يوميات عدوان نيسان 1996

ترجمات

فوكوياما: نقطة الضعف الأكبر للولايات المتحدة اليوم تتمثل بالانقسام الداخلي 
05/01/2022

فوكوياما: نقطة الضعف الأكبر للولايات المتحدة اليوم تتمثل بالانقسام الداخلي 

كتب المفكر السياسي الأميركي المعروف “Francis Fukuyama” مقالة نشرت بصحيفة نيويورك تايمز قال فيها ان حادثة اقتحام مبنى الكونغرس بتاريخ السادس من كانون الثاني/يناير مطلع العام الماضي شكل سابقة سياسية مشؤومة للولايات المتحدة.  

وأضاف الكاتب بانه لم يسبق منذ الحرب الاهلية وان شهدت الولايات المتحدة عدم الانتقال السلمي للسلطة وقيام أحد المنافسين بالتشكيك بنتائج الانتخابات رغم وجود ادلة واضحة بان العملية الانتخابية كانت حرة ونزيهة.  

ورأى الكاتب الأميركي صاحب نظرية "نهاية التاريخ" أن تداعيات هذا الحدث مستمرة وبانها ليست فقط على الصعيد المحلي، حيث تحدث عن تداعيات كبيرة على المستوى الدولي، حيث أعتبر أن ما حصل يشير إلى تراجع كبير على صعيد قوة ونفوذ الولايات المتحدة على المستوى العالمي، مشدداً على انه يجب النظر إلى ما حدث على خلفية "الازمة العالمية للديمقراطية الليبرالية". 

فوكوياما لفت إلى أن اميركا قامت بتوفير الامن للحلفاء الديمقراطيين في أوروبا وشرق آسيا وإنها أشرفت على اندماج الاقتصاد العالمي. وأضاف أن "الديمقراطية العالمية" كانت تستند على نجاح واستمرارية الديمقراطية في الولايات المتحدة وهو ما يسميه المفكر المعروف “Joseph Nye” بقوة اميركا الناعمة. 

عقب ذلك قال الكاتب ان تراجع الديمقراطية على مستوى العالم يعود إلى عوامل معقدة حيث أردف بان العولمة والتحولات الاقتصادية تركت الكثيرين وراء الركب كما تحدث في نفس السياق عن  الانقسام الثقافي الكبير الذي نشأ بين سكان المدن المتعلمين وسكان المناطق الأخرى الصغيرة الذين يمارسون القيم التقليدية. وتحدث ايضاً عن انتشار الانترنت وكيف ان ذلك قلل من قدرة النخبة على التحكم بالمعلومات. 

وبناء عليه خلص الكاتب إلى ان العالم اليوم يختلف كثيراً عما كان عليه عندما انهار الاتحاد السوفييتي قبل حوالي ثلاثين عام. 

ورأى الكاتب ان النموذج الأميركي يتآكل منذ فترة وان القرن الحادي والعشرين لم يأت بقادة لديهم رؤية بعيدة قادرين على بناء المؤسسات وذلك خلافاً لما كان الوضع عليه خلال فترات الازمات السابقة مثل الحرب الاهلية والكساد الكبير. وقال ان القرن الحادي والعشرين شهد كارثتين اثنتين تحت اشراف صناع السياسة الاميركيين وهما حرب العراق والازمة المالية. 

وقال الكاتب ان ما حصل بتاريخ السادس من كانون الثاني/يناير مطلع العام الماضي شكل اللحظة التي بينت فيها اقلية لا يستهان بها من الاميركيين عن استعدادها للانقلاب على الديمقراطية الأميركية واستخدام العنف من اجل تحقيق غاياتها. ولفت إلى ان ما يزيد من خطورة الموضوع هو ان الحزب الجمهوري سعى إلى تطبيع ما حصل واقصاء الشخصيات داخل الحزب التي قالت الحقيقة حول الانتخابات الرئاسية التي جرت في عام 2020.

هذا واعتبر فوكوياما ان مصداقية اميركا على صعيد تقديم نموذج للممارسة الديمقراطية الصحيحة أصبحت ممزقة. 

وذكر فوكوياما ايضاً كل من الصين وروسيا حيث قال ان الدور الأميركي المحتمل يشكل عاملا أساسا في أي عدوان عسكري قد يقدم عليه أي من البلدين في دول مثل أوكرانيا وتايوان، مشيراً إلى ان واشنطن لم تقدم اية ضمانات امنية واضحة إلى أوكرانيا وتايوان الا انها تقدم الدعم العسكري لمساعي هذه الدول كي تصبح دول ديمقراطية حقيقية وتقف معها ايديولوجياً.  

وتابع الكاتب بانه ولو قام الحزب الجمهوري بشجب ما حصل كما فعل مع الرئيس الأسبق “Richard Nixon” عام 1974لربما كان هناك امل لطي صفحة عصر ترامب. غير انه قال ان ذلك لم يحصل وان خصوم مثل روسيا والصين تراقب هذا الوضع بفرحة كبيرة. وسأل أنه إذا كانت قضايا مثل اللقاحات وارتداء الكمامات أصبحت مسيسة وتثير الانقسامات، فماذا عن أي قرار مستقبلي حول تقديم الدعم العسكري لدول مثل أوكرانيا وتايوان؟

ورأى فوكوياما ان الرئيس السابق دونالد ترامب قوض الاجماع الديمقراطي الجمهوري الذي استمر منذ أواخر الاربعينات حول دعم الدور الليبرالي العالمي، وان الرئيس الحالي جو بايدن من جهته لم يستطع إعادة هذا الاجماع. 

كما اعتبر فوكوياما ان نقطة الضعف الأكبر للولايات المتحدة اليوم تتمثل بالانقسام الداخلي حيث قال ان شخصيات من معسكر المحافظين سافروا إلى المجر بحثاً عن نموذج بديل وان هناك عدد من الجمهوريين الذين يرون ان الديمقراطيين يشكلون تهديدا أكبر من روسيا. 

وبينما قال فوكوياما أن الولايات المتحدة يبقى لديها قوة اقتصادية وعسكرية هائلة، اعتبر انه لا يمكن الاستفادة من هذه القوة في غياب الاجماع السياسي الداخلي حول دور الولايات المتحدة على الصعيد الدولي. كما حذر من ان قدرة الولايات المتحدة على الابداع ولعب الدور القيادي ستتقلص في حال لم يعد الاميركيون يؤمنون بمجتمع منفتح ومتسامح وليبرالي، معتبراً أن أحداث السادس من كانون الثاني/يناير مطلع العام الماضي زادت من حدة الانقسام الداخلي وان هذه الاحداث بالتالي سيكون لها تداعيات على مستوى العالم خلال الأعوام القادمة.

دونالد ترامبالكونغرس

إقرأ المزيد في: ترجمات

التغطية الإخبارية



 

مقالات مرتبطة