يوميات عدوان نيسان 1996

الخليج والعالم

هل وجّهت روسيا صفعة جديدة لأنقرة؟
12/01/2022

هل وجّهت روسيا صفعة جديدة لأنقرة؟

جمعت منظمة الدّول الناطقة بالتركية -التي أُنشئت في عام 2021 برعاية تركيا- وزراء خارجيتها في جلسة استثنائية لمناقشة القرار الذي اتخذه رئيس كازاخستان باختيار روسيا لاستعادة النظام في بلاده عقب موجة من التظاهرات أودت بحياة العشرات.

وفي السياق، قدّمت مجلة "كورييه أنترناسيونال" الفرنسية عرضًا للتعليقات الصحافية الأخيرة الصادرة من روسيا وتركيا وغيرها حول هذه القضية واستنتجت أن موسكو سحبت البساط من تحت أنقرة وتمددت إلى منطقة نفوذ جديدة على حساب "الصديق التركي".

من ناحيتها، عنونت صحيفة Nezavissimaïa Gazeta الروسية قائلة "لقد أخرجت روسيا كازاخستان من محور العالم الناطق باللغة التركية"، وأوضحت: "إنهم جنود حفظ السلام في الدول السوفياتية السابقة من أعادوا النظام في كازاخستان وليس ممثلي "طوران الكبرى"، أي الإيديولوجية التركية الهادفة إلى توحيد الشعوب الناطقة بالتركية".

يُشار إلى أنَّ الرواية الرسمية لأحداث كازاخستان تنص على أنّ ما وقع "هجوم إرهابي" ودعت على الفور جنود منظمة معاهدة الأمن الجماعي، وهي منظمة سياسية عسكرية إقليمية تحت رعاية موسكو، لإعادة النظام فيها.

ومن المفارقات، أن نور سلطان نزارباييف، الرئيس السابق لكازاخستان هو الذي عمل منذ تفكك الاتحاد السوفياتي في عام 1991 من أجل "الجمع بين جميع المتحدثين الأتراك الذين يمكن أن يصبحوا قوة فعالة في العالم"، كما تذكر وكالة أنباء شبكة التحليل الإعلامية الروسية.

ونقلت صحيفة Nezavissimaïa Gazeta عن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار قوله "نحن مستعدون لتقديم أي مساعدة ودعم لأشقائنا الكازاخيين"، وأشار إلى "النجاحات التي حققتها تركيا في محاربة الإرهاب، لا سيما في سوريا" حسب زعمه، وتضيف الصحيفة "كأن الوزير التركي يشير إلى أن التعاون مع تركيا سيكون أكثر منفعة من التعاون مع روسيا".

من جهته، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو "إن مشاكل دولة عضو في العالم الناطق بالتركية هي شاغل جميع الأعضاء وقد شهد العالم على مثال الانتصار في كاراباخ خلال الحرب الأرمينية الأذربيجانية".

وفي بيان صحفي لوزراء خارجية منظمة الدول الناطقة بالتركية، ورد: "نكرّر اقتراحنا لحكومة وشعب كازاخستان لتزويدهم بكل المساعدة اللازمة للتغلب على الأزمة".

من جهتها، نقلت الصحيفة الروسية عن بعض الخبراء الأتراك أن وصول منظمة معاهدة الأمن الجماعي إلى كازاخستان يعني أن "الموارد المادية والتنظيمية والأيديولوجية الهائلة التي استثمرتها تركيا في كازاخستان لسنوات قد تراجعت"، وأنّ الصفعة الأخرى التي تلقتها أنقرة هي قيرغيزستان، الدولة الناطقة باللغة التركية بدورها والعضو في منظمة معاهدة الأمن الجماعي، والتي تشارك أيضًا في مهمة حفظ السلام في كازاخستان التي تقودها روسيا.

ولفتَ وزير الخارجية التركي السابق وزعيم حزب المستقبل المعارض أحمد داود أوغلو، نقلًا عن موقع "ناشا أرمينيا" الأرمني أن "من المقلق أن كازاخستان قد توجهت إلى منظمة معاهدة الأمن الجماعي التي ترأسها أرمينيا حاليًا، وأن حقيقة عدم القيام بما هو ضروري من قبل تركيا يشهد على ضعف التضامن الداخلي للعالم التركي".

وفي هذا الإطار، ذكر النائب الأرميني تيغران أبراميان على موقع "سبوتنيك أرمينيا" "أنّ قوات حفظ السلام التابعة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي في كازاخستان قد عكست مياه تركيا وأذربيجان".

تركياكازاخستان

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

التغطية الإخبارية



 

مقالات مرتبطة