيكون لهم رأي في الانتخابات التمهيدية والقيادة المقبلة.

وبحسب شنايدر، وقبل هذا التفجير، عمل كاتس لسنوات في عهد نتنياهو كعضو مخلص في مجلس الوزراء، وشغل مناصب وزير المالية، وزير الخارجية بالوكالة، ووزير النقل لمدة عقد، وخلال تلك الفترات، كان يُنظر إلى كاتس على أنه خاضع لنتنياهو عن طيب خاطر، حتى عندما احتل المركز الثاني في القائمة في الانتخابات التمهيدية للحزب لعام 2019، رضخ لإرادة نتنياهو.

وبالموازاة، شمل ذلك تعطيل اقتراح ميزانية 2020، وهي خطوة سمحت لنتنياهو بالخروج من اتفاقه لتقاسم السلطة مع بيني غانتس، إثر ذلك فقد كاتس، بصفته وزيرًا للمالية، قدرًا كبيرًا من المصداقية بسبب رفضه تقديم ميزانية، ومن المرجح أن يتم تذكره على أنه أول منصب على الإطلاق في هذا الدور يمنع البلاد عن قصد من العمل ضمن إطار مالي شامل في الوقت المناسب.

وبصفته وزير الخارجية بالوكالة في سنة 2019 و2020، عمل كاتس إلى حد كبير نائبًا لنتنياهو، ولم يقدم أي ترشيحات أو يدفع أية مبادرات سياسية، وبدلًا من ذلك شغل المنصب بالاسم فقط بينما كان نتنياهو من يدير الشؤون الدبلوماسية للبلاد.

معَ ذلك، وحتى أثناء ولائه التام لنتنياهو -يقول الكاتب- لم يخفِ كاتس طموحه لقيادة الحزب يومًا ما، موضحًا أنه ليس لديه أي خطط بشأن قيادة الحزب طالما أن نتنياهو موجود.

لكنّ الاستقالة والتقاعد هما أبعد ما يكون عن عقل نتنياهو -يضيف الكاتب- الذي أشار في العديد من المحادثات مع المراسلين الى ان كاتس -الذي يتمتع ببعض السلطة الداخلية كرئيس لسكرتارية الليكود- يضطر إلى الانتظار في الأجنحة، وعلى الرغم من ذلك، حوّلته هذه المشاجرة إلى حامل الراية للجناح المعتدل للحزب.

تمويل الحملات السياسية ضمن حدود مفروضة

وبحسب الكاتب، يواجه نتنياهو تحديًا مباشرًا أكبر من رئيس الكنيست السابق يولي إدلشتاين، الذي أعلن أنه سيرشح نفسه لقيادة الحزب في الانتخابات التمهيدية المقبلة.

ويُشار إلى أنَّ إدلشتاين يحظى بشعبية كبيرة في الليكود، ففي سنة 2019 كان الفائز الأول في الانتخابات التمهيدية للمرشحين المحتملين للكنيست، والتي تحدد ترتيب قائمة الكنيست تحت زعيم الحزب.

فضلًا عن هذا، يحظى إدلشتاين بداعم قوي محتمل هو والد زوجته ليونيد نيفزلين، مليونير النفط السابق والمتبرع المؤثر، والذي يمتلك حصة جزئية في صحيفة "هآرتس"، وهو أيضًا المستفيد الرئيسي في متحف الشعب اليهودي، الذي ترأسه ابنته إيرينا نيفزلين، زوجة إدلشتاين، وسوف يكون دعم نيفزلين أساسيًا في قيام إدلشتاين بتصعيد تحدٍ خطير لنتنياهو.

من جهته، تبنّى إدلشتاين استراتيجية جعلته يحث نتنياهو على موقفه السام مع السياسيين خارج كتلته الدينية اليمينية، بينما حصل الليكود باستمرار على أكبر عدد من الأصوات في الانتخابات القليلة الماضية، وصرّح إدلشتاين "فشلنا في تشكيل حكومة وحدة وطنية بقيادة الليكود أربع مرات"، وأضاف، موجهًا ضربة غير خجولة ضد زعيم الحزب: "إذا لم نقم ببعض البحث الجاد عن النفس داخليًا، فسنبقى في المعارضة لسنوات عديدة قادمة".

بالمقابل، لو عبّر إدلشتاين عن هذه الفكرة التخريبية عندما كان رئيس الكنيست أو وزير الصحة، لأصبح عاطلا عن العمل، لكن الآن في المعارضة، أصبح لنتنياهو القليل من القوة وتقريبًا لا يمتلك النفوذ بتاتًا، مع ذلك، لا يزال لديه بعض الحيل في جعبته، مثل مناورة إصلاح تمويل الحملة الانتخابية والتي كاد أن يتمكن بها من تحييد إدلشتاين ومنافس محتمل آخر كرئيس بلدية القدس السابق نير بركات، وهو المليونير التكنولوجي الذي دخل السياسة منذ أكثر من عقد من الزمان، وصب ثروته في حملاته الانتخابية، ويتفاخر بإصراره على راتب قدره شيكل واحد فقط.

والجدير ذكره أنَّه في الشهر الماضي، اقترح عضو الكنيست ديفيد أمسالم، الذي غالبا ما يُنظر إليه على أنه "كلب" هجوم نتنياهو، مشروع قانون من شأنه أن يحد من قدرة المرشحين الأثرياء على تمويل الحملات السياسية بأنفسهم، مما يضع قيودًا كبيرة على قدرة إدلشتاين وبركات على استخدام التبرعات الكبيرة أو الثروة الخاصة بهما لمنافسة نتنياهو.

وبناءً عليه، فشل إمرار مشروع القانون في الكنيست (رغم أن الائتلاف يخطط لتقديم نسخته الخاصة من التشريع أيضًا).

وفي السياق، لا تزال أي منافسة على القيادة بعيدة المنال، وقد أظهرت استطلاعات الرأي أن نتنياهو لا يزال الزعيم الأكثر شعبية في حزب الليكود والجناح اليميني ككل، لكن بعض استطلاعات الرأي أظهرت أيضًا أن حزب الليكود بقيادة بركات قادر على تشكيل ائتلاف، وهو الهدف الذي استعصى على نتنياهو مرارًا وتكرارًا في السنوات الأخيرة.

ويُذكر أنَّ هناك دلائل على أنّ القاعدة قد سئمت من مناورات نتنياهو، ففي الآونة الأخيرة، ظهر مذيع تلفزيوني شهير سابق لليكود وفائز ببرنامج تلفزيون الواقع "الأخ الأكبر" عبر تويتر للشكوى وكتب: "إذا كان نتنياهو يدّعي أنه قائد لليهود الشرقيين، والأشخاص الذين يعيشون في المناطق النائية وأصحاب الأعمال الصغيرة، فلماذا لا يتحدث عن القضايا التي يواجهونها؟ لماذا لا يهتم بهم؟".

بنيامين نتنياهو

إقرأ المزيد في: عين على العدو