طوفان الأقصى

آراء وتحليلات

محافظة شبوة.. الهزيمة المقبلة للسعودية
18/11/2021

محافظة شبوة.. الهزيمة المقبلة للسعودية

د. علي مطر

 

لم تحقق السعودية خلال حربها التي دخلت العام السابع على اليمن أي انتصار يذكر. في السابق كان الحديث عن محاولة تحقيق أهداف عسكرية استراتيجية لها، أما اليوم فقد بدأ البحث عن مكاسب تكتيكية تسمح لها بحفظ ماء وجهها. لقد فشلت السعودية في حماية منشآتها الحيوية والنفطية من خطر الصواريخ البالستية للجيش اليمني، وكشفت الحرب عن صراع الحليفتين المزعومتين السعودية والإمارات على مناطق النفوذ والذي أدى الى تعقيد الوضع عليها في مواجهة حركة "انصار الله". الهزائم تتوالى خاصةً مع خسارة السعودية ومرتزقتها من نهم إلى الحزم إلى صحراء خُب والشعف، وصولاً إلى الحديدة ومأرب الغنية بالنفط والغاز، وفي قادم الأيام ربما نكون أما شبوة وحضرموت.

 

اليمن شريك أساسي في أمن الطاقة والملاحة الدولية، فهو الغني بالثروات، وصاحب الموقع الجغرافي المؤثر في مناطق عدة، حيث يقع في جنوب غرب شبه الجزيرة العربية، تحده من الشّمال السّعوديّة التّي لها مع اليمن شريطٌ حدوديٌّ بطول 1458 كيلومتراً، ومن الشرق عمان بحدود تبلغ 288 كيلومتراً، لها ساحلٌ جنوبيٌّ على بحر العرب وساحلٌ غربيٌّ على البحر الأحمر.  

الصراخ في الحديدة

لليمن أكثر من 200 جزيرةٍ في البحر الأحمر وبحر العرب، أكبرها جزيرتا سقطرى وحنيش. ويقع مضيق باب المندب ما بين البحر الأحمر وخليج عدن، أي أنّه هو الممر المائي الّذي يفصل بين قارتي آسيا وأفريقيا. يعتبر مضيق باب المندب واحداً من أكثر الممرات المائيّة المتنازع عليها بين الدول التي تشرف على هذا المضيق، لأنّ السيطرة عليه تعني السّيطرة على حركة السّفن الخارجة والدّاخلة إلى مياه البحر الأحمر؛ كونه منفذًا هاماً يربط غرب وشرق آسيا بقارة أفريقيا، ومن ثمّ إلى أوروبا عبر البحر الأبيض المتوسّط. كل هذا وإن كان يعد مطمعاً أميركياً سعودياً، فإن خسارته وشيكة.

تعالى العويل السعودي بعد انسحاب بعض القوات من الحديدة، وذلك لما لها من أهمية كبرى على الخريطة الممتدة على طول البحر الأحمر والتي تستطيع في ممراتها المائية الربط بين دول عربية وإفريقية وبالتالي بينها وبين فلسطين المحتلة، فالسيطرة على الحديدة تعد مقدمة للسيطرة على كامل خليج عدن وباب المندب لما لهما من أهمية جغرافية مائية.

من مأرب إلى شبوة

أهمية هذا الموقع الجغرافي الهام على مستوى اليمن ككل، تنسحب أيضاً على مستوى المحافظات والمدن كلاً على حدة، وهذا ما يجعل الولايات المتحدة الأميركية تتدخل في تفاصيل دقيقة على المستوى العسكري والأمني. من هنا تعد خسارة مأرب ضربة كبيرة للمشروع الأميركي السعودي، فالمنطقة تضم أكبر حقول للنفط والغاز الطبيعي في اليمن، إلى جانب المحطة الكبرى والأكثر ربحية لتعبئة وتوزيع الغاز. وتقع مأرب عند تقاطع طرق رئيسي يربط المحافظات الجنوبية الممتدة على طول خليج عدن بصنعاء والسعودية. لذلك فإن الاستيلاء على المدينة قد يتيح لأنصار الله القيام بتقدم سريع إلى داخل محافظة شبوة الغنية بالنفط.

ووفق ما يظهر، فإن محافظة شبوة ستكون الوُجهة المقبلة للصراع، خاصةً أن حركة أنصار الله بسيطرتها على مأرب، باتت قاب قوسين من إمكانية تحرير شبوة. في المقابل، يسعى العدوان السعودي إلى المحافظة عليها من أجل تعزيز نفوذه، ومنع أنصار الله من الوصول إلى المنافذ القريبة على السعودية، فضلاً عن جني مكاسب تعوّضها الخسارة المنتَظرة في مأرب. تقع محافظة شبوة في جنوب وسط الجمهورية اليمنية، وهي ثالث أكبر محافظة في اليمن من حيث المساحة، ومحاطة بأربع محافظات حيث تحدها حضرموت من الشرق، ومأرب من الشمال، وأبين والبيضاء من الغرب، ويحدها من الجنوب بحر العرب وخليج عدن.

وتتشكّل تضاريسها من جبال وعرة وهضاب ووديان، وتعد مدينة عتق مركز المحافظة، وأهم مدنها بيحان وحبان وعزان، وتشهد المحافظة أعمالاً واسعة للتنقيب عن النفط من قبل بعض الشركات العالمية، إذ توجد عدة حقول نفطية وبعض المعادن من أهمها الزنك، الفضة، الرصاص، الملح الصخري، الفلسبار، رمل الزجاج، السيلكا، الاسكوريا والبرلايت.

وتوجد في شبوة سواحل سياحية مثل ساحل بئر علي وشواطئ بالحاف مركز تصدير الغاز المسال والنفط، كما يوجد عدة جزر قرب بئر علي، كل ذلك يجعل السيطرة على شبوة أمراً هاماً لمختلف الأطراف، حيث ستكون هي وجهة النزاع المقبل كما بات واضحاً، لذلك فإن السعودية سوف تستميت لمنع سقوط مرتزقتها فيها، وعدم تحريرها من قبل الجيش واللجان الشعبية.

السعوديةالعدوان الاميركي السعودي على اليمن

إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات

التغطية الإخبارية



 

مقالات مرتبطة