يوميات عدوان نيسان 1996

خاص العهد

تسوية الميادين تُنجَز: التسويات تتمدد إلى البوكمال
08/12/2021

تسوية الميادين تُنجَز: التسويات تتمدد إلى البوكمال

محمد عيد

تتمدد التسويات في محافظة دير الزور من مركز المدينة إلى محيطها وصولاً إلى أريافها. وتوافد العشرات من أبناء الريف الشرقي والجنوبي الشرقي ممن تخلفوا عن الخدمة الإلزامية أو شكلوا حالة فرار من الجيش أو حملوا السلاح مكرهين دون أن تتلطخ أيديهم بدماء الأبرياء، إلى مدينة الميادين لتسوية أوضاعهم والعودة إلى حياتهم الطبيعية. وتمددت التسوية باتجاه مدينة البوكمال على الحدود العراقية لتعيش بعدها محافظة دير الزور حياة أكثر استقرارا بالتوازي مع جهود عودة التنمية التي تعمل عليها الحكومة السورية بإصرار ملحوظ .

بدت الدولة السورية وكأنها قد رسمت خارطة طريق لإعادة احتواء أبنائها الذين ضلوا سواء السبيل أو أكرهوا على حمل السلاح. لمس هؤلاء الجدية والسماحة في التعاطي الرسمي معهم، فتجاوز عدد من أبرم التسويات على مساحة محافظة دير الزور وبعض المحافظات الشرقية منذ الرابع عشر من الشهر الفائت حدود العشرة آلاف بعدما اكتملت تسوية مدينة الميادين في الريف الشرقي للمحافظة.

ويحسب للعشائر العربية في هذه المنطقة دور بارز في حث الشباب على التسوية وطمأنتهم على مصيرهم في الوقت نفسه. ولعل هذا ما يفسر حضور العديد من زعماء العشائر برفقة أبنائهم إلى مراكز التسويات حيث وجدوا كل الاحترام والتقدير من المسؤولين عن عملية التسوية هذه.

تسوية الميادين تُنجَز: التسويات تتمدد إلى البوكمال

إجراءات التسوية البسيطة شرحها ثائر العلي رئيس بلدية الميادين في حديثه الخاص بموقع "العهد" الإخباري، وقال انها تقتصر على أخذ إفادة الراغب بالتسوية بعد تسجيل هويته، ثم يحمل استمارة عليها صورته الشخصية ليتسلم بعد يومين بطاقة تسوية ثم يعود لحياته الطبيعية وممارسة عمله.

إجراءات بسيطة

وأضاف رئيس بلدية الميادين في حديثه لموقع "العهد" الإخباري أن هذا "السيناريو البسيط" شجع الكثير من "المترددين" على إبرام التسويات خصوصًا وأن العشائر العربية كانت الضامنة والمشجعة على إبرامها.
 
حامد الخلفان أحد الشباب المتخلفين عن الخدمة الإلزامية شرح لموقع "العهد" الإخباري عن سهولة الإجراءات المتعلقة بالتسوية وسرعتها وإحداثها "نقلة نوعية" على صعيد حياته وشعوره الدائم بالاستقرار والانخراط مجدداً في الحياة الطبيعية بعد الخوف والقلق اللذين شعر بهما على مدى سنوات باعتباره كان "فارا ومطلوبا".
 
من جهته، أكد الشاب ابراهيم العلي من بلدة حطلة لموقع "العهد" الإخباري أنه قدم إلى مدينة الميادين لتسوية أوضاعه بعدما فر سابقا من خدمة  الجيش. العلي تحدث عن الراحة الكبيرة التي يعيشها بعدما باتت بطاقة التسوية طريقًا لعبوره الآمن في ربوع الوطن حيث بات باستطاعته ممارسة نشاطه في الزراعة ورعي المواشي بمنتهى الراحة والأمان.

عبور النهر يساوي الأمان

الشيخ مطشر خلف العجيل شيخ عشيرة الجحيش تحدث لموقع "العهد" الإخباري عن جهود العشائر والدور الكبير الذي تقوم به من أجل استعادة أكبر عدد من شباب المنطقة والعودة بهم مجدداً للانضواء تحت عباءة الدولة التي هي بمثابة الأم الحنون لا تفرط بأبنائها وتخشى دائماً عليهم "من غيرهم ومن أنفسهم أحياناً".

وأضاف الشيخ العجيل أن العشائر العربية تركز اهتمامها حاليًا على الشباب في المناطق الواقعة تحت سلطة قسد والاحتلال الأمريكي حيث كشف لموقع "العهد" الإخباري عن نجاح المئات منهم في عبور نهر الفرات والوصول إلى مناطق سيطرة الحكومة السورية وإبرام التسويات المطلوبة برعاية وإشراف من شيوخ العشائر.

إقرأ المزيد في: خاص العهد

خبر عاجل